|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
بردة المديح المباركة للامام محمد البوصيري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم مدخل أمــنْ تـذكــر جـيــرانٍ بـــذى سـلــمٍ مزجْـتَ دمعـا جَـرَى مـن مقلـةٍ بــدمِ أَمْ هبَّـتِ الريـحُ مِــنْ تلـقـاءِ كاظـمـةٍوأَومض البرق في الظَّلْماءِ من إِضمِ فـمـا لعينـيـك إن قـلـت اكْفُـفـا هَمَـتـاومــا لقلـبـك إن قـلـت استـفـق يـهــمِ أيحـسـب الـصـبُ أنّ الـحـب منكـتـمٌ مــا بـيـن منسـجـم مـنـه ومضْـطَّـرمِ لولا الهوى لم ترق دمعاً علـى طلـلٍ ولا أرقْـــتَ لـذكــر الـبــانِ والـعَـلـمِ فكيـف تنكـر حبـاً بـعـد مــا شـهـدتْ بــه علـيـك عــدول الـدمـع والـسـقـمِ وأثبت الوجـدُ خطَّـيْ عبـرةٍ وضنـىً مـثـل البـهـار عـلـى خـديـك والعـنـمِ نعمْ سرى طيفُ مـنْ أهـوى فأرقنـي والـحـب يعـتـرض الـلــذات بـالألــمِ يا لائمي في الهوى العـذري معـذرةمـنـي إلـيـك ولــو أنصـفـت لــم تـلـمِ عَـدتْـكَ حـالِـيَ لا سِـــرِّي بمسـتـتـرٍعــن الـوشــاة ولا دائـــي بمنـحـسـمِ محضْتني النصح لكن لسـت أسمعـهُ إن المحـب عـن العـذال فــي صـمـمِ إنى اتهمت نصيحَ الشيـب فـي عـذَلٍ والشيبُ أبعـدُ فـي نصـح عـن التهـمِ فى التحذير من الهوى فـإنَّ أمَـارتـي بالـسـوءِ مــا أتعـظـتْ مـن جهلهـا بنـذيـر الشـيـب والـهـرمِ ولا أعدّتْ مـن الفعـل الجميـل قـرىضيـفٍ ألــمّ بـرأسـي غـيـرَ محتـشـم لــو كـنـتُ أعـلـم أنــي مـــا أوقـــرُهكتمـتُ ســراً بــدا لــي مـنـه بالكـتـمِ مـنْ لـي بـردِّ جـمـاحٍ مــن غوايتـهـاكـمـا يُــردُّ جـمـاحُ الـخـيـلِ بالـلُّـجُـمِ فـلا تـرمْ بالمعاصـي كسـرَ شهوتـهـاإنَّ الـطـعـام يـقــوي شـهــوةَ الـنَّـهـمِ والنفسُ كالطفل إن تُهْملهُ شبَّ علـى حـب الـرضـاعِ وإن تفطـمـهُ ينفـطـمِ فاصـرفْ هواهـا وحـاذر أن تُوَلـيَـهُ إن الهـوى مـا تولَّـى يُصْـمِ أو يَصِـمِ وراعهـا وهـي فـي الأعمـالِ سائمـةٌوإنْ هي استحلتِ المرعى فـلا تُسِـمِ كـمْ حسنـتْ لــذةً للـمـرءِ قاتـلـةً مــن حيـث لـم يـدرِ أنَّ السـم فــى الـدسـمِ واخش الدسائس من جوعٍ ومن شبع فــرب مخمـصـةٍ شــر مــن الـتـخـمِ واستفرغ الدمع من عين قد امتـلأتْ مـن المـحـارم والــزمْ حمـيـة الـنـدمِ وخالف النفس والشيطان واعصِهِمـاوإنْ همـا محـضـاك النـصـح فاتَّـهِـمِ ولا تطـعْ منهمـا خصـمـاً ولا حكـمـاًفأنـت