رد: الشِعر العربي المعاصر بين التراث والحداثة
اخوانى الافاضل
إذن فالحداثة الغربية لم تتشكل
إلا بعد تراكمات وهذا ما أنتجه
(ت. س. إليوت ) في
" أرض اليباب "
اختزالا للثقافة الغربية
التي أنتجت إنسانا ماديا وخربته معنويا
وأحدثت قطيعة تاريخية
ومعرفية إبستمولوجية
أو ما يُّسمى في النقد المعاصر
" التجاوز والتخطي "
حيث تبولت مفاهيم جديدة
هذا ما دفع لقراءة الحداثة
في سياق ملابسات حضارية وتاريخية
يقول جون بوديار
ليست الحداثة مفهوما سوسيولوجيا
أو مفهوما تاريخيا يحصرُّ المعنى
وإنما هي صبغة مميزة
لحضارة تتعارض وصبغة التقليد
أي أنها تعارض الثقافات السابقة
لقد جاءت ردود الفعل من حول الحداثة متباينة
خاصة في تلك المجتمعات التي لم تكن قادرة
على مجابهة تحديات التطور الكوني
والذي ساهمت الحداثة الغربية في رسم مساره
والتفاعل مع التطورات الحاصلة في الكون
خاصة مع مطلق القرن 19م
وحتى يومنا هذا
غير أنّ هذه الخطوات التفاعلية
ومواكبة تلك التطورات كانت
ولا تزال مليئة بحروب
الإخضاع والسيطرة والحماية والوصاية
التي تشنها المركزية الغربية
على كل ما هو عربي
ولذلك غرق مُفكرو العرب
وأدبائهم ونقادهم في جدال عقيم
حول توصيف مفهوم الحداثة
وهل هي نتاج داخلي أم مستورد ؟
وهل لها أن تتلاءم
مع الأصالة أم تتعارض معها ؟
وهل نحمي الموروث العربي
ونحافظ على خصوصية التراث ؟
وهل الحداثة مدخل لتذويبه والقضاء عليه؟
وهل يكفي استيراد مصطلح الحداثة من الغرب
دون الحاجة إلى البحث عن الأفكار
و المقومات التي قادتنا إليه ؟
لقد أخل الناقد العربي حينّما
وضع الحداثة في موضع التعارض
مع مفاهيم أدبية و ثقافية سابقة عليها
(التراث)
فملء الساحة الأدبية والنقدية
بعشرات العناوين المثيرة منها
الأصالة والتقليد و السلفيون والتحدثيون
و الخصوصية والشمولية و الأنا و الآخر
التقدم و التخلف و المادة والروح
الدين والعلم
|