عرض مشاركة واحدة
قديم 30/7/2010, 04:16 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
عوض السوداني
مـهـند س نـشـيط

الصورة الرمزية عوض السوداني

الملف الشخصي
رقم العضوية : 228617
تاريخ التسجيل : May 2010
العمـر : 40
الجنـس :
الدولـة :
المشاركات : 544 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : عوض السوداني يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

عوض السوداني غير متصل

افتراضي رد: قصة أم الجماجك و حب في المقابر قصةجميلة جدا

أليكم اخوانى الحلقة الرابعة
انا اتحدث عن هذهالجمجمة وعن الجمجمة الاخرى التي تحملينها بيدك واقصد بالقبور القبر الذي ذهبت اليهفي الصحراء ...ام تراك نسيتي؟


-
قالت ياسمين :انت مجنون أي قبر في الصحراء
...؟ انا لم اذهب الى أي قبر ...شو انت بتفكرني ...الم اطلب منك ان تاتي معي لترىاين اسكن ولكنك خفت وتركتني اسير لوحدي ...وهذه ليست جمجمة ...انظر اليها ، انهاليست جمجمة انها مجرد حجر يجلب الحظ.
-
فقال فارس:كلا يا حبيبتي انها جمجمة
صغيرة ، اما ان تكون لطفل صغير حديث الولادة او لشيء اخر لا ادري ما هو ...

فقالت :ان كنت مصرا على انها جمجمة فليكن ذلك ...انها تجلب الحظ ...انظر
اليها اليست جميلة؟ لماذا انت خائف ؟ هل تخاف من حجر او كما تقول من جمجمة ؟ دعهامعك وستجلب لك الحظ السعيد صدقني يا فارس...

-
فقال :ياسمين ما هو السر الذي
تخفينه خلف هذا الخمار ...من اين انت ومن انت ؟

-
فقالت :لماذا انت خائف
؟...انت تحبني وانا احبك ...فماذا يهمك من اكون ومن اين انا ...؟ لقد قلت لك ستعرفكل شيء في الوقت المناسب ...وان كنت في عجلة لمعرفة من اكون فاقض على خوفك وستعرفكل شيء متى شئت ...وكل ما استطيع ان اقوله لك ان اسمي ياسمين وانا جميلة ، جميلةجدا وان اردت ان ترى صورتي ، ابحث عني في حلمك القديم ...

-
فقال :عن أي حلم
تتحدثين ؟

-
فقالت :انت تعرف ماذا اقصد ، لا تهرب من الحقيقة والآن اوقف
السيارة هنا وانتظرني ولا تذهب حتى اعود...بعد خمس دقائق ساعود ...

خرجت
ياسمين مسرعة واختفت بين المباني في شوارع طبريا ...واكثر ما لفت انتباه فارس انهاتسير بين الناس دون ان يكترث بها احد ، بالرغم من ملابسها الغريبة والخمار الملفتللانتباه ,فنادرا ما يرى في شوارع طبريا التي معظم سكانها من اليهود هذا اللباسالغريب ...

مرت دقائق وساعات ولم تعد المرأة الغامضة وفارس ما زال ينتظر
وقد جن جنونه وخرج من السيارة واخذ يبحث عنها في الشوارع حتى وصل الى احد الشوارعوكانت بجانبه مقبرة فقال في نفسه : مثل هذه المجنونة الغريبة ليس من المستبعد انتكون في هذه المقبرة .. فقرر فارس ان يدخل المقبرة بعد ان تغلب على خوفه ، فدخلوبدأ يسير بين القبور حتى راى قبرا قديما كأنه نفس القبر الذي راه في الصحراء ...