تعـرفُ كيـدَ الخصـم والحـكـمِ أستغـفـرُ الله مــن قــولٍ بــلا عـمــلٍ لـقـد نسـبـتُ بــه نـسـلاً لــذي عُـقُــمِ أمْرتُـك الخيـرَ لكـنْ مـا ائتمـرْتُ بـهومـا استقمـتُ فمـا قولـى لـك استـقـمِ ولا تـــزودتُ قـبــل الـمــوت نـافـلـةًولـم أصـلِّ سـوى فـرضٍ ولـم اصـمِ في مدح النبي ظلمـتُ سنَّـةَ مـنْ أحيـا الظـلام إلـى إنِ اشتكـتْ قدمـاه الضـرَ مــن ورمِ وشـدَّ مـن سغـبٍ أحـشـاءه وطــوى تحت الحجـارة كشْحـاً متـرف الأدمِ وراودتْـه الجبـالُ الشـمُ مــن ذهــبٍ عــن نـفـسـه فـأراهــا أيـمــا شـمــمِ وأكــدتْ زهـــده فـيـهـا ضـرورتُــه إنَّ الضرورة لا تعدو علـى العِصَـمِ وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورةُ منْ لـولاه لـم تُخْـرجِ الدنيـا مــن الـعـدمِ مـحـمـد سـيــد الكـونـيـن والثـقـلـيـن والفريقيـن مـن عُـرْب ومــنْ عـجـمِ نبيـنـا الآمـــرُ الـنـاهـي فـــلا أحـــدٌأبــرَّ فــي قـــولِ لا مـنــه ولا نـعــمِ هـو الحبيـب الـذي ترجـى شفاعـتـه لـكـل هــولٍ مــن الأهــوال مقـتـحـمِ دعــا إلــى الله فالمستمسـكـون بـــه مستمسـكـون بحـبـلٍ غـيـر منفـصـمِ فـاق النبييـن فـي خَلـقٍ وفــي خُـلُـقٍ ولــم يـدانـوه فــي عـلــمٍ ولا كـــرمِ وكلـهـم مـــن رســـول الله ملـتـمـسٌ غرفاً من البحر أو رشفاً مـن الديـمِ وواقــفــون لــديــه عــنــد حــدهـــم من نقطة العلم أو مـن شكلـة الحكـمِ فـهـو الــذي تــم معـنـاه وصـورتــه ثـم اصطـفـاه حبيـبـاً بــارئُ النـسـمِ مـنـزهٌ عــن شـريـكٍ فــي محاسـنـه فجوهـر الحسـن فيـه غـيـر منقـسـمِ دعْ مـا ادعتْـهُ النصـارى فـي نبيهـم واحكم بما شئت مدحـاً فيـه واحتكـم وانسب إلى ذاته ما شئت من شرفوانسب إلى قدره ما شئت من عظمِ فــإن فـضـل رســول الله لـيـس لــه حـــدٌّ فـيـعـرب عـنــه نـاطــقٌ بـفــمِ لــو ناسـبـت قــدرَه آيـاتُــه عـظـمـاًأحيا اسمُه حين يدعى دارسَ الرممِ لـم يمتحـنـا بـمـا تعـيـا العـقـولُ بــه حرصـاً علينـا فلـم نرْتـبْ ولـم نهـمِ أعيا الورى فهـمُ معنـاه فليـس يُـرى في القـرب والبعـد فيـه غيـر مُنْفحـمِ كالشمـس تظهـر للعينيـن مــن بـعُـدٍصغيـرةً وتُكـلُّ الـطـرفَ مــن أمَــمِ وكيـف يُــدْرِكُ فــي الدنـيـا حقيقـتَـه قــومٌ نـيــامٌ تـسـلـوا عـنــه بالـحُـلُـمِ فمـبـلـغ الـعـلـمِ فــيــه أنــــه بــشــرٌوأنــــه خــيــرُ خــلـــقِ الله كـلــهــمِ وكـلُ آيٍ أتـى الرسـل الـكـرام بـهـافإنـمـا اتصـلـتْ مـــن نـــوره بـهــمِ فـإنـه شـمـسُ فـضـلٍ هــم كواكبُـهـايُظْهِـرنَ أنوارَهـا للنـاس فـي الظُلـمِ أكــرمْ بـخَـلْـق نـبــيّ زانـــه خُـلُــقٌ بالحـسـن مشتـمـلٍ بالـبـشـر مـتَّـسـمِ كالزهر في ترفٍ والبدر في شـرفٍوالبحر فـي كـرمٍ والدهـر فـي هِمَـمِ كـانــه وهـــو فـــردٌ مـــن جـلالـتـه فـي عسكـرٍ حيـن تلقـاه وفـي حشـمِ كأنمـا اللؤلـؤ المكنـون فـى صــدفٍ مـن معْـدِنَـي منـطـقٍ مـنـه ومُبْتَـسـم لا طيـبَ يعـدلُ تُربـاً ضـم أعظُـمَـهُ طـوبــى لمـنـتـشـقٍ مــنــه ومـلـتـثـم فى مولده أبــان مـولـدُه عــن طـيـب عنـصـره يـــا طـيــبَ مـبـتـدأٍ مـنــه ومـخـتـتـمِ يـــومٌ تـفــرَّس فـيــه الـفــرس أنـهــم ُقـد أُنْــذِروا بحـلـول الـبـؤْس والنـقـمِ وبـات إيـوان كسـرى وهـو منصـدعٌ كشملِ أصحـاب كسـرى غيـر ملتئـمِ والنـار خامـدةُ الأنفـاسِ مــن أســفٍ عليه والنهرُ ساهـي العيـنِ مـن سـدمِ وسـاءَ سـاوة أنْ غـاضـت بحيرتُـهـاورُدَّ واردُهــا بالغـيـظ حـيـن ظـمـي كــأنّ بالـنـار مــا بالـمـاء مــن بـلـل حزْناً وبالمـاء مـا بالنـار مـن ضَـرمِ والـجـنُ تهـتـفُ والأنـــوار سـاطـعـةٌوالحـق يظهـرُ مـن معنـىً ومـن كَلِـمِ عَمُـوا وصمُّـوا فإعـلانُ البشائـر لــمْ تُسـمـعْ وبـارقـةُ الإنــذار لـــم تُـشَــمِ مـن بعـد مـا أخبـر الأقــوامَ كاهِنُـهُـمْ بـــأن ديـنَـهـم الـمـعــوجَّ لــــم يــقــمِ وبعد ما عاينوا في الأفق مـن شُهُـب منقضّةٍ وفق ما في الأرض من صنمِ حتى غدا عن طريق الوحـي منهـزمٌ مــن الشياطـيـن يقـفـو إثــر مُـنـهـزمِ كـأنـهــم هــربــاً أبــطــالُ أبــرهـــةٍأو عسكرٌ بالحَصَى من راحتيه رُمِىِ نـبــذاً بـــه بـعــد تسـبـيـحٍ ببطنـهـمـانـبـذَ المسـبِّـح مـــن أحـشــاءِ ملـتـقـمِ فى معجزاته جــاءتْ لدعـوتـه الأشـجـارُ سـاجـدةًتمـشـى إلـيـه عـلـى ســاقٍ بــلا قــدمِ كأنَّمـا سَـطَـرتْ سـطـراً لـمـا كتـبـتْ فروعُهـا مـن بديـعِ الخـطِّ فــي اللّـقَـمِ مـثـلَ الغمـامـة أنَّــى ســـار سـائــرةًتقـيـه حــرَّ وطـيـسٍ للهجـيـر حَـمِــى أقـسـمْـتُ بالـقـمـر المـنـشـق إنّ لــــه مــن قلـبـه نـسـبـةً مـبــرورة الـقـسـمِ وما حوى الغار من خيـر ومـن كـرمٍ وكـلُ طـرفٍ مـن الكفـار عـنـه عِــى فالصِّدْقُ في الغار والصِّدِّيقُ لم يَرِمـاوهــم يقـولـون مــا بالـغـار