|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التخويف والتهديد نعمة من الله تعالى
فى القرآن الكريم نجد الكثير من الآيات التى تخبرنا من الوعد والوعيد الذى ينتظر العصاة يوم القيامة يوم الحسرة والندامة والذل يحاسب فيه العبد عن اعماله ان كان خيرا فخيرا وان كان شرا فشرا ومن هذه الآيات قوله تعالى "وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا" سورة طه:آية113:مكية.
ويخبرنا الله تعالى فى هذه الآية الكريمة أن يوم القيامة ومافيه من الخير أو الشر واقع لامحالة فلهذا أنزل الله تعالى القرآن بشيراً ونذيراً بلسان عربى فصيح لا لبس فيه وأنزل فيه الوعيد حتى يتركوا المحارم والفواحش ويقدموا على فعل الطاعات والخيرات. ومعنى الآية : "كَذَلِكَ" أي كالإنزال الذي أنزلناه إلى الأمم السابقة فكما أرسلنا إليهم رسلاً أنزلنا عليهم كتباً إلا أن فارق الرسالات أنهم بُعثوا لزمان محدود في مكان محدود وبُعث الرسول(صلى الله عليه وسلم) للناس كافة وللزمان كافة إلى أن تقوم الساعة. وقال تعالى " قُرْآناً "يعني مقروءً ،ولما قال الله " قُرْآناً عَرَبِيّاً" مع أن النبي(صلى الله عليه وسلم) مُرسل إلى الناس كافة في امتداد الزمان والمكان والقرآن نزل معجزة للجميع؟ لأن الرسول هو المباشر لهذه الأمة العربية التي ستستقبل أول دعوة له فلا بد أن تأتي المعجزة بلسانها كما أن معجزة القرآن ليست للعرب وحدهم إنما تحد للإنس والجن على امتداد الزمان المكان. وقوله تعالى " وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ" أي حينما ينذر القرآن بشيء يُصرف هذا الإنذار على أوجه مختلفة ويكررالإنذار لينبه أهل الغفلة، فخاطب الله تعالى الأهواء كلها بكل مستوياتها فالعالم والجاهل ومتوسط الفكرالكل يجد في القرآن ما يناسبه لأنه يشرع للجميع للفيلسوف وللعامي فلا بد أن يكون في القرآن تصريف لكل ألوان الملكات ليقنع الجميع بكل أساليب الوعد والوعيد فمن لم يأت بالإغراء بالخير يأتي بأن ينزعه بالقوة والجبروت. وتؤكد الآية أن الإنذار والتخويف نعمة من الله تعالى حيث ينذرك الله بها ويحذرك منها قبل أن تقع فيها ويعظك بها وأنت ما زلت في فترة المهلة والتدارك فلا يأخذك على غفلة ولا يتركك على غفلتك ،والتصريف هو التحويل والتغيير بأساليب شتى لتناسب استقبال الأمزجة المختلفة عند نزول القرآن لعلها تصادف وعياً واهتماماً. وقوله تعالى "لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ "الاتقاء عادة يكون للشر والمعاصي المهلكة أو يُحدث لهم الذكر والشرف والرفعة بفعل الخيرات وهذا من ارتقاءات الطاعة ، فالتكليف قسمان: قسم ينهاك عن معصية، وقسم يأمرك بطاعة فينهاك عن شرب الخمر ويأمرك بالصلاة فهم يتقون الأول ويُحدث لهم ذكراً يوصيهم بعمل الثاني. مايستفاد من هذه الآية أن أسلوب الوعيد الذى استخدمه الله تعالى فى بعض آيات القرآن كان أكبر سبب داعٍ للتقوى والعمل الصالح.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~