عرض مشاركة واحدة
قديم 25/8/2010, 06:32 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
المصرى للدش
مـهـند س فـعال

الصورة الرمزية المصرى للدش

الملف الشخصي
رقم العضوية : 180897
تاريخ التسجيل : Oct 2009
العمـر :
الجنـس :
الدولـة :
المشاركات : 217 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 19
قوة الترشيـح : المصرى للدش يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

المصرى للدش غير متصل

افتراضي رد: موسوعة نادى الزمالك

لجمهور الزمالك هتاف تقليدى يردده فى مباريات النادى ويعتقد الزملكاويون أن كثيرا ما يكون هتافهم سببا فى شحذ همم لاعبيهم وانتصارهم .. وهذا الهتاف هو : زامالك .. زامالك .. زامالك !
وهناك هتاف آخر تردده معظم الندية ولكنه خارج من نادى الزمالك فجمهوره هو صاحب هذا الهتاف المشهور " بص .. شوف .. حمادة بيعمل إيه " .. لما كان يفعله فى لاعبى الفريق المنافس من مكر وخبث فى خداعهم والتمويه فى لعب الكرة وما كان يظهره من فن وروعة فى الأداء وتمرير الكرة لزميل .. وعندما أعتزل حمادة إمام دخلت أسماء أخرى على هذا الهتاف !
وعندما يتجلى لاعبو الزمالك ويقدمون عرض جميلا يهتف جمهورهم .. " يا زمالك يا مدرسة .. لعب وفن وهندسة " .. إلى آخره مـن الهتافات التى تخرج مـن أفواه الجماهيـر " عفوية " فى لحظات الفرحة والسعادة !
وإذا تحدثنا عن جماهير الزمالك فلابد أن نذكر بالتقدير والعرفان جورج سعد الذى كانت علاقته بالنادى منذ عام 939 كعضو ثم أصبح كبيرا للمشجعين لارتباطه الوثيق بالنادى وأعضائه ولاعبيه ..
تكريم المعتزلين
ولعل نادى الزمالك من أوائل الأندية التى كرمت لاعبها بعد الاعتزال وإقامة مباريات خصص إيرادها للاعبين المعتزلين .. ولعله أول ناد تمكن من إحضار لاعب كرة عالمى كبير هو ساحر الكرة الإنجليزية ستانلى ماتيوز ليشترك مع فريق الزمالك فى تكريم لاعبه المرحوم رأفت عطية بعد اعتزاله .. وقد أمتع ماتيوز عشاق الكرة المصرية بما قدمه لهم من عظيم فنه وإعجازه فى كرة القدم .
كما فاز أحد لاعبى الزمالك وهو محمد رفاعى " الظهير الطائر " بالمركز الأول فى أول مسابقة لأحسن لاعب إجرتها " المساء " فى عام 960 .
اللون الأبيض لماذا ؟
اللون الأبيض .. هو اللون المميز للاعبى الزمالك فى مختلف اللعبات .. وقد اختار الزمالك اللون الأبيض بخطين حمراوين على الصدر .. لأنه لون السلام .. اللون الأحمر هو رمز الكفاح فى سبيل النصر .

أما إشارة " البادج " المميزة للنادى فهى عبارة عن رامى السهم فى زى فرعونى والسبب فى اختيار هذا الشعار هو أن رامى السهم كالنادى تماما كلاهما له هدف ، فرامى السهم يبغى إصابة الهدف ، وكذا النادى له هدف نبيل يبغى أيضا الوصول إليه .