مــن أرمِ ظنوا الحمام وظنـوا العنكبـوت علـى خـيـر البـريـة لــم تنـسُـج ولــم تـحُـمِ ما سامنى الدهرُ ضيماً واستجرتُ بهإلا ونـلـتُ جــواراً مـنـه لـــم يُـضَــمِ ولا التمسـتُ غنـى الداريـن مـن يـدهإلا استلمـت النـدى مـن خيـر مستـلـمِ لا تُنكـرِ الوحـيَ مــن رؤيــاهُ إنّ لــه قلـبـاً إذا نـامــتِ العـيـنـان لـــم يَـنَــم وذاك حــيــن بــلــوغٍ مــــن نـبـوتــه فـلـيـس يُـنـكـرُ فـيــه حـــالُ مُـحـتـلـمِ تـبــارك الله مـــا وحـــيٌ بمـكـتـسَـبٍ ولا نــبــيٌّ عــلــى غــيــبٍ بـمـتـهــمِ كـم أبـرأت وصِـبـاً باللـمـس راحـتُـهوأطلـقـتْ أربـــاً مـــن ربـقــة الـلـمـمِ وأحـيــتِ الـسـنـةَ الشـهـبـاء دعـوتُــه حتى حكتْ غرّةً في الأعصـر الدُهُـمِ بعـارضٍ جـاد أو خِلْـتُ البطـاحَ بهـاسَيْـبٌ مـن اليـمِّ أو سيـلٌ مــن الـعَـرِمِ فى شرف القرآن دعْنـي ووصفـيَ آيــاتٍ لــه ظـهـرتْ ظهـورَ نـارِ القـرى ليـلاً عـلـى عـلـمِ فـالـدُّرُّ يــزداد حسـنـاً وهــو منتـظـمٌ ولـيـس ينـقـصُ قــدراً غـيـر منتـظـمِ فـمـا تَـطــاولُ آمـــالِ الـمـديـح إلـــى مـا فيـه مـن كـرم الأخــلاق والشِّـيـمِ آيــاتُ حــق مــن الرحـمـن مُـحـدثـةٌقديـمـةٌ صـفــةُ الـمـوصـوف بـالـقـدمِ لــم تقـتـرنْ بـزمـانٍ وهــي تُخـبـرنـاعـن المعـادِ وعــن عــادٍ وعــن إِرَمِ دامــتْ لديـنـا ففـاقـت كـــلَّ مـعـجـزةٍمــن النبيـيـن إذ جــاءت ولـــم تـــدمِ محكّـمـاتٌ فـمــا تُبـقـيـن مـــن شـبــهٍ لِـذى شقـاقٍ ومــا تَبغـيـن مــن حَـكَـمِ ما حُوربـتْ قـطُّ إلا عـاد مـن حَـرَبٍأعـدى الأعـادي إليـهـا ملْـقِـيَ السـلـمِ ردَّتْ بلاغتُـهـا دعـــوى معـارضَـهـاردَّ الغيـورِ يـدَ الجانـي عــن الـحُـرَمِ لهـا معـانٍ كـمـوج البـحـر فــي مــددٍوفـوق جوهـره فــي الحـسـن والقـيـمِ فـمــا تـعــدُّ ولا تـحـصـى عجائـبـهـاولا تـسـامُ عـلــى الإكـثــار بـالـسـأمِ قـرَّتْ بهـا عـيـن قاريـهـا فقـلـتُ لــه لـقـد ظـفِــرتَ بـحـبـل الله فاعـتـصـمِ إن تتلُهـا خيفـةً مـن حـر نــار لـظـى أطفأْتَ حر لظـى مـنْ وردِهـا الشّبِـمِ كأنهـا الحـوض تبيـضُّ الـوجـوه بــه مـن العـصـاة وقــد جــاؤوه كالحُـمَـمِ وكـالـصــراط وكـالـمـيـزان مـعْـدلــةًفالقسطُ من غيرها في الناس لـم يقـمِ لا تعـجـبـنْ لـحـسـودٍ راح يـنـكـرهـاتجاهـلاً وهــو عـيـنُ الـحـاذق الفـهـمِ قد تنكر العينُ ضوءَ الشمس