|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الخوف والرجاء من الله
تدبروا القرآن العظيم، فإن تدبر القرآن هو العلم الذي يتبعه العمل به، الله جل وعلا أمر بتدبر القرآن وحث على ذلك، لما في ذلك من الفائدة العظيمة للمسلم، فالمتدبر للقرآن يجد العجب العجاب في علومه وأساليبه ومن ذلك: ما جاء في القرآن من ذكر الجنة والنار، والوعد والوعيد، فلا تكاد تذكر آيات في الجنة إلا وتذكر قبلها أو بعدها آيات في النار، من أجل أن المسلم يكون بين الخوف الرجاء، الخوف من النار ورجاء الجنة، فلا يكون خائفا فقط ولا يكون راجيا فقط وإنما يكون بين الخوف والرجاء، فالخوف يحمله على العمل الصالح، وتقوى الله سبحانه، والرجاء يحمله على حسن الظن بالله سبحانه وتعالى، فهذه طريقة أهل الإيمان، بل هي طريقة الرسل: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمْ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً)، (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) هذه طريقة الرسل وأتباعهم، أما من عبد الله بالخوف فقط فهذا من القانطين من رحمة الله، والله جل وعلا: (قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ)، (إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ)، ولا يعبدونه بالرجاء فقط فتلك طريقة المرجئة الضلال، فالله جل وعلا يعبد بالخوف ويعبد بالرجاء، خوفا ورجاءا، خوفا من ناره، ورجاءا لجنته، فإذا رجاء فإنه لا ييئس من رحمة الله ولا يقنط من رحمة الله؛ بل يكون راجيا لربه محسنا للظن بالله سبحانه وتعالى، وهناك طائفة لا تعتبر الخوف والرجاء أبدا وإنما يقولون نعبد الله لأننا نحبه ولا نعبده خوفا من ناره ولا طمعا في جنته وهؤلاء هم الصوفية الضلال. فعلى المسلم أن يتجنب هذه الطرائق وأن يأخذ طريق أهل الحق والصواب الذين يخافون ربهم ويرجونهم وينتفعون بآيات الوعد وبآيات الوعيد فيكونون على الاستقامة في حياتهم من غير انحراف إلى مذهب الخوارج أو انحراف إلى مذهب المرجئة أو انحراف إلى مذهب الصوفية؛ بل يكون المسلم على طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ بل على طريقة كل الرسل وأتباعهم، هناك من أمن عذاب الله فقوم عاد لما وعظهم نبيهم هود عليه السلام، قالوا له: (سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنْ الْوَاعِظِينَ* إِنْ هَذَا إِلاَّ خُلُقُ الأَوَّلِينَ* وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ) نسأل الله العافية، ولما راءوا الريح العاتية المقبلة عليهم لتهلكم: (قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ* تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ)، فهنا من المعاصرين من يسخر من الوعظ والتذكير ويقول أنتم تشددون على الناس، أنتم تسدون في وجوه الناس باب الأمل افتحوا لهم باب الأمل أدخلوا عليهم الفرح والسرور وهذه طريقة الضالين من قوم عاد وغيرهم. فعلينا أن نحذر من هذه الأساليب الماكره وأن تأخذ طريق الحق، نرجوا رحمة ربنا فنعمل، ما يكفي الرجاء دون عمل نرجوا رحمة ربنا فنعمل لها، ونخاف من عذاب ربنا فنترك المعاصي والذنوب والسيئات، هذه طريقة الحق والصراط المستقيم، تدبروا القرآن ما تجدون ذكرا للجنة ونعيمها إلا وتجدون قبله أو بعده ذكرا للنار وعذابها وسمومها وحرها من أجل أن تعملوا للجنة وأن تخافوا من النار فتجتنبوا ما يوصل إليها لا يكفي الخوف من النار؛ بل لابد مع الخوف أن تعمل الأسباب التي تبعدك من النار ومن أعمالها هذه حكمة الله سبحانه وتعالى في كتابه المبين، ومعلوم أن الجنة محفوفة بالمكاره مكاره النفس، الجنة لا تدخل بالأماني إنما تدخل برحمة الله وبأسباب الأعمال الصالحة: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)، فالجنة لا تدرك بالأماني أو يقول الإنسان أنا مسلم أنا مؤمن هذه دعوة لابد لها من حقيقة ما هو إسلامك؟ وما هو إيمانك؟ ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ولكنه ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال كما قال الحسن البصري رحمه الله، هذه هو الإيمان. فعلى المسلم أن لا يغتر بهذه الأساليب الخادعة وينسى الوعيد، الجنة محفوفة بالمكاره تحتاج إلى قيام ليل، إلى صيام نهار، تحتاج إلى الجهاد في سبيل الله، تحتاج إلى مشاق الطاعة، وهي شاقة على النفوس فلابد أن يحمل الإنسان نفسه على المكاره التي هي في رضا الله سبحانه وتعالى حتى يصل إلى الجنة برحمة الله سبحانه وتعالى، وكذلك النار محفوفة بالشهوات التي تميل إليها كثير من النفوس الشهوات المحرمة، شهوات اللهو واللعب، شهوات الزنا والسرقة وشرب الخمور وأكل الربا وغير ذلك، الجنة ارتفاع تحتاج إلى ارتفاع وصعود وهذا يشق على النفوس، النار انحدار وسفول وهذا سهل على النفوس، الانحدار أسهل من الصعود، فعلينا أن نتذكر هذا وأن نصبر على طاعة الله سبحانه وتعالى ومشاقها رجاء ثواب الله سبحانه وتعالى، وأن نترك ما حرم الله من الذنوب والمعاصي خوفا من الله سبحانه وتعالى. فعلى المسلم أن يلزم هذا الطريق الذي هو طريق النبيين والمرسلين والصالحين وحسن أولئك رفيقا، بارك الله ولكم في القرآن العظيم ونفعنا بما فيه من البيان والذكر الحكيم، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. اللهم اجعلنا من أهل القرآن، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار يا رحمن، اللهم بارِكْ لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
|
10/4/2023, 02:07 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
كبير مشرفين منتدى القنوات والترددات
|
رد: الخوف والرجاء من الله
كل الشكر والتقدير لك اخى الكريم للجهد الطيب وللموضوعات المميزة
|
||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~