[محمود البندراوى]

تعلمت


أن جرحي لا يؤلم أحدا في الوجود غيري

وان بكاء الناس من حولي .... لن يفيدني بشئ

وان أثمن الدموع وأصدقها ... هي التي تنزل بصمت دون أن يراها احد

تعلمت


أن افرح مع الناس .... وأن احزن وحدي

وأن دواء جراحي الوحيد ... هو رضائي بقدري

تعلمت


أن من راقب الناس ... مات كرها من الناس

وأن من حاسب الناس علي عواطفهم نحوه ... كان بينه وبينهم حبل مقطوع لا يربط ابدأ

تعلمت


أنني إذا كونت أريد الراحة في الحياة يجب أن اعتني بصحتي

وإذا كونت أريد السعادة يجب أن اعتني بأخلاقي وشكلي

وأنني إذا كونت أريد الخلود في الحياة يجب أن اعتني بعقلي

وإنني إذا كنت أريد كل ذلك يجب أن اعتنى أولا بديني

تعلمت


أن لا احتقر أحدا مهما كان

فقد يضعه الله موضع من تخشي فعاله ويرجي وصاله

وانه لولا المرض ... لافترست الصحة ما بقي من نوازع الرحمة لدي الإنسان

تعلمت


أن لكل إنسان عيب

وأن اخف العيوب .... مالا يكون له اثر سئ علي من حولنا

تعلمت


أن البيئة التي نشأنا فيها كونت شخصياتنا وأن أفكارنا وطموحنا

هي التي تعيد صناعة شخصياتنا وتغير من شكل حياتنا

تعلمت


أن الكثير منا كالأطفال

نكره الحق لأنه نتذوق مرارة دوائه ... ولا نفكر في حلاوة شفائه

ونحب الباطل لأننا نستلذ بطعمه ولا نبالي بسمة

تعلمت


أن جمال النفس يسعدنا ومن حولنا

وجمال الشكل يسعد من حولنا فقط

أن من علامة حسن الأخلاق ... أن تكون في بيتك أحسن الناس أخلاقا

تعلمت


أنه ربما كان الضحك دواء

والمرح شفاء

وقلة اللا مبالاة أحيانا منجاة

لمن أورثته الهموم والأعباء

وأنني حين أضيع نفسي ... أجدها في مناجاة الله

وحين افقد غايتي الجاء إلي كتاب الله

تعلمت


أن العاجز ... من يلجأ عند النكبات للشكوى

والحازم .... من يسرع إلي العمل

والمستقيم .... الذي لا يتغير مبادئه بتغير الظروف

والمتواضع .... الذي لا يزهو بنفسه في مواقف النصر

تعلمت


أنه لو كنا متوكلين علي الله حق التوكل لما قلقنا علي المستقبل

ولو كنا واثقين من رحمته تمام الثقة لما يئسنا من الفرج

ولو كنا موقنين بحكمته لما عتبنا عليه بقضاؤه وقدره

ولو كنا مطمئنين إلي عدالته لما شككنا في نهاية الظالمين

تعلمت

أن الحياة مدرسة تربويه

لو أحسن المهموم الاستفادة من همه

لكان نعمة لا نقمه .... فهل صحيح ما تعلمته