|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات قرآنية ...
تأملات قرآنية
اخوانى الافاضل قبل البدء فى تأملاتى القرآنية اود ان نعلم جميعا أن ترتيب القرآن على ما نقرأه ليس على ترتيب نزوله فالفاتحة مثلا أول القرآن لكنها ليست أول سوره فالآيات الخمس من سورة العلق هي أول ما نزل فترتيب القرآن ليس ترتيبا حسب النزول وإنما لحكمة توقيفيه آرادها النبي صلى الله عليه وسلم بأمر ربه كان يملي الكتبه ويقول افعلوا كذا واتركوا كذا وضعوا الآية في مكان كذا والسورة بعد كذا فترتيب القرآن اى ترتيب سور المصحف ترتيب توقيفي من النبي صلى الله عليه وسلم وبالتالى نفذه الصحابة للحديث بقية
|
4/11/2016, 01:58 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: تأملات قرآنية ...
تأملات في حروف القرآن المقطعة إن اختيار الله سبحانه وتعالى لأربعة عشر حرفًا من الحروف العربية ضمن الحروف المقطعة في القرآن الكريم ليس عشوائيًا أو من قبيل الصدفة بل لحكمة عظيمة أرادها لذا هذا البحث على حرفين من حروف اللغة العربية أحدهما ورد ضمن الحروف المقطعة في القرآن الكريم وهو حرف الحاء حيث ورد متبوعًا بحرف الميم على الصيغة التالية (حم) في مطلع السور الآتية سورة غافر سورة فصلت سورة الشورى سورة الزخرف سورة الدخان سورة الجاثية سورة الأحقاف والآخر لم يرد ضمن الحروف المقطعة في القرآن الكريم وهو حرف ( الخاء) لذلك حاولت جاهدًا في هذا البحث معرفة السبب والمغزى من ورود حرف الحاء دون حرف الخاء ضمن الحروف المقطعة في القرآن الكريم وذلك من خلال معرفة معانيهما ومدلولاتهما فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت من نفسي والشيطان أعاذنا الله وإياكم منه اخوانى الافاضل ان المنهج المتبع لمعرفة المعاني التي يدل عليها هذين الحرفين أو أي حرف من الحروف هو ذكر المواقف والأحوال التي ينطق فيها الحرف مفردًا (دون إضافة أي حروف أخرى له) واستنباط معنى الحرف من الموقف والحال الذي يذكر فيه للحديث بقية |
||||
|
|||||
4/11/2016, 02:52 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: تأملات قرآنية ...
إمكانيات فهم القرآن
الحمد لله وبعد أخبرنا الله في كتابه بأن هذا القرآن كتاب هداية للناس كما قال تعالى (الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ) [البقرة:185] لكن هل هذا كل شيء؟ يعني هل يتفاوت الناس في فهم القرآن بحسب المعايير المادية المحسوسة فقط والاستعدادات العقلية والمعرفة المسبقة باللغة أم أن الناس يمكن أن يتفاوتوا أيضاً في فهم القرآن بحسب (المؤهلات الإيمانية)؟ الحقيقة اخوانى الافاضل أنه جاءت إشارات في كتاب الله تؤكد أن المؤمن التقي ينكشف له من معاني القرآن ما لا ينكشف لغيره كما قال تعالى (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) [البقرة:2].. فبالله عليك قارن بين قوله عن القرآن في أواخر البقرة (هدى للناس) وقوله عن القرآن في أول البقرة (هدى للمتقين) يستبين لك أن هداية القرآن على مراتب وأن هداية القرآن العامة تكون للناس جميعاً ولكن يتشرف أهل التقوى بهداية خاصة فيها قدر زائد من العلم والمعرفة.. ماذا يعني هذا؟ هذا يعني أن المعاصي حجاب يحول بين القلب ودقائق القرآن فأي حرمان تسببت فيه خطايانا .. غُمّت علينا معاني القرآن الخاصة بسبب غيوم الذنوب.. وهل وراء ذلك من شؤم؟! أَقرأُ القرآن .. وتمر بي الآية .. وأتأملها.. وأشعر أن فيها معانٍ بسبب ما اقترفته الجوارح فيصيبني من الحسرة والألم ما الله به عليم .. أَقرأُ الآية وأعلم أنه قد تصفحتها عيون الأتقياء قبلنا في عصور مضت وتنعمت بمعانٍ وتجلت لها معارف وتفتحت لها تصورات.. لأنها قلوب تستحق فتزداد حسرتي.. وأردد (هدى للمتقين).. للحديث بقية |
||||
|
|||||
4/11/2016, 03:16 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: تأملات قرآنية ...