والزى الفرعونى يدل على أن النادى يقع فى المنطقة التى كان فيها الفراعنة والتى بها آثارهم وهى الجيزة والى رواية اخرى
اذا تحدثنا عن تاريخ نادى الزمالك فمن الطبيعى أن يجرنا الحديث إلى اسم ارتبط ارتباطا كبيرا بهذا النادى منذ بدايته ايام كان يطلق عليه اسم المختلط انه المهندس محمد حسن حلمى الشهير باسم زامورا لكونه يمثل تاريخ هذا النادى العريق منذ ان كان حجرة واحدة إلى ان اصبح مؤسسة تربويه ضخمة لها مكانتها ليس فى عالم كرة القدم فقط بل ايضا فى الألعاب الرياضية الأخري
يحكى حلمى زامورا فى مذكراته قائلا :كانت البداية عندما كنت طالبا بمدرسة الخديوية وكانت هذه المدرسة متعهدة توريد اللاعبين لنادى المختلط وفى نفس الوقت كانت مدرسة السعيدية متعهدة لتوريد اللاعبين إلى النادى الأهلى ،وكان معى فى الخديوية من نجوم المختلط مختار فوزى ومصطفى كامل طه ومحمد لطيف وابراهيم نجم الدين وسعيد الحضرى .. وفى يوم من الأيام اخذونى معهم إلى المختلط لكى أوقع له وكان توقيعى هذا هو أول وأخر توقيع وقعته فى حياتى كلها لكل الأندية ولا يزال هو نفس التوقيع الموجود حاليا فى اتحاد كرة القدم ورغم ان اسم النادى تغير ثلاث مرات الا أن توقيعى لم يتغير وذلك لان حب النادى فى دمائى وأعصابى ولم تتغير فى لحظة من اللحظات رغم أن موسم الانتقالات كان سنويا بما فيه الاغراءات التى لم تكن لتجاوز حد الاغراء المادى فقد كان رمزيا لا يكاد يذكر
بدأت حياتى فى نادى الزمالك "المختلط" سنه 927 اذن ، ولم تأت سنه929 الا وكنت لاعبا مثبتا فى الفريق الثانى للنادى وكان اسمه "المختلط الجديد" ثم اصبح فيما بعد مقصورا على "الجديد" ولهذه التسمية الجديده قصه فقد كان الدورى دورى مناطق وكل منطقة تقيم الدورى الخاص بها بين انديتها من درجتين ..الدرجة الأولى للفرق الكبيرة والدرجه الثانية للفرق الصغيرة وكان لكل ناد كبير فريقين الاول يلعب فى الدرجة الأولى والثانى فى الدرجة الثانية ، وكانت أندية الدرجة الاولى فى القاهرة خمسة هى المختلط والأهلى والترسانة والسكة الحديد بصفة دائمة والبوليس أو اليونان بالتناوب لانهما كانا اضعف ناديين بين أندية الدرجة الأولى ، وكان النظام يقضى بهبوط الخامس فى ترتيب الدرجة الأولى الى الدرجة الثانية وصعود على أندية الدرجة الثانية وصعود الاول على أندية الدرجة الثانية إلى الدرجة الأولى فاذا ما هبط البوليس عاد ليفوز ببطولة الدرجة الثانية وعاد للأولى ، لأن اليونان يكون قد أصبح الخامس فى ترتيب الدرجة الأولى وهبط للثانية.. وهكذا يستمر الأمر بينهما صعودا وهبوطا إلى ان حدثت المفاجأة
لقد كسر المختلط الجديد "الفريق الثانى للمختلط " هذه القاعدة وفاز ببطولة الدرجة الثانية فى موسم3/932 فصعد للدرجة الأولى وبذلك أصبح للنادى المختلط فريقان فى دورى الدرجة الأولى ،فرئي أنت يقتصر اسم الفريق الثانى على كلمة "الجديد" بدلا من المختلط الجديد كما كان قبل صعوده
وكان فريق "الجديد" يضم فى تلك السنة المرحوم حسين الفار وابراهيم نجم الدين وعبد اللطيف سامى
إلى جانب شخصى المتواضع ،والعجيب أن فريقى النادى والجديد حين ضمهما دورى الدرجة الأولى لمنطقة القاهرة فى مسابقة واحدة كان التنافس بينهما شديدا بل عجيبا لدرجة أن كل منهما كان يستعد للقاء الأخر قبل موعد اللقاء بشهر كامل ، فلما حان اليوم كان اللقاء عنيفا بلغت حدته درجة احسها وانا أتذكرها الآن بنفس القدر الذى بلغته يوم المباراة منذ عشرات السنين
