الموضوع: علم الغيب
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 23/7/2016, 02:48 PM
الصورة الرمزية محمود الاسكندرانى
 
محمود الاسكندرانى
كبير مشرفين المنتدى الاسلامى والبيت العائلى

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  محمود الاسكندرانى غير متصل  
الملف الشخصي
رقم العضوية : 105086
تاريخ التسجيل : Jun 2008
العمـر :
الـجنـس :
الدولـة :
المشاركـات : 2,398 [+]
آخــر تواجـد : ()
عدد الـنقـاط : 271
قوة التـرشيـح : محمود الاسكندرانى يسعي للتميزمحمود الاسكندرانى يسعي للتميزمحمود الاسكندرانى يسعي للتميز
افتراضي علم الغيب



عبادَ اللهِ، إنَّ مِن أخلاقِ المؤمِنينَ إيمانَهم بالغَيب، فهم يؤمِنونَ بما غابَ عَنهم ممّا مضَى وممّا سيكونُ ويحدُثُ، قالَ جلَّ وعلا: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ *الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) [البقرة:2، 3]، فيؤمِنونَ بأخبارِ الماضينَ ، ممّا أخبرَهم به ربُّهم في كتابِهِ ، أو أخبَرَهم به نبيُّهم صل الله عليه وسلم ، فاللهُ أصدَقُ القائلينَ، ولا أصدَقُ منَ اللهِ حديثًا، ومحمَّدٌ صل الله عليه وسلم هو الصادِقُ المصدوقُ ، أصدَقُ الخلقِ مَقالاً صل الله عليه وسلم ، قالَ تعالى: (تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ) [هود:49]، وقالَ: (وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ) [آل عمران:44] ، فنؤمِنُ بأخبارِ الماضينَ ، ممّا بيَّنَهُ اللهُ في كتابِهِ عِظَةً وعِبرةً، قال تعالى (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [يوسف:111]. ونُؤمنُ بما أخبَرَ بهِ اللهُ ورسولُهُ عمّا سَيَكونُ في آخرِ الزمانِ ، وعن يَومِ الآخرةِ ، وما سَيكونُ في ذلك اليومِ ، من الأمورِ العِظامِ. ونُؤمنُ ، أَنَّ مِن كمالِ علمِ اللهِ، علمَه بأعمالِ الخَليقةِ أجمعينَ ، فهو جلَّ وعلا عالمٌ ما العبادُ عامِلونَ، كتَبَ هذا العلمَ ، عندَهُ في كتابٍ ، قبلَ أن يخلقَ الخليقةَ بخمسينَ ألفَ سنَةٍ، (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) [الحج:70]. وعِلمُهُ تعالى عامٌّ للسِّرِّ والجهرِ، فاستَوى في علمِهِ ما أُسرَّ وما جهِرَ بهِ، (قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ) [آل عمران:29]، قال تعالى: (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوْ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ *أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) [الملك:13، 14]، وأَخبرَ تعالى عن كمالِ عِلمِهِ بدقيقِ أعمالِ العِبادِ وجَليلِها: فقال تعالى (وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [يونس:61] ، وأخبرَ تعالى عن استِئثارِ عِلمِهِ بخمسةِ أحوالٍ، قال جلّ وعلا: (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [لقمان:34] ، فعلمُ المغيَّبَاتِ ، ممّا استأثرَ اللهُ بعلمِهِ ، ولا يستطيعُ أحدٌ كشفَ ذلك، قال تعالى (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) [النمل:65]، وقال جلّ وعلا لنبيِّهِ:r (قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنْ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِي السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [الأعراف:188]، فلا محمّدٌ صل الله عليه وسلم يعلَمُ الغيبَ، ولا سائرُ الأنبياءِ والمرسلينَ، ولا الملائكةُ المقرَّبونَ، قالَ تعالى عنهم أنهم قالوا: (سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) [البقرة:32].ثُمَّ يدّعي مدَّعونَ في هذا الزّمَنِ ، ويتقوَّلُ متقوِّلونَ ، أنهم يَستطِيعونَ أن يُحدِّدُوا للعبدِ مسارَ حياتِهِ ، ويُخبروهُ بمستَقبَلِهِ وحظِّهِ ، وماذا سيكونُ له وماذا سيَجني ، وماذا سيصيرُ عليهِ ، وهؤلاء الضَّربُ من النّاسِ من مدَّعِي الكِهانةِ والاطِّلاعِ على علمِ الغَيبِ ، سواءً كانوا جَهَلةً ، أو على مستوًى من الثّقافةِ والعِلمِ ، لكِنَّهم على ضلالٍ في أمورِهم كلِّها، هؤلاءِ يأتيهم الجهلةُ والحمقَى والمغفَّلونَ، فيقولُ له: أعطِني حظِّي ، وصِفْ لي حَظّي في هذه الدّنيا، ماذا سَأجني؟ وماذا سيكونُ؟ وماذا سيحصُلُ؟ فيُعطيَهُ قيلاً وقالَ، كلُّها كذِبٌ وافتراءٌ ، وادِّعاءُ عِلمِ غيبٍ لا يعلمُهُ إلا اللهُ، يظنُّ الظّانُّ أنّ هؤلاءِ صادقونَ، وأنَّ لديهم قُدرةً على الاطلاعِ على المغيَّباتِ، وهذا من الجهلِ والضّلالِ، بل اعتقادُ ذلك كفرٌ والعياذُ باللهِ.
بارك اللهُ لي ولكم في القرانِ العظيمِ .
الحمد لله رب العالمين ,,,,,,
توقيع » محمود الاسكندرانى

 

مواضيعيردودي
 
من مواضيعي في المنتدي

رد مع اقتباس