لطائف بلاغية في آية الكرسي سنمضى قُدُما مع آية الكرسي وهي أعظم آية في كتاب الله مخصصين هذه السطور لإشاراتها البلاغية أول ما يطالعك من بلاغة الآية الكريمة روعة استهلالها فقد بدأت بداية هي خير ما قاله النبيون (كلمة التوحيد) بعد اسمه ذي الجلال والإكرام ثم إذا ختمت الآية وجدت عظمة الخاتمة إذ العلو والعظمة هما الصفتان المناسبتان لخالق السموات والأرض ومالكهما والأمر الثاني الذي يشنف السمع من القراءة الأولى هو هذا الانسجام المطرب المعجب بين الحروف فأكثر الحروف فيها هو اللام ثم الميم ثم حروف المد وحروف الحلق وهذه المذكورة هي أعذب الحروف مخارج وأكثرها شيوعا في الكلام الفصيح البليغ أما الحروف ذات المخارج المضخمة كحروف الاستعلاء وهي الخاء والصاد والضاد والظاء والغين والطاء والقاف فإن أي حرفٍ منها إذا كررته مرتين بدون فاصل شعرت برهق كبير كما في كلمة نقاخ بمعنى عذب وفي كلمة يقق بمعنى شديد البياض وعقنقل بمعنى كثيب وقد وردت بعض هذه الحروف في الآية ولكن نلاحظ أنها وردت في كلمات قليلة وقد انسجمت مع حروفها انسجاما عجيبا فترى الحرف منها واقعا بين حرفين كلاهما بعيد المخرج عن مخارج حروف الاستعلاء مثل كلمة القيوم التي وقعت فيها القاف بين اللام والياء وكلاهما بعيد المخرج عن مخرج القاف ومثلها: الأرض وكلمة خلقهم ويحيطون وحفظهما والعظيم فإن حرف الاستعلاء في هذه الكلمات سهل النطق جدا لأن الحروف المحيطة به بعيدة المخارج عن مخرجه أما الأمر الثالث فهو بلاغة الإيجاز المعجز في كل مقطع من مقاطعها بل إن بعض الكلمات لها ظلال ممتدة حتى إن الكلمة الواحدة تحتاج إلى عدة صفحات لشرح مدلولها وظلالها مثل كلمة القيوم ومعناها القائم على حفظ كل مخلوق في السموات والأرض وما بينهما والذي لا يقوم أي مخلوق إلا بقدرته ومثل كلمة الحي إذ الحياة التي يتصف بها الله جلّ وعلا لا يحدها زمان ولا مكان فلا بداية لها ولا نهاية ولا يعتريها زوال ولا عدم أما العبارات الموجزة أو المقاطع فجميع مقاطع الآية غاية في الإيجاز البليغ ﴿اللهُ لَا إِلَهَ إلَّا هُوَ﴾ كلمات قلائل قررت مبدأ التوحيد الخالص المصفى من جميع لوثات الشرك لقد أغنت هذه الكلمات عن نفي كل أنواع الشرك في الديانات القديمة وجميع أنواع الآلهة من نجوم وحيوانات وشمس وملائكة ونار وحجارة وآلهة وهميين يتصارعون في خرافات ﴿لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ﴾ إيجاز عن كناية عظيمة مترامية أطراف المعنى فيهما إذ النعاس والنوم يتعارضان مع تدبير السموات والأرض وكل ما فيهما من خلائق وقد روى أن موسى عليه السلام سأل هل ينام ربنا؟ فأراد الله أن يعلمه الجواب عملياً فأمره أن يحمل قارورتين في كل يد قارورة ثم سلط عليه النوم فصحا وقد اصطدمت القارورتان إحداهما بالأخرى ففهم أن الله جل وعلا لا ينعس ولا ينام وإلا لاصطدمت السموات بالأرض ﴿لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ﴾ إيجاز شمل كل مخلوقات الله ثم في تكرار كلمة ما تأكيد لشمولية الملك ومثل ذلك قوله تعالى ﴿يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ﴾ أي علم ما كان من القضاء والقدر والحوادث كما يعلم ما هو كائن للخلائق إلى الأبد وشرح هذا العلم المطلق يطول ويتطلب مجلدات وفي تكرار كلمة ما توكيد للعلم عظمته وشموليته ومن أبلغ الإشارات البيانية في الآية الكريمة هذا الاستفهام البديع في قوله تعالى ﴿مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إلَّا