لقد سيطر "الجديد" على المباراة تماما لكى ينتهى الشوط الأول بالتعادل بعد أن لاح شبح الهزيمة أكثر من مرة أمام الفريق الكبير حدث كل هذا والمرحوم محمد حيدر"باشا" رئيس النادى فى المقصورة يكاد أن يجن خوفا على الفريق الكبير من أن يفقد نقطة او نقطتين مع الفريق الصغير للنادى نفسه،وقد يؤخره ذلك عن الفوز بالبطولة ، وجاءنا الرسل والإداريون فى فترة الاستراحه بين الشوطين وأخذوا يطلبون منا التهاون لافساح طريق الفوز أمام الفريق الكبير فى صيغة الأوامر والتعليمات لكننا رفضنا بشدة وتحولت التعليمات إلى نصائح ثم إلى رجاء والرفض منا على أشده فى كل هذه الحالات،واستمرت حساسية المباراة واستمر عنفها طوال الشوط الثانى حتى أن ترقوة اسماعيل رأفت كسرت "وطقت"عضلة لابراهيم حليم واستمرت "العصلجة" حتى الدقيقة الأخيرة حين استطاع الكبار أن يفوزوا علينا بهدف يتيم سجلوه فى تلك الدقيقة
لكن هذه المباراة جعلت النادى يفكر مرتين قبل حلول موعد المباراة بين الفريقين فى الدور الثانى كان لابد للفريق الكبير أن يهزمنا ليفوز بالبطولة، وانهزمنا فى هذه المرة بثمانية أهداف للاشيء ثم أصدر الاتحاد قرارا بألا يكون لأى ناد أكثر من فريق واحد فى المسابقة الواحدة ،فابتعد الجديد عن الدورى الكبير لكن اسمه ظل "الجديد" لم يعد ثانية إلى تسميته الأولى "المختلط الجديد" كما كان قبل صعوده إلى الدورى الكبير
والحقيقة أن النتائج التى حققها "الجديد" فى تلك السنة مع الفرق الكبيرة لأندية القاهرة أثناء اشتراكه معها فى دورى الدرجة الأولى كانت عجيبة بل مذهلة ..لقد تعادلنا مع الترسانه بنجومها الكبار على رياض وموسى العظم وأحمد منصور وكامل اندراوس، كما فاز علينا النادى الأهلى فى مباراة الدور الأخير مع صفارة النهاية ثم عدنا فهزمناه فى مباراة الدور الثانى 2- صفر وفزنا على السكة الحديد وكدنا نصل إلى حد المنافسة على البطولة !
ويستطرد حلمى زامورا فى رواية حكايته مع المختلط فيقول :أما الفريق الكبير "المختلط" فقد قدر لى ان اثبت فيه عام 934 فى المباراة الافتتاحية للموسم بين المختلط والترسانة عندما أصيب جميل الزبير جناح أيسر فريق المختلط الكبير بألم فى ركبته التى سبق وأن أجرى فيها عملية الكارتلدج،ولأنى كنت الجناح الأيسر للفريق الثانى "الجديد" ولأن المباراة كانت ودية مسموح فيها بالتغيير لعبت محله فى الشوط الثانى ..والمعروف أن جميل الزبير كان جناحا أيسر معجزة والحمد لله فقد وفقت وأديت شوطا جيدا لم يتردد بعده النادى فى تثبيتى جناحا أيسر للمختلط الكبير وفى سنة 935 لعبت جناحا أيسر لمنتخب القاهرة ثم لمنتخب مصر فى عام 942
ويواصل زامورا حديثه فيقول: لقد كان نادى الزمالك قبل سنة 952 أى زمالك ما قبل الثورة لم يكن يزيد على كون فريقا قويا للكرة ولم يكن النادى يستمد شخصيته واسمه الكبير من كيانه الخاص بقدر ما كان يقوم على شخصية رئيسه القوية واسمه اللماع فى الوسط الرياضى وسائر الأوساط الأخرى كان الزمالك يعنى حيدر ولا شيء أكثر لم يكن يتجاوز مبنى صغيرا مكونا من أربع حجرات "فيلا مثلا" أو شاليه وملعب لكرة القدم به حجرتان لخلع الملابس ومدرجات لا تتسع بكل درجاتها وفئاتها لأكثر من 6 ألاف مشاهد تتكون مدرجات الدرجة الأولى فيها من 4 درجات تعلوها تندة خشبية تعلوها مدرجات الدرجتين الثانية والثالثة من الطين ولا يفصله عن نادى الترسانة المجاور الا حاجز من الصفيح به باب صغير يوصل بين ملعبى الناديين كان
ملعبا يصلح بالكاد لمباريات فريق النادى المحلية
وفى يونيو 953 بدأنا فى اقامة مدرجات جديدة ونظرا لان خزينة النادى كانت خاوية فاضطررنا إلى بيع 20 شجرة كافور عمر كل منها لا يقل عن 25 سنة وفعلا بعنا هذه الشجرات العشرين بألف جنيه فقط ودفعناها للمقاول الحاج الطحاوى ليشرع فى بناء مدرجات الدرجة الاولى والدرجتين الثانية والثالثة أما باقى استحقاقه فقد تقاضاه بالتقسيط المريح جدا نظرا لزملكاويته وحبه لناديه وفعلا تم بناء المدرجات الجديدة فى ملعب الزمالك القديم فى شهر أغسطس حلم لم يصدقه احد ولا أنا نفسى !!
