الموضوع: شيطان المخدرات
عرض مشاركة واحدة
قديم 7/2/2023, 08:55 AM   رقم المشاركة : ( 4 )
محمود الاسكندرانى
كبير مشرفين المنتدى الاسلامى والبيت العائلى

الصورة الرمزية محمود الاسكندرانى

الملف الشخصي
رقم العضوية : 105086
تاريخ التسجيل : Jun 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة :
المشاركات : 2,398 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 271
قوة الترشيـح : محمود الاسكندرانى يسعي للتميزمحمود الاسكندرانى يسعي للتميزمحمود الاسكندرانى يسعي للتميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

محمود الاسكندرانى غير متصل

new شيطان المخدرات





طَريقٌ مُظلِمٌ، ومُستَقبلٌ مُؤلمٌ، الداخلُ فيه مَفقودٌ، والخَارجُ مِنهُ مَولودٌ، مَن خَرجَ مِنهُ جَاءَ بالنَّذيرِ والتَّحذيرِ، وأَخبرَ بِأحداثٍ تُشبهُ الأَساطيرَ، كَمْ أَفقَرتْ مِن غِنىً، وأَذلَتْ مِن عِزٍّ، وَسَلَبَتْ مِن نِعمَةٍ، وجَلَبَتْ مِن نِقمَةٍ، كَمْ في البُيوتِ فِيهِ من أَخبارٍ حَزينةٍ، وكَم في الصُّدورِ فيه من أَسرارٍ دَفينةٍ، كَمْ ضَاعَ فيهِ مِن كِبارٍ وصِغارٍ وشَبابٍ وفَتياتٍ، وكَمْ تَحَولَّتْ فِيهِ أُسَرٌ من بَعدِ الاجتماعِ إلى الشَّتاتِ، إنَّها المُخدراتُ وما أدراكَ ما المُخدراتُ.

إنَّ الأرقامَ المُخيفةُ التي تُعلنُ عنها الدَّولةُ في مَضبوطاتِ المُخدِراتِ، والطُرقُ الاحترافيةُ التي يتمُّ تهريبُها بها، يجعلُنا نشعرُ بأنَّ لَهَا سُوقاً رائجةً، وزبائنَ كَثيرةً، والأعظمُ مِنْ ذَلكَ أَنَّ خَلفَ هَذهِ المؤامرةِ أَعداءٌ للعَقيدةِ والدِّينِ، لا يُريدونَ لشبابِ الأمةِ خَيْراً ولا فَلاحاً، ولا لأبناءِ الوَطنِ نُهُوضاً ولا نَجَاحاً، فكَيفُ تُفلحُ أُمَّةٌ أو بِلادٌ وتَصِلُ إلى المُنافسةِ في التَّطَورِ والرُّقيِّ، وشَبَابُها الذينَ هُم أَملُها غَائبٌ عَن الوَعيِّ.

واليَومَ يَخرجُ إلينا شَيطانُ المُخَدراتِ أو ما يُسمَّى بالشَّبُّو والكريستالِ والآيسِ وغَيرِها مِن الأسماءِ فَيُكملُ مَأساةَ الألَمِ، في أَعراضٍ غَريبةٍ، وسُرعةٍ عَجيبةٍ، يُرَكَّبُ اصطِناعياً كِيميائياً، فَيُحَوِّلُ الإنسانَ كائناً بِدَائياً.

والخَطيرُ أنَّهُ يُصنَّعُ مَحلِّياً، وأَرخَصُ سِعراً، ولَكِنَّهُ أفتَكُ خَطَراً، يُصابُ مَعَها المُتَعاطي بفِقدَانِ الوَزنِ والشَّهيةِ، وعَدمِ النَّومِ لفَتراتٍ طَويلةٍ، وحُدوثِ حَركةٍ لا إراديةٍ بالوَجهِ، ونَوباتِ غَضبٍ حَادةٍ، وتَقلبٍ مَزاجيٍّ، وهَلوَسةٍ سَمعيٍة وبَصريةٍ، وتَسوِّسٍ شَديدٍ بالأسنانِ وتَساقُطِها، وارتفاعٍ بِمعدلِ التَّنفسِ وضَرباتِ القَلبِ، وتَدميرٍ لخلايا المُخِ، وظُهورٍ لِعَلاماتِ الشَّيخوخةِ المُبَكرةِ، وارتكابِ سُلوكياتٍ وأَخلاقياتٍ شَائنةٍ، واقترافِ جَرائمَ مُروعةٍ، تَبدأُ مِن القَتلِ حتى لأقربِ النَّاسِ، وانتهاءً بالانتحارِ أو الجُنونِ والعِياذُ باللهِ -تَعالى-

فيا شبابَ الإسلامَ: مَن مِنكُم يُريدُ أن يَكونَ ذلكَ الكَائنَ الذي لا يَعرفُ لِلحياةِ طَعماً، ولا لِلسَّعادةِ رَسماً، فَنَصيحةٌ من قلبي الدَّاميِ إلى قلوبِكم الطَيَّبةِ الصَّادقةِ، الإسلامُ يحتاجُ إليكم ليستعيدَ قوَّتَه، ووطنُكم يُريدُكم ليُحفظَ أمنَه وسعادتَه، ومجتمَعُكم يُناديكم ليبنيَ حضارتَه ونهضتَه، إن أيامَكُم غَاليةٌ فلا تُفرِّطوا منها ولو بِدقيقةٍ، فارفَعوا أنفُسَكُم بالصَّالحاتِ، واجعلوا بينَكُم وبينَ اللهِ طَاعاتٍ، واجعلوا بينَكُم وبينَه خَلواتٍ، واجعلوا بينَكُم وبينَه دعواتٍ، واجعلوا بينَكُم وبينَه دمعاتٍ؛ فلا هدايةَ إلا عن طريقِه، ولا توفيقَ في الدُّنيا والآخرةِ إلا بسببِه، وهو يحبُّ التَّوابينَ ويُحبُّ المُتَطهرينَ.

اللهم اجعلنا من أهل القرآن، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار يا رحمن، اللهم بارِكْ لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

فضيلة الشيخ / هلال الهاجري
توقيع » محمود الاسكندرانى

 

  رد مع اقتباس