[حسن الغريانى]

إن تنظروا غبش الحلول على مائدة اللئام

وتروا وئد الحقوق فى رمى السهام

فلسوف نحتذى فكر الرويبض فى الجواب عن السؤال

***

لم نسمع إلا صدى هتافات الحناجر

واعتلت أكتاف الرجال حاملوا الخناجر

فصرنا نقود السفينة نحو التشرذم والقتال

***

فإذا ما جن الظلام وأفلت أنوارنا

وصرنا نتبع فى الدجى بلهاؤنا

لبسنا من ليله ثوب الضلال

***

إن لم نكن قادرون على ترك الخلاف

فلن يطيب العيش إلا على الكفاف

وسينخر أفكار سبيلنا سيل السمال

***

أرأيتم كيف نرى حاضرنا حُبّا للخلاص

وأمدنا صوت المؤذن للوصول إلى المناص

لكننا لما افترقنا أثقلنا الكَلال

***

نباح الكلاب يحاصر صبحنا بلا ارتياب

والغل ملأ قلوبنا عطرٌ يُستطاب

ومزقنا بملكنا كل مواثيق الوصال

***

فخلافنا يسقينا المرارة فى الحلوق

وزرعنا قلوبنا بذر النكاية والشقوق

وارتصت جباهنا تحت أقدام النعال

***

سالت دماؤنا بأسلحة العلوج

لما ارتضينا نلاعب بعضنا فكر المروج

وآثرنا هوى المُحال فى روايات الخيال

***

درب التحزب زينت هذا الثبور

وتأصلت فينا مواثيق الفجور

فحفرنا مقابر آمالنا تحت الرمال

***

هذى مرايانا ننظر هياكل باليه

أعد لها الإجرام بطوق الداهيه

فما اهتدوا دعاة الشؤم إلا للنزال

***

هيا إلي طور النجاة نستشر

فمصابنا ينادينا أنه لا منتصر

أيسنا من سبل الخلاص بلا مجال

***
ــــــــــــــــــــــــــ
المروج ( الأمر المختلط )
السمال ( الدود فى الماء الناقع )