دفع الفضول فارس للاقتراب من القبر واخذ يزيل الغبار الذي تراكم عليه منذ
زمن لعله يقرأ اسم صاحب القبر. وقد كتب (1790) دفن هنا ابن "........"والكلماتالاخرى قد مسحت مع الوقت وفي وسط القبر كتب بلغة عربية منقوشة على الحجر:


يا زائري لا تخف وانت تنظر قبري
يا زائري انا قدرك وانت قدرييا زائري انا منك وانت منييا زائري احفر التراب ولا تتركني لوحدييازائري اغلق قبرك يفتح قبرييا زائري افتح القبر فانت مخلصيوماان قرأ فارس هذه الكلمات حتى سقطت دموعه واصابته حالة من الهستيريا وبدأ برفع بلاطةالقبر بكلتا يديه ...ويحاول ولكن دون جدوى ، فوزن البلاطة كان اثقل من ان يستطيعرفعها لوحده واستمر فارس في المحاولة حتى خارت قواه ودب اليأس في قلبه واخذ يدورحول "القبر" لعله يجد طريقة ما لفتح القبر ، وايقن انه بيديه المجردتين لن يستطيعفتحه وقرر فارس ان يذهب ويحضر المعدات الازمة لذلك من فأس وشواكيش ...الخ ..وعادالى سيارته بعد ان اصبح مغطى بالتراب من رأسه الى اخمص قدميه وتحرك للبحث عن دكانلشراء المعدات اللازمة ...ولكنه لم يجد أي مكان مفتوح يستطيع من خلاله شراء المعداتاللازمة وعليه قرر ان يذهب الى مدينة مجاورة لطبريا لشراء المعدات ولم يكن فارسليستطيع ان يفكر باي شيء الا كيف يستطيع ان يفتح القبر ويرى ما بداخله واحساس قويجدا يسيطر عليه ان داخل هذا القبر شيء يعرفه او ان داخل هذا القبر قصة غريبة ...كانت السيارة تسير بسرعة جنونية وهو يشعر انها لا تتحرك للوصول الى اقرب مكانيستطيع شراء فأس منه ، ولكن الطريق بعيدة ، وصبر فارس بدأ ينفد ، ولمعت في راس فارسفكرة ادخلت السرور الى قلبه وفارس لا يعجز عن حل مشكله ...ادار السيارة وتوجه الىالورش القريبة من الشارع ونادى على العامل الذي يقوم بحراسة الورش وطلب منه فاساوطورية ، ولكن العامل ارتاب في امر فارس وخاصة ان الليل قد حل دون ان يدرك فارس ذلكواخذ العامل يسال فارس. -شو بدك في الطورية في هالليل ؟
-
قال فارس :شو الغريب
في الموضوع ؟
-
قال الحارس : لا بأس واحد مثلك كلو غبار وتراب وراكب مرسيدس وجاي
في هالليل يطلب طورية وفاس يعني مش اشي غريب ....؟!
-
فقال فارس وهو يضحك :اسمع
انا قتلت واحد وبدي اروح ادفنوا خذ (200) شيكل واعطيني اللي طلبتوا وخليني اتسهل .
-
فضحك الحارس أيضا وقال :لا شكلك قاتل عشرة مش واحد
.
-
فقال فارس :يا عمي
انت عامل فيها قصة بدك تبيعني فأس وطورية واذا ما بدك خلصني.
-
فقال الحارس :اسمع
يا حبيبي لا انا عامل فيها قصة ولا بدي اعمل قصة العدة مش الي هذه لصاحب العمار روحاطلبها منو وسيبني بحالي .
-
نظر فارس الى الحارس نظرة اشمئزاز وسار عدة امتار
باتجاه السيارة ولكنه عاد الى الحارس وقال له :شو اسمك انت ؟
-
فقال الحارس :شو
بدك في اسمي ؟؟
-
فقال فارس :شو خايف تقوللي اسمك ؟

