عصر...الجنون

[صلاح الخنانى]

آه من اين ابدأ احترت ماذا اكتب لكم عن هذا العصر المجنون

قبل ان ابدأ بالموضوع اريد ان تتعرفو على بعض التعريفات من وجهة نظري المتواضعة

كرة القدم :
هي كرة من جلد منفوخ يطرد خلفها 21 لاعباً من انصاف الرجال وتلعب في
ارض مربعه خضراء الغنم اولى بها يركلون هذه الكرة بأرجلهم من غير ان يظهرو لها اي احترام يتابع هؤلاء الآف المجانين على زوايا الملعب يسمونهم الجمهور يضحكون ويغضبون في نفس الوقت سبحان مثبت القلوب والعقول ويتابعهم خلف الشاشات ملايين
الاغبياء اعذروني على هذه الكلمه لكنها الحقيقه كيف تغضب ويكدر خاطرك بل وتكون
هناك مشكله ومشاده بينك وبين اصدقائك وبينك وبين زوجتك او اخيك لأن احد هؤلا انصاف الرجال ضرب الكرة برجله وادخلها بين تلك الاعمده


لاعب كرة القدم :
شاب بدأ حياته بين الشوارع يجوبها مستوى تعليمي متدني بل ربما يكون ليس من ابناء هذا الوطن بل احد الفارين من احدى السفن واستطاع برجله ان يكسب احترام الكبير والصغير ابنائنا الابرياء تعلقو به حتى انهم يكتبون اسمه على قمصانهم ويعدونه القدوه لهم حتى فتياتنا تلك الفتاه الرقيقه الناعمه تغرم بهذا الاعب ليس لعلمه ولا لأدبه ولكن تريد تقليد مثيلاتها من الفتيات . يتقاضى راتب يعادل راتب وزير ومقدم عقد يعادل ميزانية شركه لها خمسون عاماً من العطاء عندما يركل الكره برجله ويدخلها بين تلك الاعمده يصبح بطل قوميا الكل يهتف له

شاب جامعي :
هو شاب طموح كافح وناضل من اجل نيل شهادة لكي يبدأ مشواره في هذه الحياه
حصل على شهادة عليا في تخصص من التخصصات متزن بجميع اموره
تعلو وجهة نظرة يملأها التفاؤل يحب هذا الوطن لنخاع. بعد حصوله على تلك الشهادة
يريد شيئا يستحقه وهو الاشاده به ووضعه في مكانه الطبيعي بين ابناء هذا الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
هل عرفتم ماذا اقصد من تلك التعريفات انني اقصد بهذا كله ان تتعرفو على هذا العصر
المجنون الذي اصبح فيه الباطل حقاً والحق باطل كم من شاب جامعي طموح استطاع
بعد الله ان يحصل على شهادة عليا سهر اليالي من اجل نيل تلك الشهادة
وبعد كل هذه السنوات من التعب المضني حصل على تلك الشهادة وكان شديد الفرح بها
ولكنه صدم بعد ذلك . لم يعلم انه ارتكب جريمه لنيله تلك الشهادة
كان يذهب بعد طلوع الشمس الى ان تغيب يحبث عن فرصة عمل
يقدم اوراقه هنا وهناك لاتجد من يمد له يد العون وكأنه يريد صدقة
بينما نقيضه ذلك الاعب الذي شق طريقه من الشارع تعلم من هذا الشارع
كل ماهو قبيح لم يكن يجيد شيئا سوى انه يجيد السب والشتم وركل الكرة برجله
وفي يوم من الايام اصبح ذلك الاعب بطل من ابطال هذه الوطن يشار له بالبنان


من هو المخطئ من وجهة نظرك اخي القارئ ومن هو الذي على صواب
هل هو ذلك الشاب الطموح المتعلم ام هذا الاعب الذي يفتقد ادنى مستوى تعليمي
انا اعرف ماهي وجهة نظر هذا العصر لذلك كان سؤالي لك انت وليس
لهذا العصر المجنون