عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 8/7/2016, 09:19 PM
 
mohamed_t
نجم اقسام الصيانه

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  mohamed_t غير متصل  
الملف الشخصي
رقم العضوية : 349855
تاريخ التسجيل : Sep 2013
العمـر :
الـجنـس :
الدولـة :
المشاركـات : 1,610 [+]
آخــر تواجـد : ()
عدد الـنقـاط : 131
قوة التـرشيـح : mohamed_t يستاهل التقييمmohamed_t يستاهل التقييم
افتراضي قصيدة النثر و قصيدة التفعيلة

قصيدة النثر وقصيدة التفعيلة :
___________________

لم يكن الفرق بين قصيدة النثر وقصيدة التفعيلة التي سبقتها إلى الوجود فرقا في البناء الخارجي، أو فرقا في الدرجة، لا ولا في حضور الوزن وعدم حضوره،
وإنما يكمن في أعمق من ذلك. إنه فرق في لاحقية الشكل، وأولوية التجربة الشعرية على البناء، ورفض البناء على نمط واحد يتكرر. فقصيدة التفعيلة بعد سنوات معدودة نحت نحو التقعيد خصوصا مع نازك الملائكة،
.
وسنت لنفسها حرية مقيدة تتنفس داخلها، وأشكالا بنائية تتكرر في كل قصيدة. أما قصيدة النثر، فقد فتحت باب التجريب كليا، ونفت كل القوانين،
ودفعت بالتجربة إلى أمامية القول. وتميز فيها سوزان برنارد بين قطبين: قطب الهدم وقطب البناء.
والمصطلح نفسه يوحي بهذا التعارض الثنائي، فمصطلح قصيدة يعني البناء والتنظيم،

.
ومصطلح نثر يعني الهدم والاسترسال في الكلام دون اعتبار لأي بناء فني. من هنا، ففي كل قصيدة نثر قوتان:قوة فوضوية هدامة تعمل على نفي الأشكال القائمة وتخطيها، وقوة منظمة تنزع إلى بناء كل شعري.

فالبعد النثري تمرد ضد كل الأشكال، والبعد الشعري سعي إلى البناء. وقد ميزت سوزان برنارد بين نوعين من قصيدة النثر حسب هيمنة هذه القوة أو تلك، النوع الأول : القصيدة الشكلية، ومثلت لها بقصائد الوازوس برتراند، والنوع الثاني: القصيدة الفوضوية، ومثلت له بإشراقات رامبو..
.
والملاحظ أن الكتابات العربية لم تميز بين قصيدتين، وإنما تحدثت عن قصيدة نثر واحدة تتأرجح بين الهدم والبناء، إلا أنه في ما يبدو نظريا يهيمن على تفكير أدونيس النوع الشكلي، في حين يهيمن على تفكير أنسي الحاج النوع الفوضوي.

.
2 ـ حضور القصيدة الشكلية في قصيدة النثر العربية: يقول أدونيس:"
أما قصيدة النثر فذات شكل قبل أي شيء، ذات وحدة مغلقة، هي دائرة أو شبه دائرة لا خط مستقيم،
هي مجموعة علائق تنتظم في شبكة كثيفة ذات تقنية محددة وبناء تركيبي موحد منتظم الأجزاء متوازن، تهيمن عليه إرادة الوعي التي تراقب التجربة الشعرية وتقودها وتوجهها،

إن قصيدة النثر تتبلور قبل أن تكون نثرا، أي أنها وحدة عضوية وكثافة وتوتر قبل أن تكون جملا وكلمات.".
.
واضح من هذا القول حضور الشكل والنظام في قصيدة النثر كما نظر لها أدونيس، فهي ذات بنية دائرية، وهذه البنية تنبني أساسا على التكرار بمختلف أشكاله وأنواعه. وقد حصرت سوزان برنارد ـ المرجع النظري الوحيد لقصيدة النثر العربية ـ أنواعه التي وظفها الشعر الفرنسي في أربعة أنواع:

ـ إعادة اللازمة عبر مسافات منتظمة لجعل الثابت محسوسا.
ـ تكرار بداية الجملة في النهاية لإغلاق القصيدة وتدويرها .
ـ تكرار الكلمات والانطباعات لاسيما في بداية المقاطع أو نهايتها.
ـ تكرار الأصوات .
ويرى أدونيس أن هذا الشكل الجديد ينبني على الجملة اللغوية بوصفها وحدة لغوية صغرى بدل البيت أو التفعيلة التي بنيت عليه الأشكال السابقة.

وتتميز هذه الوحدة المتموجة بتنوعها حسب التجربة، فهناك الجملة النافرة المتضادة المفاجئة للتعبير عن الصدمة، والجملة الموجية للتعبير عن الحلم والرؤيا، والجملة الغنائية للتعبير عن الألم والفرح والمشاعر الكثيفة.
.
وتستمد قصيدة النثر عند أدونيس إيقاعها من طريقة بناء الجملة، " وهو إيقاع متنوع يتجلى في التوازي والتكرار والنبرة والصوت وحروف المد وتزاوج الحروف وغيرها. وبذلك تفرض على النثر هيكلا منظما ، وتدخل الحياة والزمن في أشكال دائرية .
توقيع » mohamed_t
إن قليلا من الزمن يخصص كل يوم
لتنفيذ شئ معين قد يغير مجرى الحياة
و يجعلها أفضل مما نظن و أرقى مما نتخيل ..
و إننى أؤمن بأن السعادة تكمن
فى متعة الإنجاز
و نشوة المجهود المضنى ..

 

مواضيعيردودي
 
من مواضيعي في المنتدي

رد مع اقتباس