-
فقال :اسمي محمد
...
-
فقال فارس :اسمع يا محمد انت باين عليك زلمة محترم وانا بدي اقلك الصحيح :انا
رايح أطول كنز مدفون قريب من هون اذا بتيجي تساعدني بعطيك ربع الكنز .
-
فقال
الحارس :شو انت بتتهبل علّي ؟
-
فقال فارس :يا محمد على الحساب ما انت ذكي..يعني
واحد مثلي راكب مرسيدس شو بدوا في الفأس والطورية الا علشان (الكنوز )المدفونة ،وعلى فكرة حتى السيارة هاي انا اشتريتها من ورا الكنوز اللي بطولها في الليل ومبينانو انت كمان طاقة الفرج انفتحت لك...بدك تيجي معي ولأ اروح اشوف واحد غيرك. وادارفارس ظهره للحارس وسار ذاهبا الا ان الحارس لحق بهوقال له : ساحضر معك ولكنتعطيني نصف الكنز ...
-
ابتسم فارس وقال له: لا يا حبيبي بس الربع ...واذا انت
مش حابب بشوف غيرك . وافق الحارس حتى لا يضيع فرصة العمر وعاد الى الورشة واحضرمعدات كثيرة وضعها في السيارة واخذ عهدا من فارس ان لا يغدر به بعد اخراج الكنز .
سارت السيارة حتى وصلت الى جانب المقبرة واخذ فارس يتحين الفرصة المناسبة حتى
يدخل المقبرة دون ان يراه احد ، وقفز فارس والحارس مع المعدات الى داخل المقبرةوكان باديا على وجه الحارس الخوف من رهبة المكان ولكن حلمه في الكنز المنتظر كاناقوى من الخوف واخذ فارس يسير وخلفه يسير الحارس بين القبور يبحثان عن القبر الغريبولم يكن من السهل ايجاد القبر في عتمة الليل وخاصة ان القبر قديم، وعن بعد استطاعان يجد القبر من بين عشرات القبور المحيطة به وسار باتجاه القبر لكن الحارس لميتحرك من مكانه ..
-
التفت فارس الى الحارس وقال له :هيا يا محمد تحرك يا حبيبي
وتعال نفتح القبر ونطلع الكنز ، بلكي ربنا فتحها عليك مثل ما هو فاتحها عليّ . ولكنالحارس لم يتكلم كلمة واحدة ولم يتحرك من مكانه واستمر فارس في حديثه وقد وجدهافرصة للانتقام واشفاء غليله من الحارس وما فعله به .
وقال له : يالله يا محمد
ليش خايف هو انت لسه شفت اشي من اللي انا شفتوا ، ما انا قلتلك اعطني الفاسوالطورية وما تعملهاش قصة بس انت باين امك داعيالك ... -ورمق الحارس فارس بنظرةمرعوبة والقى بالعدة التي يحملها على الارضوقال :مبروك عليك الفأس ومبروك عليكالطورية والكنز.. وكمان ما بدي توصلني انا وراي أولاد وبدي اعيشهم .
واخذ
الحارس يركض هاربا مرعوبا ورغم عتمة الليل الموحشة ورائحة الموت المنتشرة بينالقبور ورهبة المكان اخذ فارس يضحك من تصرفات الحارس ضحكة خرجت من اعماق نفسه وماان تلاشى صداها في سكون الليل بين الاموات ، حتى عاد الخوف والذعر الى قلبه بعد انوجد نفسه وحيدا ومع كل خرفشة ورقة او صوت آت من بعيد او قريب تخيل له عشرات الصور ..فتارة يخيل له ان القبور ستفتح وسيخرج الاموات من قبورهم كما يحدث في افلام الرعب ...استجمع فارس شجاعته وحمل المعدات واقترب من القبر اكثر فاكثر .. ليرى جمجمةصغيرة اخرى وضعت على القبر .. استجمع قوته ووآسى نفسه فقد اعتاد على رؤيتها. ونظرالى الكتابة الموجودة على القبر وشعر ان هناك شيئا قد تغير ...اشعل ولاعة السجائرليرى على نارها ان الكتابة المنقوشة والتي قرأها قبل عدة ساعات قد تغيرت وانالكتابة الجديدة ايضا منقوشة على الحجر وقد حلت مكانها واخذ بقراءتها :



