الاستعاذة

[helmy40]

الاستعاذة


وبعد دعاء الاستفتاح يستعيذ المصلي سراً فيقول:
(أعوذُ بِاللهِ من الشيطانِ الرجيمِ). أو يقول: (أعوذُ بالله السميعِ العليمِ من الشيطانِ الرجيمِ) ويزيدُ إنْ شاءَ فيقول: (من همزِهِ ونفثِهِ ونفخِهِ) رواه أبو داود وابن ماجةَ، والاستعاذةُ تكون سرّاً وهي للقراءة أي قراءة الفاتحة وما بعدَها وليست للصلاة إذ لو كانت للصلاةِ لكانت تلي تكبيرةَ الإحرامِ مباشرةً قال تعالى (فَإِذَا قَرَأْتَ القرآنَ فاستعذْ بالله مِن الشيطانِ الرجيمِ) النحل 98.
قال ابنُ القيمِ: (فإذا شَرَعَ في القراءة قدَّم أمامَها الاستعاذةَ بالله من الشيطانِ الرجيم فإنه أحرصُ ما يكونُ على خُذلان العبدِ في مثلِ هذا المقامِ الذي هو أشرفُ مقاماتِ العبد و أنفعُها له في دنياه و آخرتِه، فهو أحرصُ شيءٍ على صرفه عنه، و انتفاعه دونَه بالبدنِِ و القلب، فإن عجز عن اقتطاعِهِ و تعطيلِهِ عنه بالبدن اقتطعَ قلبَهُ و عطَّله، و ألقى فيه الوساوسَ ليشغلَهُ بذلك عن القيام بحق العبوديةِ بين يدي الرب تبارك و تعالى، فأمر العبد بالاستعاذةِ بالله منه ليسلم له مقامه بين يدي ربه و ليحي قلبه، و يستنير بما يتدبره و يتفهمه من كلام الله...).

شرح الاستعاذة: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)
(أعوذ بالله): أي التجئُ وأعتصمُ بالله لأنه سبحانه وتعالى هو المعاذُ والعياذُ هو الفِرار من الشر.
(من الشيطان): اسم شاملٌ للشيطانِ الأولِ الذي أُمِرَ بالسجود لآدم فأبى ويشمل ذريتَهُ واسمه مشتق من (شَطُن) أي بَعُدَ من رحمةِ الله فإن الله لعنه أي: طرده وأبعده عن رحمته.
(الرجيم): هو المرجومُ بلعنة الله له والراجمُ لغيره بالمعاصي.
وإن شاء المُصَلِّي قالَ: (أعوذُ باللهِ السميعِ العليمِ من الشيطانِ الرجيمِ من همزه ونفخِهِ ونفثِهِ).
(من همزه): قيل: نوعٌ من الجنون والصرع يعتري الإنسانَ، فإذا أفاق عاد إليه عقلُه.
(ونفخه): قيل: الكِبْْرُ، والذي منشؤُه من نفخِ الشيطان في نفس الإنسان فيتعاظَمَ نفسَهُ، ويحتقر غيرَه.
(ونفثه): قيل: الشِّعْرُ المذمومُ كالهجاء.
ويجوز في الاستعاذةِ الاقتصارُ على قول: (أعوذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم).

لطيفة: قال حاتم رحمه الله واصفاً صلاته حين سُئِلَ عنها: أقوم بالأمر، وأمشي بالخشية، وأدخل بالنيةِ، وأُكبِّر بالعظمةِ، وأقرأ بالترتيلِ والتفكير، وأركع بالخشوعِ،وأسجد بالتواضعِ، وأجلسُ للتشهد بالتمامِ، وأسلم بالنية، وأختمها بالإخلاص لله عز وجل، وأرجع على نفسي بالخوف أخاف أن لا يقبل مني، وأحفظها بالجَهْدِ إلى المَوْت.
فائدة: نصيحةُ ابنِ تيميةَ لابنِ القيِّم رحمَهُما اللهُ.
قال ابن القيم رحمه الله: قال لي شيخُ الإسلام اِبنُ تيميةَ يومًا: إذا هاشَ عليك كلبُ الغنمِ فلا تشتغلَ بمحاربتِهِ، و مدافعتِهِ، و عليكَ بالراعي فاستغث به فهو يصرِفُ عنك الكلبَ، و يكفيكه. فإذا استعاذ الإنسان بالله من الشيطان الرجيم أبعده عنه.