معاملة أهل الكتاب و أهل الذمة ...
معاملة أهل الكتاب و أهل الذمة
يقول الله عز وجل في كتابه العزيز
لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين
ولم يخرجوكم من دياركم
أن تبروهم وتقسطوا إليهم
إن الله يحب المقسطين
سورة الممتحنة
أجازت الشريعة الإسلامية معاملة أهل الكتاب
فأباحت أكل ذبائحهم
(الجائز أكلها في شريعتنا)
وأجازت نكاح نسائهم والبيع والشراء لهم
وكذلك القسط والبر والإحسان
إليهم ما داموا غير محاربين
ولذلك لا مانع من تهنئتهم بأعيادهم
دون أن نشاركهم
في الاحتفالات التي لا تقرها شريعتنا
فالآية اخوانى الافاضل
لم ترغب في العدل والإقساط فحسب
إلى غير المسلمين
الذين لم يقاتلوا المسلمين في الدين
ولم يخرجوهم من ديارهم
أي أولئك الذين لا حرب ولا عداوة
بينهم وبين المسلمين
بل رغبت أيضا في برهم والإحسان إليهم
والبر كلمة جامعة لمعاني الخير
والتوسع فيه فهو أمر فوق العدل
وهي الكلمة التي يعبر بها المسلمون
عن أوجب الحقوق البشرية عليهم
وذلك هو (بر) الوالدين
وقد رغبت الأية في ذلك لقوله تعالى
"إن الله يحب المقسطين"
والمؤمن يسعى دائما إلى تحقيق
ما يحبه الله
ولا ينفي معنى الترغيب والطلب
في الآية أنها جاءت بلفظ
"لا ينهاكم الله"
فهذا التعبير قُصد به نفي ما كان
عالقا بالأذهان وما يزال
إن المخالف في الدين لا يستحق
برا ولا قسطا
ولا مودة ولا حسن عشرة
فبين الله تعالى أنه لا ينْهَى المؤمنين
عن ذلك مع كل المخالفين لهم
بل مع المحاربين لهم العادين عليهم.
ويشبه هذا التعبير قوله تعالى
في شأن الصفا والمروة
لما تحرج بعض الناس من الطواف بهما
لبعض ملابسات كانت في الجاهلية
"فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا"
(البقرة: 158)
فنفى الجناح لإزالة ذلك الوهم
وإن كان الطواف بهما واجبا من شعائر الحج.
التعديل الأخير تم بواسطة مدحت الجزيرة ; 19/10/2016 الساعة 05:13 AM
|