|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إنه ميت .
قال لي : الحديث عن الذات خطوة علاجية ناجعة دوما ً ..
لم أًصدقه , لكن كانت هذه .. هكذا بدأ الأمر : قهقهة عالية ترن في أذني ؛ كأنها صادرة من فم امرأة عجوز لها أسنان متخلخلة و لسان كبير متضخم , تلتحف ملفعا ً أسوداً لا يكشف إلا عن احدى عينيها الرماديتان , خُيّل لي أنها تجلس خلف باب غرفتي تأكل العنب في قصعة صدئة متآكلة الجوانب !. حسناً , لا يهم كيف عرفت شكل أسنانها ؛ مثل تلك القهقهة لا تصدر إلا عن فم كذلك الوصف .. !! مضى الليل بأكمله و أنا استمع لصوت مضغها وسط تلك القهقات الخبيثة و أزيز صدرها المرعب حتى قررت النهوض فراشي كي أتاكد من وجودها حقا ً . فتحت الباب وجدتها هناك , إلتفتت ناحيتي و عنقود العنب يتدلى في يدها : ها قد خرجت أخيرا ً ؛ تعالي و استلقي مكاني . صباحا ً ؛ عندما وجدوني نائمة قرب باب الغرفة , أعتقدوا أن ذلك إحدى عوارض الأكتئاب إثر فسخ خطوبتي , لم يصدق أيا ً منهم أن عجوزا ً غريبة كانت نائمة في فراشي ليلا ً , كذلك أي من أحاديثي عن زياراتها الليلية و صوتها الذي يرشدني طيلة اليوم لم يكن كافيا ً لحملهم على تصديق مزاعمي بشأن وجودها حقيقة . الإيمان بشيء غير منطقي و مناف للعقل كثيرا ً ما يحتاج لحادثة قوية تصفع بحسابات المنطق عرض الحائط .. حدث ذلك في اليوم الذي وجدوني في الحمام منكفأة داخل المغطس بعد أن أشعلت النار على رسائله ؛ هداياه ؛ عطره ؛ و قميصه الذي يحمل عرقه و رائحته . كانت النيران تأكل في جسمي وأنا أغني و العجوز أيضا ً بقربي تغني : أبجي على البمبرة و ابجـي على التينة .. و ابجي على من ذبح قلبي بسجينه ... قبل أن تنهال السجادة فوق رأسي كانت العجوز تصرخ بي : خذي قطعة القماش الصغيرة . خذي ما تبقى من قميصه .. بعد خروجي من العيادة النفسية و انتظامي على العلاج بدا الأمر وكأني استعدت ذاتي مجدداً . نعم كنت أشتاق أحيانا ً لتلك العجوز الطيبة ! و الأصوات الأخرى التي تخاطبني عبر المذياع أو التلفزيون و أخرى في رأسي لكن يبدو أن الكل مرتاح الآن .. بدأ المرض يصبح حادثة منسية تماما ً لولا أني بدأت أسمع طنينا ً موسيقيا ً حادا ً لا يتوقف حتى اثناء نومي , كتمت هذا الأمر و لم أخبر به أحدا ً . كان البيت يتهيأ لزفاف أختي القريب و خشيت أن يفسر الأمر كأحد عوارض الغيرة أو طريقة بائسة للفت الإنتباه و التعاطف . في يوم الزفاف رادوني حلم غريب : كنت و أهلي في حظيرة مظلمة يتوسطها رجل بدين تغطي قامته القصيره ملابسه مهلهلة و مثقوبة بدا الجميع متذمرا ً من البلبلة التي تحدثها حركاته البهلوانية حتى علا صوت الضحك فجأة عندما أطاح الرجل بجسمه على الأرض محدثا ً صوتا ً مدويا ً و رائحة كريهة ؛ أخذ الجميع يصرخ : عليه اللعنة ؛ هذا المجنون لقد أطلق ريحا ً ؛ أوووف .. استيقظت مذعورة أبكي : أيها الحمقى ؛ إنه ميت .. إنه ميت .. لم يصبني الهلع عندما وجدت الرجل البدين إلى جانبي يناولني قطعة القماش الصغيرة , خطفتها من يده و رحت أشمها ؛ رأيتها تلتف حول أصبعي و أنا أرتعش فوق السرير و أتلوى .. أنتحب طويلا ً و عقد القماش تزداد .. تزداد .. أرخى الرجل البدين يديه على ظهري لمواساتي ؛ لكزته بيدي ثم خرجت و أنا أصيح مشيرة إلى أصبعي البنصر و قد أسود تماما ً : انظروا إليه .. إنه ميت .. إنه ميت . |
24/4/2009, 04:23 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
نـجـم الـنجوم الـمـميز بـالـمهندسين الـعرب
|
رد: إنه ميت .
|
||||
25/4/2009, 01:30 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
استاذ كمبيوتر
|
رد: إنه ميت .
مشكور يا غالي يعطيك العافية
|
||||
18/5/2009, 09:57 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | |||
مـهـند س مـاسـي
|
رد: إنه ميت .
احسنت الاداء
|
|||
20/5/2009, 07:49 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
استاذ فضائيات
|
رد: إنه ميت .
|
||||
31/5/2009, 12:30 AM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
نائــب المشرف الـعــــــام
|
رد: إنه ميت .
تسلم ايدك يغالى
|
||||
31/5/2009, 12:43 AM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
مـهـند س مـحـتـرف
|
رد: إنه ميت .
الف شكر يا غالي بارك الله فيك
|
||||
31/5/2009, 07:41 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
استاذ فضائيات
|
رد: إنه ميت .
|
||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~