كيف تـُـعرَف معادن الرجال ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف تـُـعرَف معادن الرجال ؟
قد نُسأل عن شخصٍ ما إن كنا نعرفه ، وذلك لقضية دنيوية ؛ كزواج أو وظيفة أو أمانة أو غيرها من الأمور ، وبعضنا قد يستعجل بالجواب بأنه يعرفه ، وقد يُزَكِّيه ويُثني عليه ، ويشهد له بالعدالة ؛ لأنه جاره أو قريبه أو صديقه ، وقد لا يدري ماهية الشروط التي يجب أن تتوفر فيه لتعديل الشخص المَعني ، فيحكم عليه من مبدأ حسن الظن بأخيه المسلم فقط،
وهذا لا يكفي لتعديل شخصٍ ما ، فالشهادة على شخصٍ ما أمانة ، قد يتوقّف عليها مصالح العباد ، فيجب التروّي في الجواب عن السؤال ، بل والاعتذار عن الجواب عنه إن لم تتوفر فيه شروط التعديل ، لكي لا يؤدّي إلى مفسدة.
وقد ورد أثرٌ عن سيّدنا عمر رضي الله عنه يبيّن لنا الشروط التي يجب توفرها في الشخص لتعديل شخصٍ ما ، فعن خرشة بن الحر قال : شهد رجلٌ عند عمر بن الخطاب، فقال له عمر: إني لستُ أعرفك ، ولا يضرّك أني لا أعرفك ، فائتني بمن يعرفك . فقال رجل : أنا أعرفه يا أمير المؤمنين . قال عمر: بأيّ شيءٍ تعرفه ؟ فقال : بالعدالة . قال عمر: هو جارك الأدنى تعرف ليله ونهاره ومدخله ومخرجه ؟
قال: لا . قال عمر: فعامَلَك بالدرهم والدينار الذي يُستَدلّ به على الورع ؟ قال: لا . قال عمر: فصاحَبَك في السفر الذي يُستَدَلّ به على مكارم الأخلاق ؟ قال: لا . قال عمر : فلستَ تعرفه ! ثم قال عمر للرجل: ائتني بمن يعرفك . رواه البيهقي في السنن الكبير ( 10/ 125 ) ، وصححه الألباني في إرواء الغليل ( 2637 ).
|