فضل التواضع
عن عياض بن حمار -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد أخرجه مسلم.
--------------------------------------------------------------------------------
الحديث أخرجه مسلم وهو حديث طويل اختصره المصنف -رحمه الله-، وعياض بن حمار ليس له في صحيح مسلم إلا هذا الحديث الواحد -رحمه الله-، بل ليس له في الستة إلا هذا الحديث وحديثان آخران عند أبي داود وحديث: من وجد لقطة فليشهد ذوي عدل الحديث الآخر عند أبي داود أيضا: أنه جاء إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- بهدية قبل أن يسلم قال: إني لا أقبل زبد المشركين .
عياض بن حمار المجاشعي، يصحفه بعضهم يقول حماد، وهو بن حمار المجاشعي، وفي هذا فضل التواضع إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد التواضع من خصال أهل الإيمان، أهل الإيمان، وجاء في الحديث في نفس هذا الحديث أنه -عليه الصلاة والسلام- قال: مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مالٍ، وَمَا زَادَ الله رَجُلاً بِعَفْوٍ إلا عِزّا، وَمَا تَوَاضَعَ أحَدٌ لله إلاّ رَفَعَهُ .
في حديث أبي كبشة الأنماري أيضا رواه الترمذي وأحمد وغيرهم وهو حديث جيد قال: أنه -عليه الصلاة والسلام- ثلاث أقسم عليهن، فاحفظوهن: ما نقصت صدقة من مال، وما ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه، ثم قال: إنما الدنيا لأربعة نفر: رجل آتاه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم أن لله فيه حقا عليه فهو بخير المنازل، ورجل آخر يقول: لو أن لي مثل ما لفلان لعملت بمثل ما عمل، فهو بنيته، فهما في الأجر سواء، ورجل آتاه الله مالا ولم يؤته علما فهو لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم أن لله فيه حقا فهو بأخبث المنازل، ورجل آخر يقول: لو أن لي مثل ما لفلان لعملت بمثل ما عمل، فهو بنيته فهما في الوزر سواء .
وفيه شاهده المتقدم، وربما ظن بعضهم أنهما حديثان وهو حديث واحد حديث أبي كبشة، كذلك ربما حديث عياض أيضا ظن بعضهم أنهما حديثان، وهو حديث واحد حديث مطول، وفيه فضل التواضع، وأنه لا يزيد صاحبه إلا عزا، وكذلك فيه الخصال الأخرى، وفيه النهي عن الفخر والبغي وأنه ليس من خصال أهل الإيمان