من رمدوينكـرُ الفـمُ طـعـمَ الـمـاءِ مــن سـقـمِ في إسرائه ومعراجه يا خير مـن يمّـم العافـون ساحتَـه سعياً وفـوق متـون الأينُـق الرُّسُـمِ ومـنْ هـو الآيـةُ الكـبـرى لمعتـبـرٍومـنْ هـو النعمـةُ العظمـى لمغتنـمِ سَريْتَ مـن حـرمٍ ليـلاً إلـى حـرمِ كما سرى البدرُ في داجٍ من الظلمِ وبـتَّ ترقـى إلـى أن نلـت منـزلـةًمن قاب قوسين لم تُدركْ ولم تُـرَمِ وقـدمـتْـكَ جـمـيـعُ الأنـبـيـاء بـهــاوالرسلِ تقديـمَ مخـدومٍ علـى خـدمِ وأنت تخترقُ السبـعَ الطبـاقَ بهـم في موكب كنت فيه صاحب العلـمِ حتـى إذا لـم تـدعْ شــأواً لمستـبـقٍ مــن الـدنـوِّ ولا مـرقــىً لمُسْـتَـنـمِ خَفضْـتَ كــلَّ مـقـامٍ بالإضـافـة إذ نوديت بالرفْـع مثـل المفـردِ العلـمِ كيـمـا تـفـوزَ بـوصـلٍ أيِّ مستـتـرٍعــن العـيـون وســـرٍ أيِّ مكـتـتـمِ فحـزتَ كـل فخـارٍ غيـر مشتـركٍ وجُـزْتَ كـل مقـامٍ غـيـر مـزدَحَـمِ وجلَّ مقـدارُ مـا وُلّيـتَ مـن رُتـبٍ وعـزَّ إدراكُ مـا أوليـتَ مـن نِـعَـمِ بشرى لنا معشـرَ الإسـلام إنّ لنـامـن العنـايـة ركـنـاً غـيـر منـهـدمِ لـمـا دعـــا اللهُ داعـيـنـا لطـاعـتـه بأكـرم الرسـل كـنـا أكــرم الأمــمِ فى جهاده راعــتْ قـلـوبَ الـعــدا أنـبــاءُ بعـثـتـه كـنْـبـأةٍ أجـفـلـتْ غُـفْــلا مــــن الـغَـنــمِ مــا زال يلقـاهـمُ فـــي كـــل مـعـتـركٍ حتـى حكـوا بالقَنـا لحمـاً علـى وضــمِ ودُّوا الـفـرار فـكــادوا يَغـبِـطُـون بـــه أشـلاءَ شـالـتْ مــع العِقْـبـان والـرَّخـمِ تمـضـي الليـالـي ولا يــدرون عدَّتَـهـاما لـم تكـنْ مـن ليالـي الأشهـر الحُـرُمِ كأنـمـا الـديـنُ ضـيـفٌ حــل ساحـتـهـم بـكـل قَـــرْمٍٍ إلـــى لـحــم الـعــدا قَـــرِمِ يَـجُـرُّ بـحـرَ خَـمـيـسٍ فـــوقَ سـابـحـةٍيـرمـى بـمـوجٍ مــن الأبـطـال ملتَـطِـمِ مــــن كــــل مـنــتــدب لله مـحـتـســبٍ يسـطـو بمستـأصـلٍ للـكـفـر مُصْـطـلِـمِ حتـى غـدتْ ملـةُ الإسـلام وهــي بـهـمْ مــن بـعـد غُربتـهـا موصـولـةَ الـرَّحِـمِ مـكـفـولـةً أبــــداً مـنــهــمْ بـخــيــر أبٍوخـيــر بـعْــلٍ فـلــم تـيـتـمْ ولـــم تَـئِــمِ هــمُ الجـبـال فـسـلْ عنـهـم مصادمـهـم مــاذا رأى منـهـمُ فــي كــل مصـطـدمِ وسـلْ حُنينـاً وسـل بـدراً وســل أُحــداًفصـولُ حتـفٍ لهـم أدهـى مـن الـوخـمِ المُصْدِرِي البيضِ حُمراً بعد ما وردتْ مــنَ الـعـدا كــلَّ مـســودٍّ مـــن