عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18/7/2010, 08:09 PM
الصورة الرمزية كريم ستالايت
 
كريم ستالايت
مـهـند س مـحـتـرف

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  كريم ستالايت غير متصل  
الملف الشخصي
رقم العضوية : 218513
تاريخ التسجيل : Mar 2010
العمـر : 32
الـجنـس :
الدولـة :
المشاركـات : 1,395 [+]
آخــر تواجـد : ()
عدد الـنقـاط : 71
قوة التـرشيـح : كريم ستالايت يستاهل التقييم
افتراضي الهدى النبوي فى تحريم الميسر

قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [سورة المائدة: الآية 90].

وقال الله تعالى : (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ([ سورة البقرة : 219]

والميسر أي القمار: مأخوذ من اليسر والسهولة لأنه كسب بلا جهد ولا مشقة (1) قال مجاهد : كل القمار من الميسر حتى لعب الصبيان بالخرز وكان قمار العرب في الجاهلية بالأقداح أو الأزلام وكانت عشرة ، سبعة يكتب على كل واحد منها نصيب معلوم وثلاثة غفل لا نصيب لها ، وكانوا يشترون جزوراً وينحرونه ثم يقسمونه أقساماً، ويجعلون الأقداح في كيس يحركها شخص ثقة ثم يدخل يده فيخرج من الأقداح فمن خرج له قدحاً من ذوات الأنصباء أخذ نصيبه ، ومن خرج له قدحاً مما لا نصيب له قدحاً من ذوات الأنصباء أخذ نصيبه ، ومن خرج له قدحاً مما لا نصيب له لم يأخذ شيئاً وغرم ثمن الجزور كله ، وكانوا يدفعون من لم يشترك معهم . وذكر العلماء أن المخاطرة (الرهان ) من القمار إذ نقلوا عن ابن عباس : المخاطر قمار ، وإن أهل الجاهلية كانوا يخاطرون على المال والزواج .وقال علي بن أبي طالب : كل شيء فيه قمار من نرد وشطرنج فهو الميسر حتى لعب الصبيان بالجوز "
.

ويجمل د. وهبة الزحيلي أنواع الميسر فيقول : " وكل لعب فيه غرم بلا عوض وفيه استيلاء على أموال الناس بغير حق ولا جهد معقول فهو حرام فالميسر أو القمار ولعب الموائد (بالورق وغيره ) وأوراق اليانصيب كل ذلك حرام لما فيه من إضاعة المال أو الكسب من غير طريق شرعي ولاشتماله على أضرار كثيرة مدمرة للجماعة والأفراد ".



أضرار القمار :

ذكر القرآن للميسر أضراراً واضحة وهي أنه يورث العداوة والبغضاء ويصد عن ذكر الله ، ومنها إفساد التربية بتعويد النفس على الكسل وانتظار الرزق من الأسباب الطبيعية وإهمال المقامرين للزراعة والصناعة والتجارة وهي أركان العمران . ومنها إفلاس المقامر وتخريب البيوت فجأة بالانتقال من الغنى إلى الفقر في ساعة واحدة . فكم من ثروة بددت في ليلة من الليالي .


ويرى د. أحمد شوكت الشطي أن القمار كان ولا يزال آفة كل عصر ومضاره لا تقف عند حد ، فحب القمار إذا تمكن من فرد دفعه إلى إهمال عمله نفسية المقامر غريبة ، فهو لا يتردد إذا قل ماله عن الاستدانة لا بل عن الاستجداء ، يهون عليه في سبيل القمار كل شيء ، فيهمل بيته وزوجته وولده ،وقد لا يخشى في نزوة لعبة الفضيحة ولا العار . وإنني أعتقد أن كلامي هذا قلما ينفع المقامر المدمن لأن عقله ضال ، لكني أسوقه إلى اللاعبين المتسلين كي أحذرهم لأن اللهو بالقمار يؤدي إلى إدمانه فمن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه .

ويتابع د. الشطي فيقول : قد يتصور أن لا صلة بين القمار والصحة والواقع أن صحة الإنسان تتأذى جداً بالقمار ويختلف ضرره حسب عمر المقامر : فعند الشباب ينهكهم السهر وكثرة الانفعالات النفسية ، فتتوتر أعصابهم وتضعف وينحبس الدم في الدماغ مما يؤدي إلى الأرق والهزال والخور والصدمات العصبية واليأس وقد ينتهي إلى الانتحار أو يبتلى بالهزال الشديد وسوء الحالة العامة ومظهر شيخوخي مبكر جداً .

ونظراً لأن الكهولة أقل مقاومة للأمراض فإن تأثير القمار عليهم أشد .

وإذا كانت الانفعالات النفسية عندهم أقل ، فإن أمراض فساد التغذية أو سوء الاستقلاب فيهم كثيرة كالنقرس والسكري والرثية المزمنة وغير ذلك من الأمراض التي يساعد القمار على توليدها وجعلها شديدة وخطيرة .

ويزيد ضرر القمار على الشيوخ أكثر وأكثر لأنهم مصابون في الأغلب بجفاف في العروق وقصور في الكبد والكلى ، وكثيراً ما يؤدي السهر والانفعالات النفسية والتوتر العصبي بسبب القمار إلى تمزق عروقهم " انفجار في الأوعية الدماغية " فجأة وإصابتهم بشلل مميت أو فالج شقي خطر .

والشيوخ من المقامرين يعرفون ذلك فيستصحب من كان منهم ذو سعة طبيباً ليدرأ عنه الخطر ولكن أكثرهم يلقى حتفه فوق الموائد الخضراء وغير مأسوف عليه .

وقد صنف خبراء منظمة الصحة العالمية الهوس بالقمار مع أمراض الإدمان عام 1994 ، ويحقق مشفى دانمركي اليوم بعض النجاح في معالجة إدمان القمار الذي أصبح مشكلة اجتماعية متفاقمة في الدانمرك .ووجد الباحثون في المشفى أن عدم التوازن في مادتي الدوبامين والنور أدرينالين في الدماغ المصابين بهوس القمار هو الذي يؤدي إلى هذه الحالة . ولأن توازن هاتين المادتين هو الذي يساعد في التغلب على الاكتئاب المرافق . كما ثبت أن الإصابة بهوس القمار تؤدي إلى الخراب الاقتصادي والطلاق والانتحار .

وصدق الله القائل في الخمر والميسر ( وإثمهما أكبر من نفعهما ) فالحمد لله على نعمة الإسلام وجعلنا ممن يتمسك بهديه لنحقق سعادة الدنيا والآخرة إنه سميع مجيب .

بقلم : الدكتور الطبيب محمد نزار الدقر اختصاصي بالأمراض الجلدية والتناسلية والعلاج التجميلي دكتور "فلسفة " في العلوم الطبية.


مراجع البحث :

1. التفسير المنير : د. وهبة الزحيلي.

2. جامع الأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم لابن الأثير الجزري .

3. بين الطب والاسلام : د. حامد الغوابي 1967

4. آراء في القمار وما يجلبه من مضار وعار : د. أحمد شوكت الشطي ، حضارة الاسلام 1979.

5. علاج إدمان القمار : خبر طبي نشرته جريدة تشرين الدمشقية في عددها الصارد في 13شباط 1995.
تقبلو تحياتى (كريم ستالايت) وكل عام وانتم بخير
رد مع اقتباس