Mtv اللبنانية تعاود البث في 31 آذار بإمكاناتها الذاتية

[منصور أبونغيمش]

الـ"إم.تي.في" تعاود البث في 31 آذار بإمكاناتها الذاتية
المر: زمن الوصاية ولّى وسنكون صوت الأكثرية الصامتة




في 31 آذار المقبل، تعود محطة الـ"أم.تي.في" التلفزيونية الى البث مجدداً، بعدما كانت محكمة المطبوعات اللبنانية أصدرت حكماً قضائياً قضى بإقفالها نهائياً في 4 أيلول من العام 2002، استناداً الى المادة 68 من قانون انتخاب أعضاء المجلس النيابي، وذلك لبثها "كليبات" تتضمن إعلاناً إنتخابياً خلال الإنتخابات الفرعية التي جرت في دائرة المتن الشمالي في جبل لبنان في حزيران من نفسه، وفاز فيها صاحب المحطة غبريال المر على منافسته ميرنا المر، كريمة شقيقه النائب ميشال المر.
"صوت حر في خدمة الحرية" شعارها، وقد حملته طيلة 12 سنة باندفاع قوي كلفها أثماناً كثيرة ولكنها لم تأبه يوماً، فحملت "صوت الأكثرية الصامتة" حتى ارتبط اسمها بأحداث 7 آب 2001، حين أعلنت حالة الطوارئ ونقلت صوراً لم يتجرأ أحد على عرضها.
"غابت الـ"أم. تي. في" عن العيون مدة 7 سنوات ولكنها لم تفارق قلوب اللبنانيين يوماً، وهذا ما جعلها تبقى حية"، يقول رئيس مجلس إدارتها ميشال غبريال المر الذي لطالما أكد أنه "حين يعود لبنان حراً، ستعود الـ"أم. تي. في"".
في 16 آب من العام 2005، صوّت مجلس النواب على تعديل المادة 68، الذي أتاح لمحطة الـ"أم.تي.في" إعادة العمل بعد ثلاث سنوات من الإقفال، فعادت تلملم نفسها لتنطلق من جديد، إلا أن بعض العوائق أجلت الإنطلاقة حتى هذا العام.
بالأمس، أعلن المر خلال مؤتمر صحافي عقده في مبنى "ستوديو فيزيون" في النقاش، عودة الـ"أم.تي.في" الى البث، في حضور عدد من الإعلاميين وحشد من عائلة المحطة الذين تشتتوا قسرياً، فعاد معظمهم اليوم باندفاع أكبر لإكمال المسيرة.
عادت الـ "أم.تي.في" بحسب المر، "كي تحمل صوت الأكثرية الصامتة من كل الطوائف، التي همّشت صوتها المعارك العنيفة لاستقطاب الطوائف والمواهب والغرائز، والتي لا تجد نفسها اليوم وسط الغبار الكثيف".
وقال: "تعود الـ"أم. تي. في" لبث المشهد الإعلامي الوطني في لبنان وكل بلدان الإنتشار، بعد محاولة اغتيالها في 14 أيلول بدم بارد، إبتداء من مساء 31 آذار المقبل".
وبدد كل الأسئلة التي تطرح حول أسباب انطلاق المحطة قبل موعد الإنتخابات النيابية، والكلام عن أنها خطوة إنتخابية وسياسية بإمتياز، موضحاً "كنا سنطلقها في 4 أيلول من العام 2006، إلا أن حرب تموز أوقفت عملنا وجمّدت البلد. وبعد اتفاق الدوحة، قررنا العودة، وصادف الموعد قبل الإنتخابات ولكن ليس بداعي الـ"بروباغاندا" لأي حزب أو تيار"، مكرراً "أن الـ"أم.تي.في" ستتكلم باسم الأكثرية الصامتة".
وأبدى ارتياحه الى تعديل المادة 86 "التي ستحمي كل الوسائل الإعلامية، ولن يتمكن أحد من إقفالها، ونحن نفتخر اننا كنا ضحية حتى وصلنا الى هذا التعديل"، مشدداً على "أن زمن الوصاية ولى".
وأكد "أن الـ"أم.تي.في" عائدة بإمكاناتها المادية وطاقاتها الذاتية، وليس بتمويل من أحد، إنما بالمساهمين أنفسهم ومجلس الإدارة نفسه ومدير الأخبار نفسه وهو غياث يزبك". وقال: "سنعود على مرحلتين، الأولى في 31 آذار والثانية في أواخر أيلول موعد إنطلاق البرامج الترفيهية، لكننا نملك قدرة على التطور والنمو السريع، وأثبتت السنوات السابقة قدرتنا على التقدم والتطور بإمكانات متواضعة".
ولفت الى "أن لا اتفاق مع أنطوان شويري"، مشيراً الى "أن كل الخلط بين هذا الموضوع والسياسة، ليس صحيحاً، وكل ما هو متعلق بالإعلانات ننظر إليه من الناحية التجارية".
وشدد على أن المحطة "ليست صوت 14 أو 8 آذار وهي باقية على المبادئ نفسها، مستقلة وحيادية وموضوعية، وسنكون معنيين من وضع إشارة سير حتى وضع الإستراتيجية الدفاعية، لكن المنبر سيكون مفتوحاً للجميع ليعطي رأيه، ولا فيتو على أحد".
اضاف: "إن العاملين في المحطة توزعوا على مختلف وسائل الإعلام العربية والمحلية بعد إقفالها، وسيكون لهم أولوية. لا أحد منهم مصبوغ إعلامياً، ومن حق أي صحافي الإنتماء الى مؤسسة إعلامية شرط ألا تفرض خطها عليه، وأبرز الوجوه الإعلامية ستعود الى المحطة كما في السابق ولا شرط على أحد، كما ستشاهدون وجوهاً سبق أن رأيتموها وأخرى جديدة لن تحصر بأي قيد أو شرط، بل ستعبر عن رأيها بكل حرية".
وعن كيفية تحييد الإعلام عن الإصطفافات السياسية والطائفية، أكد "أن خطنا مستقل ووطني، ولا ننتمي الى أي خط وسنحاول إكمال مسيرتنا السابقة بمهنية، وعلى المشاهد أن يعطي رأيه ويحكم، لكن يجب عدم استباق الأمور والتروي".
واكد "أن الـ"أم.تي.في" ستعود لتثبيت دولة القانون والمؤسسات ولتدافع عن المواطنية، لأنها محطة تلفزيونية مبنية على المواطنية وحق المواطن"، موضحاً "إننا نشدد على الإيمان بالأشخاص وقدرتهم على إنجاح المحطة أكثر من المعدات والتقنيات والبرامج".
ووصف الخسارة بأنها "كانت كبيرة"، وأن "العزيمة كبيرة". وقال: "من خسرناه في وقت من الأوقات سيعود من تلقاء نفسه الى المحطة، لأن هامش الحرية الذي وجدوه عندنا لن يجدوه في أي مكان آخر، وسنعكس صوت الأكثرية الصامتة عبر وجوه المحطة وخطها التحريري في نشرات الأخبار. ويجب نقل الخبر بالمهنية التي تفرض نقل وجهة نظر الجميع وترك المواطن ليقرر".
وكان عرض لفيلم وثائقي عن المحطة منذ بداياتها والمراحل التي قطعتها حتى وصلت لتكون في طليعة المحطات التلفزيونية المحلية، الى جانب الضغوط الى تعرضت لها والصعوبات التي واجهتها في نقلها للحقيقة، وصولاً الى مرحلة إقفالها وما تعرض له موظفوها والداعمون لها من قمع في إسماع صوتهم.