رد: شروط لا اله الا الله
أما إذا انقطعت به الأسباب وانسدت في وجهه الأبواب
ولم يتمكن من معرفة ما نزل في الكتاب
بعد الطلب والبحث والسؤال
ولم يعص الله فيما قال
( فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )
(النحل: من الآية43)
فهو باتفاق معذور بجهله
لا يؤاخذ على ذنبه لأن الجهل ليس من كسبه
بل هو من تقدير الله وفعله
وقد قال سبحانه وتعالي
( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حتى نَبْعَثَ رَسُولا )
أما الركن الثاني في الإيمان والقبول
بلا إله إلا الله
فهو عمل القلب
فصلاح الإنسان مبني على صلاح القلب
وصلاح القلب مبني إدراك العلم وتحصيله
ثم اعتقاد الحق وقبوله
فإن تظاهر الإنسان بالقبول في فعله
ولم يقبل الحق في قلبه
ظهر النوع الثاني من أنواع الكفر وهو كفر النفاق
فكفر النفاق ينشأ عن انتفاء عمل القلب
مع الإقرار باللسان
وانقياد الجوارح في ظاهر الإنسان
لقوله تعالى :
( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِاليَوْمِ الآخِرِ
وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ
وَالذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ
فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللهُ مَرَضًا
وَلهُمْ عَذَابٌ أَليمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ وَإِذَا قِيل لهُمْ
لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلحُونَ
أَلا إِنَّهُمْ هُمْ المُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ )
وقال تعالى
( إِنَّ المُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ
وَإِذَا قَامُوا إلي الصَّلاةِ قَامُوا كسالي
يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلا قَليلا )
وقال أيضا
( وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَل مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إ
ِلا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَبِرَسُولهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ
إِلا وَهُمْ كسالي وَلا يُنفِقُونَ إِلا وَهُمْ كَارِهُونَ )
وقال تعالى في إثبات كفرهم
ودوام عذابهم أبد الآبدين
( إِنَّ المُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَل مِنْ النَّارِ
وَلنْ تَجِدَ لهُمْ نَصِيرًا )
|