بِإِذْنِهِ﴾ وهو استفهام يحمل معنى النفي والإنكار والاستحالة والعبارة كناية عن عدة صفات من صفات الله العلا منها المهابة التي لا يتحرك معها لسان إزاء عظمتها ومنها انفراد الله جل وعلا بالشفاعة أو العقوبة ومنها العلم المحيط الدقيق بأعمال العباد وهو علم يجعل الشفاعة لا تمنح إلا لمن ارتضى رب العباد ومنها القهر الإلهي من فوق كل الشركاء الذين عبدهم الكفار ليشفعوا لهم ويقربوهم إلى الله وفي قوله تعالى ﴿وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ﴾ تعبير عن الكنايات المدهشة التي تعجز العقل أن يحيط بمراميها كاستواء الله على العرش ونزوله في الثلث الأخير من الليل ووضع قدمه في النار يوم القيامة حتى تقول قط قط... إلى أخر ذلك وإذ ذاك لا يملك العقل إلا أن يقول ما قال السلف الاستواء حق والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة ومثل هذه الكناية قوله تعالى في سورة الزمر ﴿وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [الزمر:67] ومن المواضع البلاغية أن كلمتي العلى والعظيم جاءتا معرفتين والتعريف في مثل هذه العبارة يفيد القصر أو الحصر كما تقول أخوك الناجح فتعنى أنه الوحيد وأن النجاح مقصور عليه ولو قلت أخوك ناجح بالتنكير لما أفاد حصراً ولا قصرا ولهذا جاء الاسمان الكريمان معرفين ليكون المعنى ﴿وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ أي المتفرد بالعلو والعظمة فالعلو والعظمة قصر عليه سبحانه لا عظيم ينهض لعظمته ولا عالي يرقى لعلوه. أسأل الله إيمانا لا يشوبه شك وتسليما لا يخالطه تساؤل وعبادة متقبلة يزكيها الإخلاص والتقوى للحديث بقية |
||||
|
|||||
4/11/2016, 03:50 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: تأملات قرآنية ...
الهلاك عاقبة بطر النعمة
المتأمل في القرآن الكريم يقف على جملة من الآيات التي تبين عاقبة الذين يتكبرون على ما أسبغ الله عليهم من نِعَم ظاهرة وباطنة بل ويستخدمون تلك النعم في غير ما شرعه الله حيث يحل بهم عذاب الدنيا قبل عذاب الآخرة نقرأ في هذا المعنى قوله تعالى { وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين } (الأنبياء:11) وقوله سبحانه { فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد } (الحج:45) والآيات في هذا الشأن ليست بالقليلة ومن الآيات الدالة على هذا المعنى والتي نريد أن نلقي ظلالاً حولها قوله تعالى { وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا وكنا نحن الوارثين } (القصص:85) فقد جاءت هذه الآية الكريمة عقب آية تُنْكِرُ وتوبِّخ أهل مكة جراء موقفهم السلبي من دعوة الإسلام وذلك قوله سبحانه { أو لم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا } (القصص:57) فبعد هذا التوبيخ والتقريع يبيَّن سبحانه سُنَّة من سننه الإلهية إنها سنة الإهلاك في الأرض عقاباً للتكبر والتجبر والمراد بـ (القرية) في الآية ونحوها (أهل القرية) وخصَّ القرآن الكريم القرية بالذكر دون ذكر أهلها كما قال بعض المفسرين لأن العبرة بها أوضح لأنها إذا أُهلكت بقيت آثارها وأطلالها ولم ينقطع خبرها من الأجيال الآتية بعدها وقد يقال إنما علق الإهلاك بالقرى للإشارة إلى أن شدة الإهلاك بحيث يأتي على القرى وأهلها وهو الإهلاك بالحوادث التي لا تستقر معها الديار بخلاف إهلاك الأمة فقد يكون بطاعون ونحوه فلا يترك أثراً في القرى وإنما