موانع قبول الدعاء

[أحمد-الربيعي]

إن أعظم ما يرزأ به الإنسان في حياته أن يطرد من باب الله فيرد دعاؤه وتوصد أبواب والرحمة في وجهه. فقد أمرنا الله ورسوله بكثرة الدعاء ووعدنا بالإجابة ما لم نستعجل أو ندع بإثم أو قطيعة رحم. فاستعيذوا بالله من دعاء لا يسمع واجتنبوا موانع القبول ولا تستبطئوا الإجابة فإن أفضل العبادة انتظار الفرج.
1/ التعوذ بالله من رد الدعاء
أبو هريرة: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الأَرْبَعِ مِنْ عِلْمٍ لاَ يَنْفَعُ وَمِنْ قَلْبٍ لاَ يَخْشَعُ وَمِنْ نَفْسٍ لاَ تَشْبَعُ وَمِنْ دُعَاءٍ لاَ يُسْمَعُ. د.
2/ موانع القبول
مخالفة شرع الله
أبو موسى الأشعري: ثَلاَثَةٌ يَدْعُونَ اللَّهَ فَلاَ يُسْتَجَابُ لَهُمْ: رَجُلٌ كَانَتْ تَحْتَهُ امْرَأَةٌ سَيِّئَةُ الْخُلُقِ فَلَمْ يُطَلِّقْهَا، وَرَجُلٌ كَانَ لَهُ عَلَى رَجُلٍ مَالٌ فَلَمْ يُشْهِدْ عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ ءَاتَى سَفِيهًا مَالَهُ وَقَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلاَ تُوتُواْ السُّفَهَاءَ امْوَلَكُمُ. ب.
الظلم
عبد الله بن مسعود: لا تَظْلِمُوا فَتَدْعُوا فَلا يُسْتَجَابَ لَكُمْ، وَتَسْتَسْقُوا فَلا تُسْقَوْا، وَتَسْتَنْصِرُوا فَلا تُنْصَرُوا. ث.ذ.ض.
عثمان بن أبي العاص: كَانَ لِدَاوُدَ نَبِيِّ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مِنَ اللَّيْلِ سَاعَةٌ يُوقِظُ فِيهَا أَهْلَهُ فَيَقُولُ: يَئَالَ دَاوُدَ، قُومُوا فَصَلُّوا، فَإِنَّ هَذِهِ سَاعَةٌ يَسْتَجِيبُ اللَّهُ فِيهَا الدُّعَاءَ إِلاَّ لِسَاحِرٍ أَوْ عَشَّارٍ. ح.ض.
الحرام
أبو هريرة: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ: يَأَيُّهَا اَلرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ اَلطَّيِّبَـتِ وَاعْمَلُواْ صَـلِحًا اِِنِّى بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ. وَقَالَ: يَأَيُّهَا اَلذِينَ ءَامَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَـتِ مَا رَزَقْنَـكُمْ. ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَرَبِّ يَرَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ. م.
عبد الله بن عباس: تُلِيَتْ هَذِهِ الآيَةُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ يَأَيُّهَا اَلنَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي اِلاَرْضِ حَلَـلًا طَيِّبًا. فَقَامَ سَعْدُ بْنُ أبِي وَقَّاصٍ فَقَالَ يَرَسُولَ اللهِ ادْعُ اللهَ أنْ يجعلَني مستجابَ الدَّعوةِ. فقال له النَّبيُّ: يسعدُ أطِبْ مطعمَك تكُنْ مستجابَ الدَّعوةِ. والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيدِه إنَّ العبدَ ليقذِفُ اللُّقمةَ الحرامَ في جوفِه ما يُتقبَّلُ منه عملٌ أربعين يومًا، وأيُّما عبدٌ نبت لحمُه من سُحتٍ فالنَّار أوْلَى به. ط.ض.
قطيعة الرحم
عبد الله بن مسعود: أنْشُدُ اللهَ قَاطِعَ رَحِمٍ لمَا قَامَ عَنَّا فَإِنَّا نُرِيدُ أن ندْعُوَ رَبَّنَا، وَإنَّ أبْوَابَ السَّمَاءِ مُرْتَجَّةٌ دُونَ قَاطِعِ رَحِمٍ. ذ.ث.
أبو هريرة: إِنَّ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ تُعْرَضُ كُلَّ خَمِيسٍ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ فَلاَ يُقْبَلُ عَمَلُ قَاطِعِ رَحِمٍ. ح.
ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
حذيفة بن اليمان: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلاَ يُسْتَجَابُ لَكُمْ. ت.
الاستعجال
أبو هريرة: لاَ يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ. قِيلَ: يَرَسُولَ اللَّهِ مَا الاِسْتِعْجَالُ؟ قَالَ: يَقُولُ قَدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ. م.
الاعتداء في الدعاء
سعد بن أبي وقاص: يَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الدُّعَاءِ والطَّهُورِ. د.
جابر بن عبد الله: مَا مِنْ أَحَدٍ يَدْعُو بِدُعَاءٍ إِلاَّ آتَاهُ اللَّهُ مَا سَأَلَ أَوْ كَفَّ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهُ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ. ت.
جابر بن عبد الله: لاَ تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَوْلاَدِكُمْ وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لاَ تُوَافِقُوا مِنَ اللَّهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبَ لَكُمْ. م.د.
أبو الدرداء: إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا لَعَنَ شَيْئًا صَعِدَتِ اللَّعْنَةُ إِلَى السَّمَاءِ فَتُغْلَقُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ دُونَهَا ثُمَّ تَهِبْطُ إِلَى الأَرْضِ فَتُغْلَقُ أَبْوَابُهَا دُونَهَا ثُمَّ تَأْخُذُ يَمِينًا وَشِمَالاً فَإِذَا لَمْ تَجِدْ مَسَاغًا رَجَعَتْ إِلَى الَّذِي لُعِنَ فَإِنْ كَانَ لِذَلِكَ أَهْلاً وَإِلاَّ رَجَعَتْ إِلَى قَائِلِهَا. د.