الـلِـمَـمِ والكاتِبِـيـنَ بسُـمْـرِ الـخَـط مــا تـركـتْ أقلامُهـمْ حَــرْفَ جـسـمٍ غـيـرَ مُنْعَـجِـمِ شـاكـي الـسـلاحِ لـهـم سيـمـا تميـزُهـمْ والــوردُ يمـتـازُ بالسيـمـا عــن السَّـلَـمِ تُهْـدى إلـيـك ريــاحُ النـصـرِ نشْـرهـمُ فتَحسبُ الزهرَ فـي الأكمـام كـل كمِـى كأنهـمْ فـي ظهـور الخـيـل نَـبْـتُ رُبــاًمـنْ شِـدّة الحَـزْمِ لا مـن شــدّة الـحُـزُمِ طـارتْ قلـوبُ العـدا مـن بأسهـمْ فَرقـاًفـمــا تُـفــرِّقُ بــيــن الْـبَـهْــمِ وألْـبُـهُــمِ ومـــن تـكــنْ بـرســول الله نُـصـرتُــه إن تلـقَـهُ الأســدُ فـــى آجـامـهـا تـجــمِ ولـن تـرى مــن ولــيٍ غـيـر منتـصـرٍبـــه ولا مـــن عـــدوّ غـيــر منـقـصـمِ أحــــلَّ أمــتَــه فــــي حــــرْز مـلَّــتــه كالليـث حـلَّ مــع الأشـبـال فــي أجَــمِ كــم جـدَّلـتْ كـلـمـاتُ الله مـــن جـــدلٍ فيـه وكـمْ خَصَـمَ البرهـانُ مـن خَـصِـمِ كـفـاك بالعـلـم فـــي الأُمِّـــيِّ مُـعـجـزةًفــي الجاهلـيـة والتـأديـب فـــي الـيُـتُـمِ في التوسل بالنبي خدْمتُـه بمديـحٍ استقيـلُ بـه ذنــوبَ عمـرٍ مضـى فـي الشـعـر والـخِـدَمِ إذْ قلّـدانـيَ مـــا تُـخْـشـي عـواقـبُـه كأنَّـنـي بهـمـا هـــدْيٌ مـــن الـنَّـعَـمِ أطعتُ غيَّ الصبا في الحالتين وماحصـلـتُ إلاّ عـلـى الآثــام والـنـدمِ فياخـسـارةَ نـفـسٍ فـــي تجـارتـهـالـم تشتـرِ الديـن بالدنيـا ولـم تَـسُـمِ ومــن يـبـعْ آجـــلاً مـنــه بعـاجـلـهِ يَبِـنْ لـه الْغَبْـنُ فـي بيـعٍ وفـي سَلـمِ إنْ آتِ ذنبـاً فمـا عهـدي بمنتـقـض مــن النـبـي ولا حبـلـي بمـنـصـرمِ فــإنّ لـــي ذمـــةً مـنــه بتسمـيـتـي محمـداً وهـو أوفـى الخلـق بالـذِمـمِ إن لّم يكن في معـادي آخـذاً بيـدى فـضـلاً وإلا فـقـلْ يــا زلــةَ الـقــدمِ حاشاه أن يحـرمَ الراجـي مكارمَـهأو يرجعَ الجارُ منـه غيـر محتـرمِ ومـنـذُ ألـزمـتُ أفـكـاري مـدائـحـه وجـدتُـهُ لخـلاصـي خـيـرَ مُـلـتـزِمِ ولن يفـوتَ الغنـى منـه يـداً تَرِبـتْإنّ الحيا يُنْبِتُ الأزهـارَ فـي الأكَـمِ ولمْ أردْ زهرةَ الدنيا التي اقتطفـتْيـدا زُهيـرٍ بمـا أثنـى عـلـى هَــرمِ في المناجاة وعرض الحاجات يا أكـرمَ الخلـق مـا لـي مـنْ ألـوذُ بـه سـواك عـنـد حـلـول الـحـادث العَـمِـمِ ولـن يضيـق رسـولَ الله جاهُـك بــي إذا الـكـريـمُ تـجـلَّــى بــاســم مـنـتـقـمِ فــإنّ مــن جــودك الدنـيـا