وعلى أثر انتهاء العمل فى هذه المدرجات بدأت ايرادات المباريات تزيد وبدأت المباريات الدولية تقام لأول مرة خارج ملعب النادى الأهلى ودعا الزمالك الأندية الأجنبية لمنازعتها على ملعبه ..لعبنا مع ردستار اليوغو سلافى وأوستريا النمساوى والهونفيد المجرى "واورا" الذى سمى دوكلا فيما بعد ولا أنسى أبدا أن اتحاد الكرة لما رأى منا هذا النشاط أعطانا ألف جنيه على سبيل القرض !
وبدأ عدد أعضاء النادى يتزايد فوصل إلى 400 عضو بعد أن كانوا 60 فقط ،ونظرا لأن قيمة اشتراك العضو خمسة جنيهات فقط وبالتالى كانت جملة الاشتراكات بالنسبة للاعضاء ألفى جنيه وهو مبلغ لا يفى بنفقات النادى بعد تطويره فبدأنا نفكر فى عام 955 بأن يكون للنادى رئيس غنى مالى يستطيع إعانة النادى بالفرق بين ايراداته ومصروفاته ليوازن الميزانية
وكان الدكتور محمود شوقى لم يزل رئيسا للنادى فى ذلك الوقت ولم يكن شرط "الغنى" متوفرا فيه وعرضنا الامر على الدكتور شوقى فى اخوة مخلصة فلم يمانع الرجل بل انه أبدى استعداده للبحث عن الرئيس المنشود ووافق فورا على أن يتنازل عن الرئاسة لأى شخصية مالية يقع عليها الاختيار من بعده للرئاسة مادام فى ذلك نفع للنادى.. وعرض اسم عبد الحميد الشواربى ولكنه بعد انتخابه بالتزكية رئيسا للنادى وبعد ان حضر جلسة واحدة لمجلس الادارة أرسل استقالته وعادت الرئاسة للدكتورشوقى ليقترح فى اجتماع مجلس الادارة الثانى اسم عبد اللطيف أبو رجيلة الذى أصبح رئيسا للنادى فى عام 955 لتبدأ نهضة الزمالك الحديثة
عرف قدماء المصريين كثيرا من انواع الرياضة .. فقد كان من أسس اختيار الفراعنة قبل توليهم الحكم ان يقطعوا جريا ماراثون يتسابقون فيه يطلقون عليه شوط القربان فى أعياد تولى الحكم و منهم زوسر مؤسس الاسرة الثالثة التى حكمت مصر خلال المدة من 2260 _ 2590 قبل الميلاد و ذلك واضح من الرسومات داخل هرمه المدرج فى سقارة ..و تمتاز اثار سقارة بصفة عامة و مقبرتا بتاح حتب و مرى روكا من الاسرة الخامسة التى حكمت مصر خلال المدة من 2470 _ 2320قبل الميلاد و بالعديد من الصور و الرسوم التى تبين ا العاب الصبية فى الملابطة و الملاكمة و العدو و الرماية و غيرها .
و تزخر اثارنا المصرية ا الخالدة برسومات تدل على انتشار الرياضة فى كل مكان.. و منذ فجر التاريخ و مصر هى درة العالم ..فضلها الله على سائر البلاد..و كما جاء عن التوراة فى الاصحاح العاشر أن اسم مصر مشتق من مصرايم حفيد نوح عليه السلام ولد سام .. و به سميت ارض مصر .. اى الارض التى نزل فيها مصرايم حفيد نوح الذى لجأ الى وادى النيل ..و اتخذ مصر مقرا له و لاولاده .
