الطفولة في الشريعة الإسلامية والمواثيق الدولية

[مدحت مرعبي]

إن أطفال اليوم هم رجال الغد، وضياع الكبار يؤدي إلى ضياع جيل واحد، أما ضياع الصغار فيؤدي إلى ضياع أجيال عديدة.

والراصد لواقع الطفولة يلاحظ معاناتها الكبيرة في بلاد الإسلام وبلاد الغرب على عدة مستويات: التعليمية، النفسية، الاجتماعية، ...

وقد ازدادت معاناتها في عصر العولمة الحاملة لمضامين ثقافية مدمرة لكثير من القيم والمبادئ.



أولا: حقوق الأطفال في الشريعة الإسلامية

أ- الحقوق المعنوية:

- الحق في الحياة: سواء كان جنينا أو وليدا أو رضيعا أو طفلا.

- إسقاط بعض التكاليف الشرعية عن الأمهات الحوامل والمرضعات مثل: جواز الفطر في رمضان.

- الحق في النسب، وتشريع نظام الكفالة وتحريم التبني حفاظا على طهارة الأنساب، قال تعالى: ﴿...وَمَاجَعَلَ أَدْعِيَاءكُمْ أَبْنَاءكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [سورة الأحزاب، الآية 4].

- الحق في الاسم الحسن.

- الحق في التربية الإيمانية والخلقية والاجتماعية، قال صلى الله عليه وسلم:

(مروا أولادكم بالصلاة وهو أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع) [رواه مسلم].

(يا غلام! سم الله وكل بيمينك، وكل مما يليك) [رواه مسلم].

- الحق في التعليم.

- الحق في الحضانة.



ب- الحقوق المادية:

- الحق في النفقة: من غذاء وكساء ودواء وسكن... ﴿...وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ...﴾ [سورة البقرة، الآية 233].

- الحق في الميراث ذكورا وإناثا، ولا يُحرم أحد من التركة إلا بمسوغ شرعي.

- الحق في الهبة مع العدل بين الأولاد.



ثانيا: حقوق الطفولة في المواثيق الدولية

تقررت حقوق الطفولة في المواثيق الدولية بشكل تدريجي شامل للحقوق المادية والمعنوية، وذلك من خلال الأجيال المختلفة للاتفاقات والمواثيق الدولية الآتية:

الجيل الأول:

1. إعلان اتحاد غوث الأطفال لحقوق الطفل 1923.

2. إعلان جنيف لحقوق الطفل 1924 عن عصبة الأمم.

3. اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها 1948.

4. إعلان الاتحاد الدولي لرعاية الأطفال الصادر عن الاتحاد الدولي لحماية الأطفال 1948.

5. الإعلان العالمي لحقوق الإنسان 10/12/1948:

المادة 1: ((يولد جميع الناس أحرارا ومتساوين في جميع الحقوق)).

المادة 25: ((للأمومة والطفولة حق في رعاية ومساعدة خاصتين، ولجميع الأطفال حق التمتع بالحماية الاجتماعية...)).



الجيل الثاني:

1. إعلان الأمم المتحدة لحقوق الطفل 1959.

2. الاتفاقية الخاصة بمكافحة التمييز في مجال التعليم 1960.

3. اتفاقية السن الدنيا للتشغيل أو الاستخدام 1973.

4. الإعلان الخاص بحماية النساء والأطفال في حالة الطوارئ والنزاعات المسلحة 1974.



الجيل الثالث:

1. القواعد النموذجية الدنيا لإدارة قضاء الأحداث وسجون الأحداث 1985 .

2. اتفاقية حقوق الطفل 1989، دخلت حيز التنفيذ في 1990،
3. الإعلان العالمي حول التربية للجميع 1990 .

4. اتفاقية الأمم المتحدة التوجيهية لمنع جنوح الأحداث: مبادئ الرياض 1990.

5. إعلان مكافحة الاستغلال القائم على الاتجار الجنسي للأطفال 1996.

6. اتفاقية بشأن حظر أسوأ أشكال عمل الأطفال والإجراءات الفورية للقضاء عليها سنة 1999.





رغم وجود نصوص شرعية تقرر أنواعا من الحقوق للطفولة في جميع مراحلها، وتأكيد تلك الحقوق بأشكال مختلفة في المواثيق الدولية نجد أن الطفولة في العالم تعاني من أصناف العدوان على حقوقها المادية والمعنوية، لذلك يجب على القائمين على شؤون الأطفال توفير المؤسسات والآليات التي تضمن تجسيد تلك الحقوق المقررة ميدانيا، وتوفير أسباب الحياة المستقرة للأطفال ضمانا لمستقبلهم ومستقبل الشعوب