اظلمت الدنيا ومخلصي
عاد ولم يعدحكم علي ان ابقىوحديلايام جددحلمي في مخلصيكان على غير ما اعتقدكنت اظن ان مخلصيقبلالغروب سيعدلم تعد اقدام فارس تقوى على حمله حتى جلس على حافة قبراخر ينظر الى القبر مشدوها لا يقوى على الحراك ولا يدري ماذا يفعل او لماذا هوموجود في هذا المكان ، وشعور قوي ينتابه بانه تأخر وقد فات الاوان على فتح القبروهو لا يعلم لماذا اراد فتح القبر وما شعر فارس الا بايدي الاموات تمسك به من الخلفليتجمد من الخوف ويكاد يغشى عليه من الاموات الذين احاطوا به من كل جانب واخذ قلبهيدق بسرعة معلنا ان يوم القيامة قد قام وان الاموات امسكوا به ، وان عزرائيل سياخذروحه ...لم يستطع فارس الصراخ او التحدث بل اغلق عينيه مستسلما للموت والامواتالذين يحيطون به . وفي هذه اللحظات شعر فارس بان احدهم قد سكب الماء على وجهه وفتحعينيه ليرى ضوءا موجها الى وجهه ويسمع صوتا يقول له بلغة عبرية : ماذا تفعل هنا ؟لم يستطع فارس النطق من هول الصدمة وبدأ فارس يستعيد وعيه شيئا فشيئا ليجد نفسهيجلس على كرسي في مركز "شرطة طبريا " وان الاموات الذين تخيلهم ما هم الا شرطة . يقترب احد ضباط الشرطة من فارس ، وهو يحمل بيده كوبا من القهوة ويناولها لفارسويجلس بجانبه ويقول له
:
اشرب القهوة ...استيقظ يا
...
...
ويشعر فارس براحه
كبيرة حينما راى ان الضابط هو "ابن عمته " سعيد العامل في شرطة طبريا . يحتسي فارسالقهوة ، ويبدأ الحديث مع سعيد ليقاطعه ويقول له : ممنوع عليّ الحديث الان معك ..سنتحدث بعد ان يتم التحقيق معك من قبل الضابط المسؤول ... وتم التحقيق مع فارسلعدة ساعات واخذت افادته . ليحضر بعد ذلك سعيد ويجلسه ويقول له فارس
:
لماذا كل
هذه القصة ، هل القانون يمنع الجلوس في المقابر...
-
فقال سعيد : فارس حينما
قبضت عليك الشرطة ، واغمي عليك كانوا يظنون انك احد (مدمني المخدرات) ولكن بعد انرأوا ملابسك المتسخة بالغبار والمعدات التي بحوزتك اصبح الامر اخطر من ذلك ، فانتالان تواجه مشكلة كبيرة سيتم فحص المقبرة في الصباح وان وجدوا أي تخريب ستكونالمتهم الوحيد وان لم يجدوا ستتهم بمحاولة تدنيس وتخريب مقبرة يهودية ، وهذهعقوبتها ليست بسيطة ...ذهل فارس من كلام سعيد ، ومن الورطة الكبيرة التي وقع فيها ..
-
فقال لسعيد :هل تستطيع ان تخرجني بكفالة...؟

-
ربت سعيد على كتف فارس
وقال له :دعنا نرى ما سيحدث غدا وعلى العموم لقد بلغت اهلك انك متواجد عندي فيالبيت في حيفا حتى لا يقلقوا عليك .
مرت (48) ساعة ووجهت لفارس تهمة محاولة
تدنيس وتخريب مقبرة وتم اخراجه من الحجز بكفالة مالية لحين المحكمة ، وعاد فارس الىالبيت وهو يفكر في هذا القدر الغريب الذي تقوده اليه هذه المرأة الغامضة التي تسكنالقبور وتلعب بالجماجم . مرت الساعات وحل المساء وفارس في حالة شرود وذهول ، يفكرفيما حدث معه ويفكر في (ياسمين الغامضة )ولم يخرجه من ذهوله الا صوت رنين الجرسالمتقطع على الباب الخارجي للبيت وتوجه "علاء" الاخ الاصغر لفارس باتجاه البابوفتحه ... لحظات وعاد الى فارس وقال له بلهجة ساخرة :
-
فارس في "نينجا" في
الخارج بدها اياك ...!
-
فرمقه فارس بنظرة تعجب وقال لعلاء :ماذا تقصد ؟

-
فرد علاء :في الخارج امرأة مقنعة غامضة تسأل
عنك.

