عرض مشاركة واحدة
قديم 19/3/2024, 11:42 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
محمود الاسكندرانى
كبير مشرفين المنتدى الاسلامى والبيت العائلى

الصورة الرمزية محمود الاسكندرانى

الملف الشخصي
رقم العضوية : 105086
تاريخ التسجيل : Jun 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة :
المشاركات : 2,398 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 271
قوة الترشيـح : محمود الاسكندرانى يسعي للتميزمحمود الاسكندرانى يسعي للتميزمحمود الاسكندرانى يسعي للتميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

محمود الاسكندرانى غير متصل

new إنزال المطر من أعظم الآيات الدالة على قدرة الله




اتقوا الله تعالى، وشكروه على نعمه الظاهرة والباطنة، كنتم إلى عهد قريب تتشوقون إلى نزول المطر، وتتشوقون إلى نزول المطر وتحتاجون إليه حاجة شديدة، حتى إن بعض الناس قد يأس من نزوله، فأنزله الله سبحانه وتعالى بمنَّه وكرمه، (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ* وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ* فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "عجب ربك من قنوط عباده وقرب غيره ينظر إليكم ازلين قنطين فيظل يضحك يعلم أن فرجكم قريب"، هكذا يا عباد الله كلما اشتد الأمر جاء الفرج من الله سبحانه وتعالى، فإنزال المطر من أعظم الآيات الدالة على قدرته، كما أنه من أعظم الآيات الدالة على رحمته، فواجب العباد على أن يشكروا الله سبحانه وتعالى، وأن يسألوه أن يبارك فيه، أن يجعله مباركاً منبتاً للكلأ، مروياً للعطش، فإنه ليست العبرة بنزولِ المطر فقط، فقد ينزل ولا يبارك فيه، ولا تكون له آثار، لأن الله سبحانه وتعالى يُسلبه، يُسلبه الآثار التي تترتب عليه عقوبةً لعباده، ولهذا يقول بعض السلف: (ليس الجدب ألا تمطروا، ولكن الجدب أن تمطروا، ثم تمطروا، ولا يبارك لكم)، فعلينا أن نشكر الله، وأن نسأله أن يجعل هذا الغيث مباركاً، ويُتابعه على المسلمين بالنزول والبركة، فإنه سبحانه وتعالى على كل شيء قدير، وهو أرحم الراحمين، ولكنَّا ذنوب العباد هي التي تحول بينهم وبين رحمة الله، ولولا عفو الله سبحانه وتعالى وحلمه، لرأيتم أشد من ذلك (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً).

إن هذا المطر الذي يُنزله الله من أعظم آياته الدالة على قدرته سبحانه وتعالى، فهو الذي يمشيه، وهو الذي يُسوقه، وهو الذي يُنزله، وهو الذي يُبارك فيه، فلنعلق آمالنا بالله سبحانه وتعالى دائماً وأبدا، وإن كان هذا المطر قد حصل منه ضررٌ على بعض البلاد القريبة، فإن ذلك من أعظم المواعظ لنا، ونسأله سبحانه وتعالى أن يخفف عن أخواننا ما أصابهم، فإن الله سبحانه وتعالى قد يحول النعمة إلى نقمة، ويُحول هذا الغيث إلى غضب، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أقبل السحاب عُرُفَ في وجه الخوف من الله عز وجل، وصار يدخل ويخرج حتى ينزل المطر، عند ذلك يُسرى عنه صلى الله عليه وسلم، وكان إذا كثر المطر، وظهر منه الضرر يدعوا الله سبحانه وتعالى، يدعوه بأن يرفعه عنهم إلى أماكن أخرى محتاجة إليه فيقول: "اللهم على الضراب والآكام وبطون الأودية ومنابت الشجر، اللهم حوالينا ولا علينا"، وكان صلى الله عليه وسلم إذا نزل المطر يقول: "اللهم اجعله صيباً نافعا مُطرنا بفضل الله وبرحمته"، وهكذا المسلم، وهكذا المسلم لا يكون غافلاً عن آيات الله سبحانه، ولا يكون مُعرضاً عن ذكر الله، ولا يكون آمناً من العذاب، ومن العقوبة، بل يكون دائماً بين الخوف والرجاء، ويُكثر من الدعاء، ويُكثر من الاستغفار، هكذا يكون المسلمون، هكذا يكون المسلمون، ولما سُئل صلى الله عليه وسلم عما يصيبه عند إقبال السحاب من الخوف، قال: "وما يِؤمنني وقد أهلك الله به أمة من الأمم"، أهلكهم بالغرق بالمطر كما حصل لقوم نوح، فعلى المسلمين ألا تمر بهم هذه العبر، وهذه الآيات وهم في غفلة معرضون، ثم من الناس هداهم الله من يتخذ نزول المطر وسيلة للخروج للبراري وهذا لا مانع منه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج إلى الأودية، ويغتسل منها، وإذا نزل المطر يكشف عن جسمه الشريف ليصيبه المطر ليناله من بركته، لأنه ماء مبارك فلا مانع من الخروج للنُزهة، وللاعتبار بآيات الله سبحانه وتعالى، ولشكر الله، أما أن يتخذ هذا للغفلة عن ذكر الله وللمرح والأشر والبطر، وتضييع الصلاة، فهذا من كفران النعمة، ولا حول ولا قوة إلا بالله .

فاتقوا الله عباد الله، وشكروه على نعمه، وخافوا من نقمه، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ)، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (أَفَرَأَيْتُمْ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ* أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنْ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ* لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلا تَشْكُرُونَ)، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من البيان والذكر الحكيم،
اللهم اجعلنا من أهل القرآن، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار يا رحمن، اللهم بارِكْ لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

توقيع » محمود الاسكندرانى

 

  رد مع اقتباس