يؤكد عمر بن محمد بن يوسف الكندى فى كتابه "فضائل مصر " ان اسم مصر هو اسم حفيد نوح عليه السلام .. و يستند فى هذا الى ان عبدالله بن عباس قال دعا نوح عليه السلام ربه لولده و ولد ولده :مصر بن حسام بن نوح فقال داعيا الله : اللهم بارك فيه و فى ذريته و أسكنه الارض المباركة التى هى ام البلاد و غوث العباد و نهرها افضل انهار الدنيا و اجعل فيها افضل البركات و سخر له و لولده الارض و ذللها لهم و قوهم عليها .
( و ذكره أيضا ابن كثير فى كتابه البداية و النهاية ص 33 )
و ذكرها الله سبحانه و تعالى فى القرأن الكريم بقوله "و أوحينا الى موسى و أخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا و اجعلوا بيوتكم قبلة "
و قال عز و جل "أهبطوا مصر فان لكم ما سألتم ".
و لذلك اصبحت مصر ام الدنيا و هى كنانة الله فى الارض و الكنانة لغة هى ما يستر الشىء من جوانبه و الكنانة هى الجعبة الصغيرة من الجلد تحفظ فيها عيدان النضال او النيبال و تحمل عادة على الكتف .
--------------------
الزمالك و نهر النيل
--------------------
كلمة الزمالك تركية الاصل عرفها المصريون لاول مرة عندما اراد محمد على والى مصر و حاكمها فى النصف الاول من القرن التاسع عشر أن يقيم معسكرات لقيادات الجيش فى تلك الجزيرة التى تقع فى حضن نهر النيل و تتوسط القاهرة و تكون قريبة من الاسطول البحرى ..و ضم لتلك المعسكرات بعض أفراد الجيش الذين كانوا من المحافظات النائية .. و أطلق على تلك المعسكرات كلمة " الزمالك ".. و استمر الحال حتى اصبحت عامرة بالسكان و لجمال موقعها و سحرها تسابق عليها علية القوم طيلة القرن التاسع عشر حتى أطلق عليها حى الارستقراطيين ..و مع الايام حولتها اللهجة العامية من زملك الى زمالك ..و لأن الجغرافيا تصنع التاريخ ..فقد أكتسب الزمالك بفعل موقعه الذى تغير أكثر من مرة خصوصية شديدة لقربه من نهر النيل .
ظل نهر النيل عاملا حيويا فى جذب المصريين لوحدة واحدة .. فظهر ذلك واضحا فى تلاحم أعضائه , و أنه يقع فى مصر موقع القلب من الجسد .. فكان نادى الزمالك موقع القلب من الوطن , و انه واحة هادئة للجميع بدون عنصرية او تفرقة .. فكان الباب مفتوحا للجميع و لكل الطبقات , و انه مصدر الحياة لمصر بعطاء خالد .. فكان هو رافد أساسى لدعم شباب مصر .
و تعلم الزمالك أيضا ان الامواج قد تأتى عالية و لابد من راحة الصدر و النفس الطويل لأنه اذا فاض و ثار و هاج أحدث كارثة و تحول الى شلال محطم جارف . و تعلم الزمالك من تلك الدروس و أصبح صرحا رياضيا فريدا فى الشرق الأوسط و يدل على ذلك جولاته و بطولاته
------------------
تاريخ ميت عقبة
------------------
شاء القدر أن يقف نادى الزمالك على ارض تضرب جذورها فى أعماق فترات مجيدة من تاريخنا.. ترجع تسمية تلك المنطقة الى عقبة بن عامر بن عيسى بن عمرو بن عدى بن عمرو بن رفاعة بن مودود بن عدى بن غنم بن الربعة بن رشدان بن قيس بن جهينة الجهنى ..و تم أختصاره الى " عقبة بن الجهنى " و كان متعدد الكنايات و الأوصاف .. فكان يطلق عليه أبا حماد .. و قيل ابو عمر .. و قيل أبو سعاد و ذلك بعد هجرته الى المدينة المنورة ..كان عقبة بن عامر الجهنى من الأوائل الذين جاءوا الى مصر مع عمرو بن العاص عند فتح مصر فقد كان ابن العاص يحاصر الاسكندرية حيث تتمركز قوات الروم فى حصون قوية .. و توجه بن عامر الجهنى الى عمق مصر بقوات من المسلمين لتحريرها من قوات الروم أختبأت فى حصون قوية أقامها هرقل لصد الغزوات القادمة من الشرق .
