|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
استعداد لشهر الرحمة و القرآن
فضل الصيام إن شهر رمضان شهر عظيم ينتظره المسلمون بفارغ الصبر.. يعدون أيامه ولياليه عداً، ولابد لنا قبل قدوم هذا الشهر الكريم أن نتعلم أحكامه وفقهه وآدابه، وما يجب فيه وما يحرم حتى يكون صومنا صحيحاً متقبلاً. أصناف الناس في استقبال شهر رمضان إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [النساء:1]. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [الأحزاب:70-71]. أما بعد: أيها الإخوة المسلمون! يهل علينا بعد أيام قليلة شهر هو من أعظم الشهور في العام -شهر رمضان المبارك- هذا الشهر الذي ينتظره المسلمون بفارغ الصبر.. ينتظره عباد الله الصالحون، يعدون الأيام والليالي عداً، حتى إذا جاء ذلك الشهر فرحوا بقدومه، واستبشروا به، والناس في قدوم هذا الشهر أحوال وأصناف وأجناس، فمنهم: من يفرح بقدوم هذا الشهر ليروج بضاعته في هذا الشهر، فهو يفرح لا لله؛ لكنه يفرح لتجارته. وذاك رجل آخر يفرح بقدوم هذا الشهر لتلك المسلسلات والأفلام والبرامج التي تُعرض في التلفاز، فهو يفرح؛ لكن ليس لله عزَّ وجلَّ، ولا للدين؛ لكنه يفرح لأمر في نفسه. وآخر يفرح لأجل الليالي التي يقضيها في رمضان.. في لعب، ولهو، وسمر، وطرب، ومعصية لله عزَّ وجلَّ، فهو يفرح؛ لكنه خاب وخسر بهذا الفرح. أما المؤمنون الصادقون، فإنهم يفرحون بقدوم هذا الشهر؛ لأنه شهر الرحمة وفيه ليلة خير من ألف شهر؛ لأنه شهر المغفرة....... فضائل شهر رمضان اعلم -يا عبد الله- أن المؤمن والعاقل منا لا يضمن نفسه أنه سوف يدرك هذا الشهر، فليكن متأهباً له فرحاً به، فلربما يؤجر بقيامه وصيامه وإن لم يأتِ عليه هذا الشهر. هذا الشهر يقول فيه عليه الصلاة والسلام: ( إذا جاء رمضان فُتِّحَت أبواب الجنان ): فُتِّحَت يا عبد الله.. أتعرف أبواب ماذا؟! إنها أبواب الجنان! أبوابٌ إذا فتحت خرجت رائحة من الجنة تُشَمُّ على مسيرة أربعين عاماً. أبواب الجنان التي فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، سوف تفتح بعد بضعة أيام، فكن مستعداً لها فلربما تُكتب من أهلها، وأنت لا تعلم. قال: ( وغُلِّقَت أبواب النيران ) نعم -يا عباد الله- فالنار في شهر رمضان مغَلَّقة، بل يكتب الله عزَّ وجلَّ في كل ليلة عتقاء من النار، وذلك في كل ليلة من ليالي رمضان. فاحرص أن تكون من العتقاء من النار في شهر رمضان، ( فرغم أنفه من أدرك رمضان ولم يُغفر له ). ( ينادي منادٍ في رمضان: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك في كل ليلة ). أعوذ بالله من الشيطان الرجيم يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ [البقرة:183] لم يكتبه الله جلَّ وعَلا مشقة ولا تعذيباً، ولا تكليفاً فقط كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ [البقرة:183] فلستم أول الأمم يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام؛ فالأمم التي سبقتكم قد كتب عليهم الصيام، فهوِّنوا عليكم، وارفقوا بأنفسكم، واعلموا أنكم لستم أول الأمم. قال: لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183] فهذا هو غاية الصيام، وتلك هي أهدافها. لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183] بل يعينك الله جلَّ وعَلا في شهر رمضان حتى تصل إلى التقوى، فتصفد الشياطين ومردتها، وكم نسمع في شهر رمضان من مذنب أقبل على التوبة! ومن متبرجة تحجبت! ومن تارك للصلاة صلى! ومن بخيل أدى زكاة ماله! ومن مذنب بكى لله وخشع! ومن فاسق فاجر أقبل على الله بالطاعات والحسنات؟! لِمَ يا عبد الله؟! لأنه شهر التقوى والرحمة ( رَغِمَ أنفُه، ثم رَغِمَ أنفُه، ثم رَغِمَ أنفُه من أدرك رمضان ولم يُغفر له ) شهر الرحمات -يا عبد الله- تتنزل فيه الرحمات، وتقبل فيه الأعمال، بل من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه. إذا فاتك هذا الفضل، أي صمتَ ولم يُغفر لك فاعلم أن ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه ) فإن قمت رمضان ولم يُغفر لك فالفرصة ثالثة لا تفوتك: ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه ) ليلة القدر يا عبد الله: وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ [القدر:2-5]. أتعرف ما هو الصيام يا عبد الله؟! ليس هو امتناع عن الأكل والشرب والجماع وغيره من المفطرات، بل هو شهر الصيام الذي يتلذذ به الصائمون.. لمن تترك طعامك وشهوتك يا عبد الله؟ لله جلَّ وعَلا، يقول الله تعالى: ( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي ) من الذي أمر به؟ الله، ولمن تصوم؟ لله، ومن الذي يثيب عليه؟ الله ( إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ). من يمنعك -يا عبد الله- إذا خلوت في بيتك بمفردك فأكلت وشربت؟! مَن عَرفك؟! ومن اطلع عليك؟! ومن الذي علم بك؟! من الذي يمنعك عن الطعام والشراب وأنت في السر وحدك؟! إنها مراقبة الله ( إلا الصوم فإنه لي ) سر بين العبد وربه ( وأنا أجزي به ) أتعرف ما ثواب الصائم -يا عبد الله- إذا لقي الله جلَّ وعَلا؟ الناس يدخلون من أبواب الجنان إلا الصائمين، فلهم باب مخصص بهم، لا يدخله غيرهم.. إنه الريان، وما أدراك ما الريان! صبروا على الصيام فوفاهم الله أجورهم، إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر:10]....... الفطر في رمضان بغير عذر كم من الناس -أعاذنا الله وإياكم- مَن يفطر في نهار رمضان بغير عذر أباح الله له فيه الفطر؟! اسمع إلى هذا الحديث الخطير الذي يبين فيه عليه الصلاة والسلام عقوبة المفطرين في نهار رمضان، والحديث عن أبي أمامة ، قال رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أتاني في المنام آتيان، فأخذا بعضُدَي، ثم قالا لي: انطلق، قال: فانطلقتُ فإذا بجبل وعر، فقالا لي: اصعد، قلت: لا أطيقه، قالا: سنسهله عليك، قال: فصعدتُ، فلما كنت في سواد الجبل فإذا بأصوات شديدة، قلتُ: ما هذا؟ قالا: هذا عُواء أهل النار، ثم قالا لي: انطلق! فانطلقتُ فإذا بأقوام معلقون بعراقيبهم، مشققة أشداقُهم -شفاههم ووجوههم مشققة- تسيل دماً، فقلتُ: سبحان الله! مَن هؤلاء؟ قالا: هؤلاء الذي يفطرون قبل تحلة صومهم ). يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183] لا تستثقله -يا ضعيف الإيمان- فإنه أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ ثلاثون أو أقل يأتي ويذهب كلمح البصر، ولا يشعر به الصالحون، بل يتمنون بقاءه، أما ضعاف الإيمان -المذنبون.. أهل الشهوات- فإنهم يستثقلونه والعياذ بالله....... شهر رمضان شهر الإقلاع عن المعاصي هل يصح لنا في هذا الشهر أن نستمر على معصية الله جلَّ وعَلا؟! وهل يصح لأولئك الذين يعكفون على التلفاز، ويستمعون إلى الأغاني، وينظرون إلى الأفلام، أن يصروا على لهوهم وطربهم ومعاصيهم؟! هل يصح لأولئك أن يظلوا على تركهم للصلاة؟! ولهؤلاء على أن يتابعوا النساء؟! ولأولئك أن ينظروا للحرام؟! ولهؤلاء أن يأكلوا الربا؟! يا عباد الله! ألا يحق لنا في ذلك الشهر أن نكف عن المعاصي والآثام؟! وأن نستعد للتوبة من الذنوب والآثام؟! وأن نستعد للقاء الرحمن جلَّ وعَلا؟! ألا يحق لنا في هذا الشهر ألا يخرج رمضان إلا وقد غفر الله لنا ذنوبنا؟! ( مَن لَمْ يَدَعْ قولَ الزور والعملَ به، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه ) فماذا يغنيك -يا عبد الله- أن تترك الطعام والشراب والجماع الذي هو مباح، ثُم ترتكب الحرام، فتستمع للغناء، وتأكل الربا، وتترك الصلاة، وتنظر إلى النساء، وتفعل المُحرَّمات ( ... فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه ). أقول هذا القول، وأستغفر الله....... |
12/8/2008, 01:18 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
نـجـم الـنجوم الـمـميز بـالـمهندسين الـعرب
|
رد: استعداد لشهر الرحمة و القرآن
|
||||
12/8/2008, 01:26 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
نـجـم الـنجوم الـمـميز بـالـمهندسين الـعرب
|
رد: استعداد لشهر الرحمة و القرآن
الاخ الكريم
نرجو المزيد من مشاركاتك جعلها الله في ميزان حسناتك |
||||
12/8/2008, 05:19 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
مـهـند س مـحـتـرف
|
رد: استعداد لشهر الرحمة و القرآن
|
||||
13/8/2008, 11:31 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | |||
صديق المهندسين العرب
|
رد: استعداد لشهر الرحمة و القرآن
|
|||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~