رد: حياة شُعراء العامية ....
لدرجة أن الجنود والضباط
كانوا يعاملون أسوأ معاملة
في الشارع المصري في تلك الفترة
كنا في منزل عبد الحليم مجموعة من أصحابه
منهم الأستاذ أحمد رجب الصحفي المعروف
وبليغ حمدي ومفيد فوزي
ومجدي العمروسي وأنا ثم دخل كمال الطويل
وكان الجميع يشتم ويسب
ويتساءل ماذا سيقول وهل لديه عين
لمواجهة الشعب بالكارثة وإذا بعبد الناصر
يطل بتلك الصورة التعسة حزينا محطما
ويعلن تنحيه وإذ بدموعنا جميعا تنهمر
وكأننا كنا ننتظر منه أن يُكذب
ما حدث وأن كل ذلك تمثيلية للتمويه
ولكن اعترافه بالهزيمة كان جليا.
نزلنا إلي الشارع
وركبنا العربة مع عبدالحليم
متجهين إلي كوبري القبة
واندفعت السيارة في شوارع خالية تماما
وبعد أن عبرنا نفق العباسية لا ندري
من أين جاء طوفان البشر مشهد رهيب
لنصبح نقطة في بحر وليتهددنا هذا الطوفان
بالاكتساح وقد وارانا الكثيرون
إلا أنهم لم يعيرونا أي اهتمام رغم أنهم تعرفوا
علي عبد الحليم حافظ ثم بدأت تتوحد الهتافات
وتلتحم الأجساد ولم يعد في القاهرة أسفلت
وإنما بشر يغطون مساحة الشوارع جميعا
|