استسلمت لقطر الندى

[بسمة الغدير]

[CENTER]استسلمت لقطر الندى

استسلمتُ له..
استسلمتُ لنبضات قلب أربَكَتْ كياني..
استسلمت لصراخ وأنين جعلاني أذوب لحظة
وأعانق فضاءاً حالما..
سبحتُ في منتجعي الجبلي الهادئ
وغصتُ بفكري إلى قعر المحيط
ورجعتُ لسطح الماء لأتنفس الصعداء.

عَمَّّت لحظة السكون والهدوء..
طرتُ في فضاء أبغي فيه الاستسلام..
أغمضتُ عيناي و تَرنَّمتْ يداي وذُبْتُ مع هواي حينما خرَّت قواي..
تُهــْتُ في أوهام وأحلام تلك اللحظة..
عشت قصصا من ألف ليلة وليلة..
جُبت الصحاري والبحار والوديان..
كانت لحظة لا كل اللحظات..

استسلمتُ لنسمات صيف داعبتْ ستائر خدودي الوردية
لتحط رحالها فوق حدائقها الغَنَّّـــاء..

استسلمت له..
هو استسلام لحبيب أَرْدَتْه أحاسيسه قتيلا..
استسلام تَطرَب له كل الجوارح
في لحظة ذوبان كاسرة..

انه استسلام لغفوة ثائرة..
غفوة تهوي بنا إلى حيث لا قانون ولا منطق يقيدنا..
لا نستفيق إلا واحتسينا كؤوس نبيذ مُسكِرة.
غفوة تشبع الجسد المتعب من ألم الأيام،
وترأف به من استبداد الزمن
وتحضنه لتذيب عناء الوهن..

استسلمت له..
وها أنا ذي أستحم على قطرات..
هي قطرات ندى
تترجمها تنهداتي ترانيم موسيقية
في لحظة ظهيرة رومانسية..

انه استسلام لقيلولة مستبدة نَـسَجَــتْ خيوط صيد لؤلؤية..
صنعتُ منها بساطا يأخذني لآهات استسلامي وهيامي الآنية..

هدا ما خطته اناملي من خلال قطرة ندى غافية ..