الموضوع: علاجِ الهموم
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 26/11/2020, 01:24 AM
الصورة الرمزية محمود الاسكندرانى
 
محمود الاسكندرانى
كبير مشرفين المنتدى الاسلامى والبيت العائلى

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  محمود الاسكندرانى غير متصل  
الملف الشخصي
رقم العضوية : 105086
تاريخ التسجيل : Jun 2008
العمـر :
الـجنـس :
الدولـة :
المشاركـات : 2,405 [+]
آخــر تواجـد : ()
عدد الـنقـاط : 271
قوة التـرشيـح : محمود الاسكندرانى يسعي للتميزمحمود الاسكندرانى يسعي للتميزمحمود الاسكندرانى يسعي للتميز
new علاجِ الهموم




إن علاجِ الهموم: أن يسْتَشْعرَ المسلمُ تكفيرَ الذنوبِ ورفعَ الدرجاتِ بهذه الهمومِ؛ كما قال -عليه الصلاة والسلام-: “ما يصيبُ المسلمَ نصَبٌ ولا وَصَبٌ ولا همٌّ ولا حزنٌ ولا أذى ولا غمٌ حتى الشوكةُ يُشاكُها إلّا كفَّر اللهُ بها من خطاياهُ” (رواه البخاري).
وفي روايةٍ لمسلمٍ قال: “ما يُصيبُ المؤمنَ مِن وَصَبٍ ولا نصَبٍ ولا سَقَمٍ“، يعني مرضٍ “ولا حَزنٍ حتى الهمَّ يُهِمَّه إلّا كفَّر اللهُ -تعالى- به من سيِّئاتهِ“.
يقول الإمامُ أحمدُ -رحمه الله تعالى-: “لولا المصائِبُ تنزلُ بنا لقَدِمنا يومَ القيامةِ مَفَاليسَ“.

ومن علاج الهموم: معرفةِ حقيقةِ الدنيا، وأنَّ متاعَها قليلٌ، وأنَّ اللذَّةَ فيها مُكَدَّرةٌ ولا تصفو لأحدٍ، إنْ أضحَكت قليلاً أبكَت طويلاً، وإن أعطَت يسيراً منعَت كثيراً، والمؤمن فيها محبوسٌ كما قال -صلى الله عليه وسلم-: “الدنيا سِجنُ المؤمنِ وجَنةُ الكافِر” (رواه مسلم).

وهيَ نَصبٌ وأذى وعناءٌ، فلا يستريحُ المؤمنُ منها إلّا إذا فارقَ الدنيا؛ كما في حديثِ أبي قتادةَ بنِ رِبْعِي -رضي الله عنه- أنَّه كانَ معَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- يوماً فمرَّت جنازةٌ فقال -صلى الله عليه وسلم-: “مُستَريحٌ ومُستَراحٌ منه“. قالوا: يا رسولَ الله ما المستريحُ والمستراحُ منه؟ قال: “العبدُ المؤمنُ يستريحُ من نَصَبِ الدنيا وأذاها إلى رحمةِ الله تعالى، والعبدُ الفاجرُ يستريحُ منه العبادُ، والبلادُ والشجرُ، والدَّوابُّ” (رواه البخاري).

ومن علاج الهموم: أن تقتديَ بالأنبياءِ في صبرهم على البلاءِ، قال -صلى الله عليه وسلم-: “أشَدُّ الناسِ بلاءً الأنبياءُ، ثُم الصالحونَ، ثم الأمثَلُ فالأمثلُ من الناسِ، يُبتَلى الرجُلُ على حسبِ دينهِ، فإن كان في دينه صلابةٌ زيدَ في بلائهِ وإن كان في دينه رِقَّةٌ خُفِّفَ عنهُ، وما يزالُ البلاءُ بالعبدِ حتى يمشي على ظهرِ الأرضِ ليس عليه خطيئةٌ” (رواه الترمذي وهو حديثٌ حسن).
فإذا علِمتَ أنَّ البلاءَ أصابَ قبلكَ الأنبياءَ والصالحينَ هانَ عليك ما تجدُ.

ومن علاج الهموم: الدعاءُ والاستعاذةُ باللهِ من الهمِّ، والغمِّ؛ روى البخاري عن أنسٍ -رضي الله عنه- قال: “كنتُ أخدِمُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: فكنتُ أسمعُه كثيراً يقول: “اللهمَّ إني أعوذُ بكَ من الهمِّ والحزَنِ والعجْزِ والكَسلِ والبُخلِ والجُبنِ وضَلَع الدَّين وغَلَبةِ الرجال“.
وكان -صلى الله عليه وسلم- يدعو يقول: “اللهم أصلِحْ لي ديني الذي هو عِصْمَةُ أمري، وأصلح لي دنيايَ الَّتي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياةَ زيادةً لي في كلِّ خيرٍ، واجعل الموتَ راحةً لي من كل شر” (رواه مسلم).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: “ما من عبدٍ يُصيبُه همٌّ أو غمٌّ فيقول اللهم إني عبدُكَ وابنُ عبدِكَ وابنُ أمتِكَ؛ ناصِيَتي بيدِك، ماضٍ فيَّ حُكمُك، عَدْلٌ فيَّ قضاؤك، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سمَّيتَ به نفسَك أو علَّمته أحداً من خلقك أو أنزلتَه في كتابك، أو استأثَرت به في علم الغيبِ عندك، أن تجعلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صدري، وجلاءَ حُزني، وذهابَ همِّي” ، قال -صلى الله عليه وسلم-: “ما دعا بهِ أحدٌ إلّا أذهَبَ اللهُ همَّه وحُزنه وأبدَلَه مكانَه فرحاً” قيلَ: يا رسولَ الله ألا نتعلمُها؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: “بلى ينبغي لمن سمعَها أن يتعلمَها” (رواه أحمد في مسنده).
وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا نزلَ به الهمُّ قال: “يا حيُّ يا قيّومُ برحمتكَ أستغيثُ، اللهُ اللهُ ربّي لا أشركُ بهِ شيئاً” (رواه أبو داود والترمذي).
وكان -صلى الله عليه وسلم-: “إذا حَزَبَه أمرٌ فَزِعَ إلى الصلاةِ” (رواه أبوداود).

ومن علاج الهموم: أن يملأَ الإنسانُ وقْتَه؛ لأنّ الفراغَ يورثُ كثرةَ التفكيرِ وتذكُّرِ همومِ الحياةِ.

وأخيراً ، فإنَّ المسلمَ أخو المسلمِ يُشاركُه همومَه ويقاسمُه حُزنه وألَمه “والمؤمنُ للمؤمنِ كالبُنيانِ يشدُّ بعضُه بعضاً” (رواه البخاري ومسلم).


أسألُ اللهَ -تعالى- أن يعيذَنا من الهمومِ وأن يشرحَ صدورنا وييسِّر أمورنا ويصلحَ حالنا وحالَ جميعِ المسلمين.
اللهم وفِّقنا لفعلِ الخيرات وتركِ المُنكراتِ وحُبِّ المساكين، وإذا أردتَ بعبادِك فتنةً فاقبضنا إليك غير خزايا ولا مفتونين

توقيع » محمود الاسكندرانى

 

مواضيعيردودي
 
من مواضيعي في المنتدي

رد مع اقتباس