الحلقه الخامسه

دق قلب فارس بقوة حينما رأها واراد ان يمطرها بعشرات الاسئلة لولا انه ادرك ان اخاه الاصغر علاء قريب منه فتمالك اعصابه وحاول ان يخفي ارتباكه وقال : تفضلي .. سارت المرأة المقنعة ياسمين الى داخل البيت وعلاء يراقب المنظر بفضول فهو لم يعتد على رؤية امرأة مقنعة بهذا الشكل ...جلست ياسمين على الكنبة وطلب فارس من علاء ان يذهب ويطلب من الوالدة تحضير القهوة وباشارة واضحة ان يتركهما لوحدهما...جلس فارس واخذ ينظر بتمعن الى ياسمين من راسها الى اخمص قدميها وقال بصوت هادىء ومرهق :كيف حالك يا ياسمين ؟
-
فقالت :انا جيدة ، كيف حالك انت يا فارس ..؟ اين اختفيت منذ يومين ؟
-
ابتسم فارس ورمق ياسمين بنظرة حادة وقال : كنت في رحلة الى جزر القمر ..!
-
فقالت :وين هاي جزر القمر ؟
-
فقال :في حجز شرطة طبريا يا ياسمين ...
-
فقالت:وماذا كنت تفعل هناك ؟
-
فقال:اسألي نفسك ماذا كنت افعل ؟
-قالت:وما دخلي انا.. وكيف بدي اعرف شو كنت تعمل؟
-
فقال:مسكينة انت ما دخلك بشي ، لا بالقبور ولا بالجماجم وحتى الاشعار المنقوشة على القبور لا دخل لك بها ...!
-
فقالت مستفزة :شو يا فارس ارجعنا نحكي على القبور والكلام الفاضي ؟
-
فقال : بسببك كدت ان ادخل السجن لسنوات طويلة والله اعلم ماذا سيحدث معي .
-
فقالت غاضبة :وما دخلي انا ، أهذا لاني تاخرت عليك ، لم يكن الامر بيدي والا لما تاخرت.
-
فقال فارس :حسب الكلام المنقوش على القبر انا الذي تاخرت ولست انت ...
-
فقالت: فارس لماذا تصر على ان تحدثني عن القبور ما دخلي انا بهذا ؟
-
فقال :ما دخلك انت ؟ اليس هذا المكان الذي تسكنينه ؟ الم تذهبي الى هناك وتتركيني انتظرك ساعات حتى اضطررت ان اجن وادخل المقبرة ...ولحسن حظي اني وصلت متاخرا والا لفتحت القبر ، وقبض علي وسجنت لعدة سنوات.

