طالب مستشارو وزارة التربية والتعليم في مصر بإيقاف تدريس رواية "الأيام" تأليف الدكتور طه حسين، والتي كان يدرسها طلاب الثانوية العامة في مصر، وذلك بدعوى أنها تسيء إلى الأزهر وشيوخه.
وقد أثار هذا القرار استياء عدد كبير من الأدباء والمفكرين والمثقفين، الذين وصفوا هذا المطلب بالعودة إلى الجهل والتخلف الذي حاربه طه حسين طويلاً، وأن هذا يمثل ردة في مناهج التعليم المصرية، والتي يؤكد الجميع عدم صلاحيتها، وأن ما يحدث إهانة للفكر والثقافة التي تتباهى مصر بأنها لم تعد تملك غيرها، وأن هذا اكتمال للخراب الذي حل بالثقافة المصرية، وأصبحت حبيسة المصادرة والملاحقة من رجال الدين، فأصبحت الرقابة تحاصرها من كل الجهات، للدرجة التي أصبح المثقفون والفنانون أنفسهم رقباء على إبداعهم وإبداع الآخرين.
وطالب عدد كبير من المثقفين بالتصدي لهذا المطلب ورفضه بشكل قاطع، وعدم الانسياق وراء إرضاء رجال الدين حتى النهاية.. ورغم هذه الضجة إلا أن رجال الأزهر وشيوخه لم يعترضوا على تدريس رواية "الأيام"، ولا نشرها عندما صدرت في بداية القرن الماضي، ولم يروا فيها أي إهانة لهم.