يحدث في الإبل كغيرها من الحيوانات الزراعية مشكلات تناسلية مختلفة يجب التعرف عليها والتعامل معها بدقة خصوصاً أن بعض النوق المستخدمة للتربية أو إنتاج الحليب في المملكة العربية السعودية ذات أثمان باهظة مما يحتم العناية الفائقة بها وحمايتها ليس من الأمراض المعدية فحسب وإنما أيضاً من الأمراض والمشاكل التي تؤثر على خصوبتها ...
ومن أهم هذه المشكلات التي تكثر في المملكة العربية السعودية (عدم الحمل "تكرار الشياع"):
يحدث عدم الحمل إما لعدم حدوث تبويض أو إخصاب أو بسبب النفوق المبكر للجنين .
ومن المعروف أن حفز التبويض في النوق يتم بواسطة الجماع وتقدر نسبة التبويض الناجح بحوالي 80-90% في النوق السليمة.ومن الأسباب المؤدية إلى فشلة:
أ- عدم إفراز كمية كافية من هرمون الإباضة بواسطة الغدة النخامية للناقة أثناء الجماع .
ويعود فشل التبويض أحياناً لعدم كفاية التحفيز بواسطة الجماع حيث توجد دلائل على أن بعض الفحول ذات قدرة متدنية على حفز التبويض في النوق سواء بسبب العجز الجنسي أو لقلة تركيز العامل المسمى شبيه عنصر إطلاق الهرمونات المنشطة للمناسل (GnRH-like factor) الذي ينتجه الهيبوثالامس (تحت المهاد).
ب- وجود خلل وظيفي في علاقة الهيبوثالامس بالفص الأمامي للغدة النخامية فيما يتعلق بتحرير هذا الهرمون .
بالإضافة إلى ذلك , فإن عدم حدوث الحمل قد يكون ناتجاً عن أسباب تمنع انتقال البويضة عبر جراب المبيض أو قناة فالوب – كالتهاب الجراب أو التهاب قناة فالوب وانسدادها – أو وجود عوامل تؤثر على حيوية السائل المنوي أو انتقاله في الجهاز التناسلي للناقة كالتهاب بطانة الرحم وحدوث التصاقات رحمية أو انسداد في الفتحة التي تصل بين الرحم وقناة فالوب ومن الجائز كذلك أن يفشل الإخصاب لعدم تمكن الفحل من الإيلاج أو لحدوث أيلاج جزئي للقضيب بدون قذف , ويعزى ذلك أحياناً لوجود عيوب خلقية في الفرج أو الدهليز كوجود التصاقات أو تشوهات وانسداد أو ضيق في غشاء البكارة .
تتراوح نسبة النفوق المبكر لأجنة الإبل ما بين 8-32% وهي نسبة عالية وليس لها تفسير واضح حتى الآن ولكن من المحتمل أن تكون ناتجة عن أسباب وراثية أو بيئية أو خلل في وظائف الجسم الأصفر أو وجود التهابات مزمنة وتليف بالرحم , ويحدث نفوق الأجنة المبكر عادة قبل الأسبوع السادس من الحمل وفي ذلك الوقت لا يلفت النظر لصغر حجم الجنين.
وقد تكون الطريقة التي يدار بها التناسل في الإبل أحياناً سبباً في تقليل نسبة الخصوبة فقد بينت بعض البحوث أن ما يقارب نصف النوق التي يتم تلقيحها لا توجد بها سوى حويصلات صغيرة غير ناضجة في المبيض . ومن أخطاء التربية أيضاً استخدام الفحول الكبيرة في موسم (التضريب) (التلقيح) أو عدم التأكد من اكتمال عملية الجماع والإيلاج الكامل للقضيب.
يتطلب التشخيص السليم لمشكلة تكرار الشياع معرفة التاريخ المرضي للناقة والتأكد من سلامتها وخلوها من العيوب والتشوهات وذلك بإجراء كشف اكلينيكي عليها بواسطة الجس المستقيمي أو بواسطة الموجات الفوق صوتية وفحص المهبل والفحص الميكروبيولوجي لمسحات من الرحم والمهبل . ويجب كذلك التحقق من وجود حويصلات ناضجة في مبيض الناقة. ويشتمل تقييم الناقة أيضاً على تقدير نسبة هرمون بروجسترون في بلازما الدم بعد 7-8 أيام من التلقيح للتأكد من حدوث تبويض ونشوء جسم أصفر نشط.