ناصر عثمان ماعمل بعد اليوم
" ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم "
جاهد أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه بنفسه في سبيل الله ، فقد شهد المشاهد كلها مع رسول الله - إلا بدرا ( ٢ هـ ) لتمريضه زوجته رقية بإذن من رسول الله ﷺ ، وتوفيت يوم جاء البشير بنصر المؤمنين في هذه المعركة ، وضرب له رسول الله ﷺ بسهمه " وأجره فكان كمن شهدها ، فهو معدود من البدريين .
أما جهاده بماله فخير شاهد عليه غزوة تبوك ( ٩ هـ ) - جيش العسرة – حيث شدة الحر ، وبعد المسافة - تبعد عن المدينة حوالي ٧٠٠ کم - ، فدعا الرسول ﷺ أصحابه للإنفاق في سبيل الله ، وقال : " من جهز جيش العسرة فله الجنة " .
فجهز عثمان ثلث الجيش - عشرة الآف – بكل ما يحتاجون إليه حتى كفاهم شنق أسقيتهم - الحبل الذي تعلق به القربة - ، وزودهم بثلاثمائة بعير - وقيل : بتسعمائة وخمسين ، وأتم الألف بخمسين فرسا ـ وقيل مائة فرس - . ولم يكتف
بهذا وإنما جاء بألف دينار ـ وقيل عشرة الآف ـ ووضعها في حجر رسول الله ﷺ لتجهيز المجاهدين ، فسر الرسول ﷺ بها ، وأخذ يقلبها ويقول : " ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم " وكررها مرتين ، وقال ﷺ : " اللهم ارض عن عثمان فاني رض عنه " .
قال ابن إسحاق : أنفق عثمان رضى الله عنه في ذلك الجيش نفقة عظيمة لم ينفق أحد مثلها .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " اشتري عثمان من رسول الله ﷺ : الجنة مرتين : يوم رومة ، ويوم جيش العسرة "
رضي الله عن الصحابة الكرام أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
المصدر📚
البخاري الصحيح(٤/١٣)
ابن سعد الطبقات الكبرى(٣/٤١)
ابن كثير البداية والنهاية(٧/٢٦٧)
ابن عساكر تاريخ دمشق(٣٩/٦٧)
ابن عبد البر الاستيعاب (٤/٥٨٦)
الذهبي تاريخ الإسلام(٢/١٨٧)
ابن الجوزي المنتظم (٤/٣٣٥)
السيوطي تاريخ الخلفاء (ص٢١٨-٢٢٠)
|