رد: الأدب العربي في العصر الجاهلي
المنافرات
وهي مفاخرات كانت تحدث بين اثنين
أو أكثر من سادة العرب وأشرافهم
وفيها يشيد كل من المتفاخرين
بحسبه ونسبه ومجده وسجاياه
أمام حكم من أشراف العرب أو كهانهم
ليكون له القول الفصل
في تفضيل أحد الطرفين على الآخر
ولكن الحكم يسعى في كثير من الأحيان
إلى الصلح بين المتنافرين تفادياً للشر
ويتحاشى الحكم لأحدهما على الآخر
ويلقي عليهم كلاماً بليغاً
يدعوهما فيه إلى السلام والصفاء
ومن ذلك ما كان من هرم ابن قطبة الفزاري
حين تنافر إليه عامر بن الطفيل
وعلقمة بن علاثة بعد أن اشتد النزاع بينهما
فجعل هرم يطاولهما ويمهد للصلح بينهما
حتى قال لهما أخيراً
«أنتما كركبتي البعير
تقعان إلى الأرض معاً وتقومان معاً»
فرضيا بقوله وانصرف كل منهما إلى قومه
واشتهر من هؤلاء الحكام أيضاً
ربيعة بن حذار والأقرع ابن حابس
ونفيل بن عبد العزى وهاشم بن عبد مناف.
وربما جرت المنافرة بين قبيلتين
كربيعة ومضر أو قيس وتميم
وهذا ما يحيل المنافرة إلى صورة من صور الخطابة
إذ يقف كل سيد ليعدد مآثر قومه أمام الحكم
بحضور سادة القبائل وأشرافها
ويحاول التأثير في السامعين ليحوز الإعجاب
والحكم له بالغلبة على خصمه
وإذا فصل الحكم بين المتنافرين
سجع في كلامه حيناً وأرسله حيناً آخر
وهو يحرص على السجع والقسم
ولاسيما إذا كان من الكهان
نكمل بكره
ان شاء الله
تحيتى
|