يؤثر في أهلها فحسب و(البطر) هو التكبر والفعل { بطرت } تضمن معنى (كفرت) لأن البطر وهو التكبر يستلزم عدم اعتراف العبد بما يُسدى إليه من الخير والمراد بطرت حالة معيشتها أي نعمة عيشها معنى { لم تسكن من بعدهم } أي لم يتركوا فيها خَلَفاً لهم وذلك كناية عن انقراضهم عن بكرة أبيهم وقوله سبحانه { إلا قليلاً } أي لم تسكن سكناً إلا سكناً قليلاً والسكن القليل هو مطلق الحلول بغير نية الإقامة فهو إلمام يسير لا سكنى تدوم والمراد أن تلك القرى لم تسكن إلا مقدار ما ينزل بها المسافر لكن سرعان ما يرحل وبالتالي فهي خالية خلاء لا يعمرها عامر والله قدر بقاءها خالية لتبقى عبرة وموعظة لمن أنكر نِعَم الله عليه ولم يشكره عليها حق الشكر. وقوله سبحانه { وكنا نحن الوارثين } يفيد أن تلك القرية لم تسكن من بعدهم فلا يحلُّ فيها قوم آخرون بعدهم فعُبِّر عن تداول السكنى بالإرث من باب الاستعارة وقَصْر إرث تلك المساكن على الله تعالى حقيقي أي لا يرثها غيره سبحانه وهو كناية عن حرمان تلك المساكن من الساكن وتلك الكناية إشارة إلى شدة غضب الله تعالى على أهلها الأولين بحيث تجاوز غضبه الساكنين إلى نفس المساكن فعاقبها بالحرمان من الساكن لأن بهجة المساكن سكانها هذه الآية تُظْهِر تأويل قول النبي صلى الله عليه وسلم حين مر في طريقه إلى تبوك بحِجْر ثمود فقال ( لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم أن يصيبكم مثل ما أصابهم، إلا أن تكونوا باكين ) متفق عليه أي لا تدخلوا مساكن الظالمين والمتكبرين إلا حال كونكم خائفين اقتصاراً على ضرورة المرور ولئلا يتعرضوا إلى حقيقة السكنى التي قدر الله انتفاءها بعد قومها فربما قدر إهلاك من يسكنها تحقيقاً لقدره وهذه الآية الكريمة تقرر سنة باقية إلى يوم القيامة وهي أن بطر النعمة وعدم الشكر عليها هو سبب هلاك الناس وبالتالي عليهم أن يحذروا من البطر والأشر وعدم الشكر على ما أنعم الله عليهم من نِعَم فيحل بهم الهلاك كما حل بالقرى التي يرونها ويعرفونها ويرون مساكن أهلها الداثرين خاوية خالية وبقيت شاخصة تحدث عن مصارع أهلها وتروي قصة البطر بالنعمة وقد فني أهلها فلم يخلفوا أحداً ولم يرثها بعدهم أحد بيد أن من حكمته سبحانه ورحمته أن لا يعذب الأمم بمجرد تنكرها لأنعم الله عليها قبل إقامة الحجة عليها بإرسال الرسل وإنزال الكتب ولهذا قال { وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلو عليهم آياتنا } (القصص:59) وقال سبحانه { وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا } (الإسراء:15) فهذه أيضاً سنة إلهية سابقة لسنة الإهلاك ومع ختم الرسالات السماوية برسالة القرآن وهو باق ما بقيت السماوات والأرض فهو المنذر للناس أجمعين وهو الحجة عليهم إلى يوم الدين وبالتالي فلا عذر لأحد إن لم يتبع هدي هذا القرآن ويحذر السنن الإلهية التي أقام الله عليها هذا الكون وعلى الجملة فإن مقصود الآية الرئيسى هو تحذير الناس من الترف المدمر للأمم والحضارات والتجرد عن البطر الذي يؤدي إلى الهلاك فكم من دول كانت ذات صولة وجولة بيد أنها لما كفرت بأنعم الله أذاقها الله لباس الجوع والخوف فأصبحت ضعيفة بعد أن كانت قوية وفقيرة بعد أن كانت غنية وهذه السنَّة كما تنطبق على الأمم والدول فإنها أيضاً سارية على مستوى الأفراد للحديث بقية |
||||
|
|||||
5/11/2016, 02:51 AM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: تأملات قرآنية ...
