[ميدو الشورة]

"الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا" سورة الكهف:آية46:مكية.

يُبين الله تعالى لنا في هذه الآية الكريمة أن ما يتفاخر به الناس من زينة فى الحياة الدنيا المتمثلة فى المال والبنين ستزول وتفنى قبل أن تفنى الحياة الدنيا .

معنى الآية : أن ما تتفاخرون به أيها الناس من المال والبنين ما هو سوى شىء يتزين به فى الحياة الدنيا وتعلمون أيها الناس أن من شأنها سرعة زوالها فإن زينتها أيضاً ستزول وتفنى سريعاً قبل زوال الدنيا نفسها فلا تجعلوها كل همكم وتُعرضوا عن الآخرة دار الكرامة والجزاء بل اعملوا لخيرى الدنيا والآخرة .

وقدم الله تعالى المال على البنين فى هذه الآية لأن الزينه به أظهر وهو ميسور لكل أحد فى أى وقت وحين غالباً .

وهذه الآية كانت رداً على عيينه بن حصن وكل من على شاكلته من الذين يفتخرون بالغنى والشرف على الفقراء والمستضعفين من المؤمنين وبينت الآية لهم أن ما كان من زينة الدنيا فهو غرور يمر ولا يبقى وإنما يبقى ما كان زاداً فى القبر وعدة للإنسان فى الآخرة .

وأختُلف فى معنى قوله تعالى "وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ" قيل أنها الصلوات الخمس ، وقيل أنها كل عمل صالح من قول أو فعل يبقى للآخرة فيدخل فيه كل عمل يخدم الإسلام من الدفاع عنه ونصرته أو مساعدة محتاج أو نشر علم ، وقال الجمهور أنها هى الكلمات المذكور فضلها وهى (سبحان الله ،والحمد لله ،ولاإله إلا الله ،والله أكبر ،ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم) .

ويدخل أيضاً فى عموم معنى الباقيات الصالحات أعمال فقراء المؤمنين الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى فإن لهم من كل أنواع الخيرات الحظ الأوفر .

وقوله تعالى "خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا" أي وتلك الأعمال الصالحة باقية دائمة لبقاء عوائدها على الإنسان عند فناء ما تطمح إليه النفس من حظوظ الدنيا، ويكفي النفس أن جزاء هذه الأعمال عند الله تعالى، فتتحقق خيرية هذا العمل فى الثواب الجزيل الذي يعود على صاحبه وأمل عظيم ينال به في الآخرة ما كان يأمله في الدنيا.

وما يستفاد من هذه الآية الكريمة أن ذكر الله تعالى من الأعمال التى يصل أثرها إلى اليوم الآخر.