لمن يريد الهداية

[الشيخ سيد]

00 إحذر 00

'العجب'

العجب هو الزهو، وهو أن يظن الانسان في نفسه أنه أعظم مما هو عليه، ويضيف لنفسه مكانة أكبر من حقيقته، ومظهر العجب إضافة النعمة للنفس، واعتقاد أنه مستحق للنعمة، وأن الأمر ليس محض تفضل، فالمعجب بنفسه يري أن الله أتاه النعمة لأنه أحق من غيره بها، ويظن أن الله كان لابد أن ينعم عليه هذه النعمة لأنه علم بها وأحق بها، فالمعجب ينسي شكر الله، وينسي فضل الله، ويغتر بنفسه وبعلمه. ولقد ضرب مثلا للعجب في القرآن الكريم بقصة قارون الذي كان من الموحدين ولكنه أعجب بما أنعم الله عليه ولم يشكر نعمة الله فكان جزاؤه الخسف، فقال تعالي (إن قارون كان من قوم موسي فبغي عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين قال إنما أوتيته علي علم عندي أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون فخرج علي قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين) (القصص 76 : 81). وعلاج العجب أن يتهم نفسه وأن يعلم أن النقص استولي علي جملة البشر، ويعلم أن التوفيق من عند الله، والنعم كلها من الله محض فضل، وأنه لا يجب علي الله فعل شيء، وأن كل ما يتصف به الإنسان من ذكاء أو علم أو غير ذلك إنما هو أيضا من الله، فالأمر كله لله، أعاذنا الله من العجب ورزقنا التواضع.. آمين.