رد: الأدب العربي في العصر الجاهلي
سجع الكهان
والكهّان عند العرب طائفة ذات قداسة دينية
وسلطان كبير لدى القبائل
شأنهم شأن الحكام في المنافرات
وكانوا يزعمون الاطلاع على الغيب
وأن لكل منهم رئيّاً
أي صاحباً من الجن
يعرف الكاهن عن طريقه ما سيكون من أمور
وكان الناس يتوافدون على هؤلاء
الكُهّان من مختلف الجهات
فيحكمونهم في منازعاتهم
ويستشيرونهم في أمورهم الخاصة
وما يزمعونه من أعمال
أو ما يرونه في منامهم من أحلام
وكانوا يستخدمون في أحكامهم وأقوالهم
ضرباً من النثر المسجوع عرفوا به
وقد ظهر في العرب عدد من هؤلاء الكهان
وفيهم من كانوا حكاماً في المنافرات أيضاً
ومنهم
سطيح الذئبي
وشق الأنماري وسلمة ابن أبي حيّة
المشهور باسم عُزّى سلمة وعوف الأسدي
بل كان فيهم نساء كاهنات أيضاً
من أمثال
فاطمة الخثعمية وطريفة اليمينية وزبراء.
ويلاحظ في نصوص الكهان
أنها تحمل طابع التكلف الشديد
في سجعها ولهذا لا يطمأن إليها كلها
فربما شاب بعضها الوضع والنحل
وربما كان بعضها محفوظاً صحيحاً
لقصره وإيجازه
ومن خصائص أسجاع الكهان
أنها في جملتها كلام عام
لا يرشد السامع إلى حقائق جلية
وإنما يضعه في الغموض والإبهام
باصطناع السجع والإيماء
وقصر الجمل لإلهاء السامع
عن تتبع ما يلقى إليه من الأخبار العربية
وجعله في حالة نفسية مضطربة
تساعد الكاهن على الوصول إلى ما يريد
بكل سهولة ويسر ويكون المخاطب
بتلك الإشارات الغامضة والألفاظ المبهمة
والأقسام المؤكدة والأسجاع المنمقة
مستعداً لقبول كل ما يقال له
بلا جدال أو اعتراض
وتأويل ما يسمعه بحسب حالته ومدى فهمه
نكمل بكره
ان شاء الله
تحيتى
|