وضرّتَـهـاومــن علـومـك عـلـمَ الـلـوحِ والـقـلـمِ يا نفـسُ لا تقنطـي مـن زلـةٍ عظمـتْإنّ الكـبـائـرَ فـــي الـغـفـران كالـلـمـمِ لـعـلّ رحـمـةَ ربــي حـيــن يقسـمـهـاتأتي على حسب العصيان فـي القِسـمِ يارب واجعـلْ رجائـي غيـر منعكِـسٍ لديـك واجعـل حسابـي غيـر منـخـرمِ والطـفْ بعبـدك فـي الـداريـن إن لــه صبـراً متـى تـدعُـهُ الأهــوالُ ينـهـزمِ وائـذنْ لسُـحـب صــلاةٍ مـنـك دائـمـةٍعــلــى الـنـبــي بـمُـنْـهَـلٍّ ومُـنْـسَـجِـمِ ما رنّحـتْ عذبـاتِ البـان ريـحُ صبـاًوأطرب العيسَ حـادي العيـسِ بالنغـمِ ثم الرضا عن أبـي بكـرٍ وعـن عمـرٍوعـن علـيٍ وعـن عثمـانَ ذي الكـرمِ والآلِ وَالصَّـحْـبِ ثــمَّ التَّابعـيـنَ فـهُـمْأهـل التـقـى والنَّـقـا والحِـلـمِ والـكـرمِ يــا ربِّ بالمصطـفـى بـلِّـغْ مقاصـدنـاواغفرْ لنا ما مضـى يـا واسـع الكـرم واغـفـر إلـهـى لـكـل المسلمـيـن بـمـايتلوه فى المسجد الأقصى وفى الحرم وبجـاه مــن بيْـتُـهُ فــى طيـبـة حــرمٌوإسـمُـهُ قـســمٌ مـــن أعـظــم الـقـسـم وهــذه بــردةُ المخـتـار قـــد خُـتـمـتْ والـحـمـد لله فـــي بـــدإٍ وفـــى خـتــم أبياتـهـا قــدْ أتــتْ ستـيـنَ مــعْ مـائـةٍفـرّجْ بـهـا كربـنـا يــا واســع الـكـرم اللهم صلٍ وسلم علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم |
2/4/2009, 08:51 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
مـهـند س نـشـيط
|
رد: بردة المديح المباركة للامام محمد البوصيري
مليون شكر ياغالى
|
|||
3/4/2009, 01:20 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: بردة المديح المباركة للامام محمد البوصيري
بارك الله فيك
|
||||
3/4/2009, 01:37 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | |||
مـهـند س مـحـتـرف
|
رد: بردة المديح المباركة للامام محمد البوصيري
جعلها الله فى ميزان حسناتك اخى الكريم
بارك الله فيك |
|||
3/4/2009, 04:34 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | |||
مـهـند س جـديـد
|
رد: بردة المديح المباركة للامام محمد البوصيري
بارك الله فيكم علي المرور والدعاء
|
|||
5/4/2009, 12:00 AM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
مـهـند س مـحـتـرف
|
رد: بردة المديح المباركة للامام محمد البوصيري
مشكور اخى الفاضل
|
||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~