الإحسان
من منظور كتاب الله إن الإحسان في القرآن الكريم له معنى أوسع من كونه مجرد إحسان العبادة لله تعالى فهو يتجاوز هذا المعنى إلى آفاق ومعان أخرى تشمل الأخلاقيات والسلوكيات الحياتية كافة. وقد وردت كلمة ((حسن)) بتصريفاتها في القرآن الكريم سبعاً وثلاثين مرة معظمها جاءت تحمل معاني خير الجزاء على فعل الإحسان إضافة لمعان أخرى وهذه بعض منها أولاً قال الله تعالى {الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (آل عمران: 134) قال الحافظ ابن كثير والكاظمين الغيظ) أي لا يعملون غضبهم في الناس بل يكفون عنهم شرهم ويحتسبون ذلك عند الله عز وجل ثم قال تعالى (والعافين عن الناس) أي مع كف الشر يعفون عمن ظلمهم في أنفسهم فلا يبقى في أنفسهم موجدة على أحد وهذا أكمل الأحوال وقال الإمام الطبري (والله يحب المحسنين) يعني أن الله يحب من عمل بهذه الأمور والعاملون بها هم المحسنون وإحسانهم هو عملهم بها ثانياً يقول تعالى {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الآَخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} (القصص:77 ) اعتبر الله تعالى أن الفساد في الأرض أيا كان نوعه مستجلب لكره الله وسخطه كما اعتبر أن الإحسان في مناحي الحياة هو امتداد عبر إحسان الله للإنسان ثالثاً ويقول الله تعالى {مَا كَانَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} (التوبة:120) فتقديم رسول الله صلى الله عليه وسلم على النفس وعدم التخلف عنه صلى الله عليه وسلم وعن أوامره كلها والصبر على ما يلاقيه المسلم في سبيل الله تعالى كل هذا أعطي وصف "المحسن" عند الله تعالى رابعاً وقال تعالى {قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخًا كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} (يوسف: 87) قال الإمام القرطبي فإحسانه أي العزيز أنه كان يعود المرضى ويداويهم ويعزي الحزانى أي أرادوا وصفه بما رأوا من إحسانه في جميع أفعاله خامساً قال تعالى {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (النحل: 90) وورد الإحسان في حديث جبريل عليه السلام الشهير قال ما الإحسان؟ قال (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) متفقٌ عليه قال الإمام النووي المراد بالعبادة الطاعة مطلقًا فيدخل فيها جميع الوظائف والأعمال وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليحدَّ أحدكم شفرته وليرح ذبيحته) (كتب الإحسان على كل شيء) أي أمركم به في كل شيء ومن المعاني التي يشملها الإحسان أيضاً إحسان العمل وإتقانه وإصلاحه سواء في العبادة أو في المعاملات أو أي عملٍ كان قال الله تعالى {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (البقرة: 112) ا وقال الله تعالى {وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} (النساء: 125) ب الإحسان إلى الناس كالوالدين والأقربين واليتامى والمساكين والمسلمين وسائر الخلق أجمعين قال الله تعالى {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ} (البقرة: 83) ج الإحسان إلى الكون من حولنا الحيوان، النبات، الأرض، الماء... إلخ قال الله تعالى {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} (الأعراف: 56) فالإحسان الحق ليس إحسان صلاة وصيام فقط بل هو منهج حياة وأسلوب معيشة هو عبادة ومعاملة هو صلاة وحسن خلق هو طاعة وأداء الحقوق إلى أهلها فهذه المعاني كلها تثبت سعة معنى "الإحسان" للقاء اخر ان شاء الله تحيتى |
||||
|
|||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~