[ميدو الشورة]

#أنا_صحابِيٌّ

أنا عائِذُ البيتِ الحرام .. أنا أول مولودٍ للمُسلمين فى المدينة .. أنا خليفة المُسلمين .. أنا ابن حواريّ رسول الله ﷺ .. أنا ابن ذاتِ النِّطاقين .. أنا عبد الله بن الزُّبير!!!

عبد الله بن الزُّبير بن العوام بن خويلد .. صحابيٌ من صِغارِ السِّنّ من صحابةِ رسول الله ﷺ .. أبوهُ هو الزُّبير بنُ العوَّام .. وأمّهُ هي أسماء بنت أبي بكر .. وخالتهُ هي أمُّ المؤمنين عائِشة .. وجدّهُ هو الصِّدِّيق أبا بكر!!!

وُلِد عبد الله بن الزُّبير فى عام الهِجرة الأول فى قُباء .. فكان أول مولود للمُسلمين فى المدينة .. وحينُ ولِد عبد الله حنَّكهُ رسول الله بتمرة لاكَها في فِيهِ، ثم حنّكهُ بها، فكان ريق رسول الله ﷺ أول شيء دخل جوفه .. وسمِّاه عبد الله، وكنَّاه أبا بكر بجدِّه أبي بكر الصّدّيق!!!

فنَشَأ عبد الله بن الزُّبير نشأةً طيبة .. وتنسَّم منذ صغره عبق النُّبوَّة .. وكانت خالته السيدة عائشة تُعنَى به وتتعهَّده .. حتى كنيت باسمه، فكان يقال لها : "أمّ عبد الله"؛ لأنَّها لم تنجب ولدًا .. وعندما بلغ عبد الله سبع سنين أمَرهُ أبوهُ الزُّبير بن العوَّام أن يُبايع رسول الله ﷺ .. فجاءَ عبد الله وبايع النَّبيّ فتبسَّم له النَّبيُّ وبايعه!!!

شَهِد عبد الله بن الزُّبير معركة اليرموك وهو غُلام .. ولم تكُن مُشاكته لقِتالٍ. بل كان يُشارك فى تطبيب الجرحى .. وفى عهد عمر بن الخطَّاب شارك عبد الله مع أبيهِ فى فتح مصر .. كما شاركَ فى فتح إفريقيا على عهد عثمان بن عفَّان وكانت لهُ قُدرة ومهارة عسكريَّة كبيرة .. كما دافع عبد الله عن عثمان بن عفّان يوم استشهاده واستماتَ فى دفاعه عنه حتَّى خرج محمولاً على الأكتافِ من كثرة إصاباته!!!

وعندما تولَّى يزيد بن مُعاوية الحُكم رفضَ عبد الله بن الزُّبير مُبايعته .. فصمَّم يزيد على أخذِ بيعةِ عبد الله بن الزُّبير ولو جاءَ الأمر قسْراً .. فلم يجد عبد الله بن الزُّبير بُدَّاً من الخروج من المدينة والذَّهاب إلى مكَّة حيث احتمى بالكعبة .. فسَمِّي عائذ البيت .. فضربَ يزيد حِصاراً على مكَّة زاد على شهرين!!!

وفى أثناء ذلك الحِصار تُوفّي يزيد ابن معاوية .. فانفض الحِصار والتَفَّ النَّاسُ حول عبد الله بن الزُّبير وبايعوهُ على الخلافة .. وفى شهر رجب من العام الرَّابع والسِّتين من الهجرة أعلنَ عبد الله بن الزُّبير نفسه خليفةً للمُسلمين .. فأرسل النَّاس لمُبايعته من الشام ومصر والعراق وخراسان .. ماعدا مناطق صغيرة فى الأردن كانت موالية لبني أُمَيَّة!!!

ودامت خلافة عبد الله ابن الزُّبير نحو تِسع سنوات .. وفى العام الثَّالث والسَّبعين من الهِجرة .. توجَّه الحجَّاج بن يوسف الثَّقفي على رأس جيشٍ من عشرين ألف مقاتِل. إلى مكَّة وضربَ عليها الحِصار .. فخرجَ لقتالهِ. عبد الله بن الزُّبير .. واستُشهِد عبد الله فى ذلك عن عُمر اثنين وسبعين سنة .. فرضي الله تعالى عنه!!!

بقلم ✍ صفحة آية الإسلام

📚 الكامل فى التَّاريخ / لابن الأثير
📚 تاريخ الرُّسل والملوك / لابن جرير الطّبري
📚 الطَّبقات الكُبرى / لابن سعد
📚 البداية والنّهاية / لابن كثير