رد: معاملة أهل الكتاب و أهل الذمة ...
أهل الذمة
وهذه الوصايا المذكورة تشمل جميع أهل الكتاب
حيث كانوا غير أن المقيمين
في ظل دولة الإسلام منهم لهم وضع خاص
وهم الذين يسمون في اصطلاح المسلمين باسم
(أهل الذمة)
والذمة معناها العهد
وهي كلمة توحي بأن لهم عهد الله
وعهد رسوله وعهد جماعة المسلمين
أن يعيشوا في ظل الإسلام آمنين مطمئنين.
وهؤلاء بالتعبير الحديث
(مواطنون)
في الدولة الإسلامية
أجمع المسلمون منذ العصر الأول إلى اليوم
أن لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم
إلا ما هو من شؤون الدين والعقيدة
فإن الإسلام يتركهم وما يدينون.
وقد شدد النبي
صلى الله عليه وسلم
الوصية بأهل الذمة وتوعد كل مخالف لهذه الوصايا
بسخط الله وعذابه
فجاء في أحاديثه الكريمة
"من آذى ذميا فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله
من آذى ذميا فأنا خصمه ومن كنت خصمه
خصمته يوم القيامة من ظلم معاهدا
أو انتقصه حقا، أو كلفه فوق طاقته
أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس منه
فأنا حجيجه يوم القيامة".
وقد جرى خلفاء الرسول
صلى الله عليه وسلم
على رعاية هذه الحقوق والحرمات
لهؤلاء المواطنين من غير المسلمين
وأكد فقهاء الإسلام على اختلاف مذاهبهم
هذه الحقوق والحرمات.
قال الفقيه المالكي شهاب الدين القرافي
إن عقد الذمة يوجب حقوقا علينا
لأنهم في جوارنا وفي خفارتنا وذمتنا
وذمة الله تعالى
وذمة رسوله
صلى الله عليه وسلم ودين الإسلام
فمن اعتدى عليهم ولو بكلمة سوء
أو غيبة في عرض أحدهم
أو أي نوع من أنواع الأذية أو أعان على ذلك
فقد ضيع ذمة الله وذمة رسوله
صلى الله عليه وسلم وذمة دين الإسلام .
وقال ابن حزم الفقيه الظاهري
إن من كان في الذمة
وجاء أهل الحرب إلى بلادنا يقصدونه
وجب علينا أن نخرج لقتالهم
بالكراع والسلاح ونموت دون ذلك
صونا لمن هو في ذمة الله تعالى
وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم
فإن تسليمه دون ذلك إهمال لعقد الذمة.
|