|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الدين النصيحة
ذا تأملتُم حياةَ الصحابةِ الأجلة ألفيتموهم ممن نصَحوا لله ورسوله ، فمثلا العشرة المبشرون بالجنة، ومنهم : أبو بكرٍ رضي الله عنه، من الصديقين المؤمنين ، وثبت في الإسلام، ونصر رسول الله بدنهِ وماله، وكان عند كتاب الله تاليا وخاضعا ، ورفَقَ بالناس ولم يشُقَّ عليهم ، وفي الحديث الصحيح :{ أرحمُ أمتي بأمتي أبو بكر }. ومن الأحاديثِ الجوامع ، والنصوصِ اللوامع ، ويختصرُ لك الإسلام ، ويكشفُ لك الدين، ويجلّي واجبكَ في هذه الحياة …! وكيف تعيشُ وتمضي، وماذا تفعل وتعتقد..؟! ولكل من سألَ عن حقيقةِ الإسلام، قضايا الدين، وأصول الشريعة ، نقول له : هلمَّ إلى هذا العلمِ الجامع، والخلاصةِ الذهبية ، التي وضّحها صلى الله عليه وسلم في هذا الحديثِ الشريف ، المروي في صحيح مسلم رحمه الله . عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { الدِّينُ النَّصِيحَةُ “. قُلْنَا : لِمَنْ ؟ قَالَ : ” لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ }. فانصحْ لله بالإيمان ، ولكتابه بالعمل، ولرسولهِ بالاتباع ، وللأئمةِ بالطاعة ، وللعامة بالرفق والإحسان. وقد شرحَ ذلك الإمامُ الخطابي رحمه الله، فيما نقله عنه الإمامُ النووي رحمه الله ، فقال : هذا حديثٌ عظيمُ الشأن ، وعليه مدارُ الإسلام .. أما النصيحةُ لله تعالى: فمعناها منصرفٌ إلى الإيمان به ، ونفيِ الشريك عنه ، وتركِ الإلحاد في صفاته . ووصفُه بصفاتِ الكمال والجلال كلها ، وتنزيهُه سبحانه وتعالى من جميع النقائص ، والقيامُ بطاعته ، واجتناب معصيته ، والحب فيه ، والبغض فيه ، وموالاةُ من أطاعه ، ومعاداة من عصاه ، وجهادُ من كفر به ، والاعترافُ بنعمته ، وشكرُه عليها ، والإخلاصُ في جميع الأمور ، . قال الخطابي رحمه الله : وحقيقةُ هذه الإضافة راجعة إلى العبد في نصحهِ نفسَه ، فالله تعالى غنيٌّ عن نصح الناصح . وأما النصيحةُ لكتابه سبحانه وتعالى: فالإيمانُ بأنه كلامُ الله تعالى وتنزيله ، لا يشبههُ شيءٌ من كلام الخلق ، ولا يقدرُ على مثله أحدٌ من الخلق ، ثم تعظيمُه وتلاوته حق تلاوته ، وتحسينُها والخشوع عندها ، وإقامةُ حروفِه في التلاوة ، والذبُّ عنه لتأويل المحرفين وتَعرضِّ الطاعنين ، والتصديقُ بما فيه ، والوقوفُ مع أحكامه ، وتفهمُ علومه وأمثاله ، والاعتبارُ بمواعظه ، والتفكرُ في عجائبه ، والعملُ بمحكمه ، والتسليم لمتشابهه … وأما النصيحةُ لرسول الله صلى الله عليه وسلم : فتصديقُه على الرسالة ، والإيمانُ بجميع ما جاء به ، وطاعته في أمره ونهيه ، ونصرتُه حيا وميتا ، ومعاداةُ من عاداه ، وموالاة من والاه ، وإعظامُ حقه ، وتوقيره ، وإحياءُ طريقته وسنته ، وبثُّ دعوته ، ونشرُ شريعته ، ونفيُ التهمة عنها ، والتخلق بأخلاقه ، والتأدب بآدابه ، ومحبةُ أهل بيته وأصحابه ، ومجانبة من ابتدعَ في سنته ، أو تعرضَ لأحد من أصحابه ، ونحو ذلك . وأما النصيحةُ لأئمة المسلمين: فمعاونتُهم على الحق ، وطاعتُهم فيه ، وأمرُهم به ، وتنبيههم وتذكيرهم برفقٍ ولطف ، وإعلامُهم بما غفلوا عنه ولم يبلغهم من حقوق المسلمين ، وترك الخروج عليهم ، وتألف قلوب الناس لطاعتهم .. ومن النصيحةِ لهم : الصلاةُ خلفَهم ، والجهادُ معهم ، وأداءُ الصدقات إليهم ، وتركُ الخروج بالسيف عليهم إذا ظهر منهم حيفٌ أو سوءُ عِشرة ، وأن لا يُغَروا بالثناءِ الكاذب عليهم ، وأن يُدعى لهم بالصلاح انتهى كلامه رحمه الله . فتأملوا يا مسلمون روعةَ هذا الحديث، وطالعوا عظمتَه ، وتفقهوا في معناه وعاقبِته، وتذكروا كيف حققَ صحابةُ رسول الله والجيلُ الفريد معاني النصيحة لله بإيمانهم الصادق، ومتابعتِهم الحقيقية، وبحُسن العمل بالقرآن ومحبته، وبطاعة الأئمة وعدم منابذتهم . قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسولَ وأولي الأمر منكم } سورة النساء . اللهم آتِ نفوسنا تقواها ، وزكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها ومولاها …
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~