كان ابن عامر الجهنى _كما يشهد بذلك سعيد بن يونس (و هو من الرواه الثقاة ) _ قارئا عالما بالفرائض و الفقه .. صحيح اللسان .. شاعرا و كاتبا .. و هو اخر من جمع القرأن ..
تولى عقبة بن عامر امارة مصر سنة 44 هجريا و كتب الى معاوية بن ابى سفيان يسأله ارضا فى قربه يبنى فيها منازل و مساكن .. فأمر له معاوية بألف ذراع فى محافظة الجيزة بمنطقة الدقى و كانت تعرف بأسم" منية عقبة " و كلمة منية لان ارضها كانت تقع فى ذلك الوقت على الشاطىء الغربى للنيل قبل تحوله للشرق .. ثم تحرفت الكلمة مع مرور الوقت حتى أصبحت ميت عقبة نسبة الى مؤسسها و منشأها . توفى عقبة بن عامر الجهنى سنة 58 هجريا و شاء القدر ان يتوفى فى الثامن من شعبان فى نفس يوم وفاة السيدة عائشة رضى الله عنها .. و تم دفنه بالأمام الليثى بالقرب من منطقة الامام والسيدة عائشة ومنطقة البساتين .
و ظل قبره محل عناية من الولاة حتى جاء صلاح الدين الأيوبى .. فقام بهدم المكان المقام على قبره و أنشأ قبة كبيرة تولاها الملوك من بعده بالتجديد و الترميم .
---------------
تاريخ فرعونى
---------------
و كأن الزمالك له تاريخ فرعونى لأن كلمة ميت (تعنى طريق بالفرعونية ) .. و هكذا أصبحت منطقة ميت عقبة متداخلة بين الجغرافيا و التاريخ ..لم يستطيع الزمالك الأنسلاخ من بيئته و ظل يتمحور فى تنقلاته حول نهر النيل .. و جمعت بيئته بين الأحياء الأرستقراطية مثل الزمالك و المهندسين .. و بين الأحياء الشعبية مثل ميت عقبة ..و الدليل على شعبيته انك ترى فيه بعض الأعضاء " المؤثرين " يحرصون على التواجد اليومى بالجلباب البلدى و الرأس تكسوها العمة البيضاء .. فى الوقت الذى يستحيل فيه تواجد هؤلاء الأعضاء بذلك الزى الوطنى فى أندية مماثلة كالجزيرة و الأهلى و هليوبلس و الشمس والاهلى.. والزمالك هو نموذج صغير من المجتمع المصرى..تجد فيه المدير وسائقه عضوين لهما مميزات واحدة لافرق بين غنى وفقير..أحيانا تتصاعد لغة الحوار داخل نادى الزمالك و تبدو للبعض انها كثيفة و محملة بالدخان ..لكنها فى الحقيقة لغة العقل الواحد فى الجسم الواحد .. لغة تفتح زراعيها للجميع بدون تعصب..لغة المجتمع المصرى فى صورة مصغرة .. أنها مثال حى على الديمقراطية و حرية الحوار قبل أتخاذ القرار.
--------------
الفكرة والبداية
---------------
مع نهاية القرن التاسع عشر رأت بعض القوى الوطنية و الجاليات الأجنبية ضرورة تأسيس بعض الأندية لتكون مقرا للتجمع و تبادل المشورة و الترفيه ..و تكون بالفعل بعضها مثل التوفيقية و الجزيرة .
صاحب ذلك القرار الذى اصدره محمد زكى باشا وزير المعارف عام 896 بأدخال مادة التربية البدنية كمادة أساسية فى المدارس على اختلاف درجاتها ..و هذا القرار كان له صدى طيب فى لفت الأنظار لتلك العلوم القادمة بجوار الدراسات الأدبية و العلمية .


  رد مع اقتباس