رد: شروط لا اله الا الله
الذي هو عمود الإسلام في تعبيره رؤيا عبد الله بن سلام
ففي الصحيح عَنْ خَرَشَةَ ابْنِ الحُرِّ أنه قَال
كُنْتُ جَالسًا فِي حَلقَةٍ فِي مَسْجِدِ المَدِينَةِ
وَفِيهَا شَيْخٌ حَسَنُ الهَيْئَةِ وَهُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلامٍ
فَجَعَل يُحَدِّثُهُمْ حَدِيثًا حَسَنًا ، فَلمَّا قَامَ ، قَال القَوْمُ
مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إلي رَجُلٍ مِنْ أَهْل الجَنَّةِ فَليَنْظُرْ إلي هَذَا الرجل
فَقُلتُ وَاللهِ لأَتْبَعَنَّهُ فَلأَعْلمَنَّ مَكَانَ بَيْتِهِ
فَتَبِعْتُهُ فَانْطَلقَ حتى كَادَ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ المَدِينَةِ
ثُمَّ دَخَل مَنْزِلهُ فَاسْتَأْذَنْتُ عَليْهِ فَأَذِنَ لي فَقَال مَا حَاجَتُكَ يَا ابْنَ أَخِي
فَقُلتُ لهُ سَمِعْتُ القَوْمَ يَقُولُونَ لكَ لمَّا قُمْتَ
مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إلي رَجُلٍ مِنْ أَهْل الجَنَّةِ فَليَنْظُرْ إلي هَذَا
فَأَعْجَبَنِي أَنْ أَكُونَ مَعَكَ قَال اللهُ أَعْلمُ بِأَهْل الجَنَّةِ
وَسَأُحَدِّثُكَ مِمَّ قَالُوا ذَاكَ إِنِّي بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ
إِذْ أَتَانِي رَجُلٌ فَقَال لي قُمْ فَأَخَذَ بِيَدِي فَانْطَلقْتُ مَعَهُ
فَإِذَا أَنَا بِجَوَادَّ عَنْ شمالي الجواد الطريق
قَال فَأَخَذْتُ لآخُذَ فِيهَا فَقَال لي
لا تَأْخُذْ فِيهَا فَإِنَّهَا طُرُقُ أَصْحَابِ الشِّمَال
قَال فَإِذَا جَوَادُّ مَنْهَجٌ على يَمِينِي
يعني أنه رأي عن يمينه طرقا مستقيمة
فَقَال لي خُذْ هَاهُنَا
أي سر في هذا الطريق يقول عبد الله بن سلام
فَأتي بِي جَبَلا فَقَال ليَ اصْعَدْ ، قَال
فَجَعَلتُ إِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَصْعدَ خَرَرْتُ على اسْتِي
وقعت على مقعدتي حتى فَعَلتُ ذَلكَ مِرَارًا
ثُمَّ انْطَلقَ بِي حتى أتي بِي عَمُودًا
رَأْسُهُ فِي السَّمَاءِ وَأَسْفَلُهُ فِي الأَرْضِ
فِي أَعْلاهُ حَلقَةٌ فَقَال ليَ اصْعَدْ فَوْقَ هَذَا
العمود -
قُلتُ كَيْفَ أَصْعَدُ هَذَا وَرَأْسُهُ فِي السَّمَاءِ ؟
قَال فَأَخَذَ بِيَدِي فَزَجَل بِي
أي دفعني ورماني والزجل بالشيء هو الرمي به
يقول عبد الله بن سلام
فَإِذَا أَنَا مُتَعَلقٌ بِالحَلقَةِ ثُمَّ ضَرَبَ العَمُودَ فَخَرَّ
وَبَقِيتُ مُتَعَلقًا بِالحَلقَةِ حتى أَصْبَحْتُ
قَال عبد الله بن سلام
فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلي الله عَليْهِ وَسَلمَ فَقَصَصْتُهَا عَليْهِ فَقَال
أَمَّا الطُّرُقُ التِي رَأَيْتَ عَنْ يَسَارِكَ فَهِيَ طُرُقُ أَصْحَابِ الشِّمَال
وَأَمَّا الطُّرُقُ التِي رَأَيْتَ عَنْ يَمِينِكَ
فَهِيَ طُرُقُ أَصْحَابِ اليَمِينِ وَأَمَّا الجَبَلُ
الذي كنت تحاول صعوده فكنت تقع ولم تستطع
فَهُوَ مَنْزِلُ الشُّهَدَاءِ وَلنْ تَنَالهُ فلن تموت شهيدا
وَأَمَّا العَمُودُ الذي رَأْسُهُ فِي السَّمَاءِ وَأَسْفَلُهُ فِي الأَرْضِ
فَهُوَ عَمُودُ الإِسْلامِ وَأَمَّا العُرْوَةُ أو الحلقة التي في أعلاه
فَهِيَ عُرْوَةُ الإِسْلامِ وَلنْ تَزَال مُتَمَسِّكًا بِهَا حتى تَمُوتَ .
فالعروة الوثقي هي عرة الإسلام وكلمة التوحيد
والمسلم بقوله لا إله إلا الله
قد عهد عهدا على نفسه وعقد في قلبه عقدا
أنه سيسلم لربه ولن يطيع أحدا في معصيته
ولن يتحاكم إلا إلي شرعه
|