نحن أمة خارج المنافسة

[الديب sat]

جاء اختيار مجلة «التايمز للبحث العلمى» لأفضل مائتى جامعة على مستوى العالم مخيباً لآمال البعض، من الذين مازال لديهم بعض الثقة فى جامعاتنا، حيث لم يكن ضمن قائمة المائتين أى جامعة من الجامعات المصرية.

ولكن لدى البعض الآخر، كان خلو القائمة من أى من جامعاتنا أمراً متوقعاً. لماذا؟ لأنه إذا كان أى من جامعاتنا لم يكن ضمن أفضل خمسمائة جامعة على مستوى العالم، فهل من المتوقع أن يكون ضمن أفضل مائتى جامعة؟!

بالتأكيد لا.. ودعونا نقلع من أرض الأحلام التى رسمنا حدودها لأنفسنا، ونهجر قصر الأوهام الذى ابتنيناه بأيدينا، ودور الريادة المزعوم الذى كتبنا له نحن السيناريو، وتلك الكذبة التى نسجنا نحن خيوطها وصدقناها، ولنحط أيها السادة على أرض الواقع، ولنكشف الستار عن واقعنا المخزي!!

ولنسأل أنفسنا كم تبلغ الميزانية التى تخصصها الدولة للباحثين؟ أو تنظر إليهم ولو بشيء من الاحترام. بوصفهم عقول هذه الأمة؟.. وهل ترعى الدولة، أو يتبنى أى من رجال أعمالها أى أفكار، أو مشاريع بحثية وتساند صاحبها حتى يرى بحثه النور؟

وهل النظام التعليمى والبحثى فى مصر نظام ينتظر منه أن يفرز باحثين من أصحاب الكفاءات العالية؟ وهل يقوم أستاذ الجامعة بدوره كباحث وأستاذ لا هم له إلا أبحاثه وتلاميذه حتى ينتج لنا نتاجاً بحثياً يرقى إلى المستوى العالمي؟ ويخرج من تحت يديه جيل من الباحثين لن أقول نوابغ، ولكن على الأقل يكون لديهم القدرة على منافسة أقرانهم فى مختلف دول العالم؟

أعرف أن تدهور مستوى الأستاذ والباحث يرجع إلى عدم وجود المناخ الملائم، ولو توفر لهم لأبدعوا، ولنا فى أبنائنا الذين تفوقوا وأبدعوا فى الخارج خير دليل عن ذلك. والإجابة عن كل تلك الأسئلة معروفة للقاصى والداني. فلماذا إذاً نحن غاضبون؟ لأن جامعاتنا خارج المنافسة، والحقيقة أننا »يا دوب متشعبطين فى سبنسة البحث العلمي«.. يا قوم نحن أمة خارج المنافسة!!