-
فقالت ياسمين :ماذا تقصد ، هل انت مجنون ، مادخلي انا بهذا الجنون الذي تتحدث عنه ...انا حينما تركتك ذهبت الى طبيب نساء وتأخرت عنك رغما عني ، وان واصلت حديثك بهذه الطريقة المجنونة فنصيحتي لك ان تذهب الى طبيب نفسي ليعالجك ، لانك تحلم اكثر من اللازم وترى اشياء لا وجود لها الا في خيالك ...أكل هذا لانني ارتدي الخمار ..؟ ساخلع الخمار يا فارس ...ساخلع الخمار ان كان هذا سيخرجك من جنونك ...
-
فقال فارس :هيا افعلي هذا ..
-
فقالت :أمصر ....
-
فقال: ها انا انتظر...!
-
فقالت :ولكن ان فعلت هذا فلن تراني الى الابد ..
-
فقال :ان لا اراك خيرا من ان اراك وانا لا اراك .
-
قاطعته قائلة :يا فارس انا جميلة لدرجة لا توصف وجمالي ليس من هذا الزمان ...وان رأيتني الآن ستندم طوال عمرك ...انصحك للمرة الاخيرة ان تصبر حتى يحين الوقت .
-
فقال :لا يهمني هيا نفذي ما قلت يا ياسمين ..
-
فقالت :اآه لو علمت عدد السنوات التي انتظرت قدومك بها لغيرت رأيك .
-
فقال :لا اريد ان اعلم شيئا فقط اريد ان أراك وانهي هذه اللعبة .
-
فقالت وبنبرة حزينة : آه يا مخلصي لو كنت تعلم ما تخفيه لك الايام لما عجلت بنهايتي ونهايتك .
-
فقال فارس :اسمعي يا شاعرة القبور والجماجم لن تؤثري عليّ بكلامك ...الان اما ان تخلعي هذا الخمار واما ...
فقالت :واما ماذا ؟
فقال :سامزقه بيدي ,واخرجك منه بالقوة ...
-
فضحكت ياسمين مستفزة فارس :ان كنت تستطيع فلم لم تفعل هذا بالسابق ...هيا افعل هذا الان ووفر الوقت علي وعلى نفسك ...هيا هل انت خائف ..تحرك يا فارس لا تخف ...نفذ كلامك ...
استفز فارس وغضب ووقف واقترب من ياسمين ومد يداه ليمزق الخمار....وصوت ضحكات ياسمين تستفزه اكثر واكثر وكأنها تدفعه ان يفعل ويمزق فارس الخمار بقوة ليرى ماذا يخفي هذا الخمار وما ان ينهي حتى يعود الى الوراء عدة خطوات وعيونه متسمرة باتجاه ياسمين التي ما زالت تضحك ويجلس مسترخيا على الكنبة شارد الذهن لا يقوى على الحراك وما زالت عيونه متسمرة باتجاه ياسمين ويصحو على صوت اخاه الاصغر" علاء" الذي يناديه يناديه:
فارس ..فارس..سلامة عقلك خذ واشرب القهوة ..بس وين صاحبتك "النينجا" راحت.؟
شقشق فارس عينيه وجال فيها انحاء الغرفة وفركها وسأل اخوه علاء عن ياسمين" وين راحت وين اختفت" .."كيف طلعت ومن وين طلعت..؟!"
فرد علاء كيف طلعت اكيد طلعت من الباب .....
نهض فارس مسرعا دون ان يأبه بعلاء الذي ما زال يحدثه واستقل السيارة وانطلق بها يشتم ويلعن ياسمين بكل الشتائم التي عرفها في حياته..دار بالشوارع حتى هدأ من غضبه واخذ يستعيد احداث الصالون من لحظة دخولها الى لحظة وقوفه وتمزيق الخمار ولكن لم يستطيع ان يتذكر ماذا رأى خلف الخمار واخذ يتمنى ان يرى ياسمين ولو للحظة واحدة فقط ليقول لها اذهبي الى جهنم واياك ان اراك او اسمع صوتك ..ولا اريد ان اعرفك ولا يهمني من انت ..فانت مجرد مريضة..مجنونة تعشق القبور والجماجم ..تختفي خلف قناع اسود لتخفي خلفه قباحة لا مثيل لها..او انت مصابة بمرض الجدري..مقرفة لدرجة تثير الاشمئزاز ..او انت ممسوخة على شكل خنزير بري.. واخذ فارس يتخيل فعلا لو انها على شكل خنزير واثار هذا المنظر الضحك في نفس فارس وهدأ من روعه واتجه الي الناصرة الى مكتبه ودخل واخبر السكرتيرة ان سأل عنه اي شخص فلتخبره انه لم يأت وان لا تحول له اية مكالمة مهما كانت مهمة..
وردت السكرتيرة بكلمات"حاضر يا استاذ فارس" ولكن هناك امرأة في الداخل تنتظرك منذ وقتنظر اليها فارس وقال من هي ..؟
فابتسمت السكرتيرة واشارت بيديها بما معناه انها لا تعرف فشعر فارس من اسلوب السكرتيرة الساخر بانها تتحدث عن ياسمين"المقنعة" ودخل فارس بهدوء حتى لا يثير الارتياب ..وما ان دخل حتى رأي ياسمين تجلس على مكتبه وتقرأ اوراقه وكأنها صاحبة المكتب وكأنه هو الضيف بحيث لا تأبه بوجوده فجلس فارس على الكنبة واخذ ينظر الى ياسمين وتبسم ..فرفعت ياسمين رأسها
وقالت بهدوء :كيفك يا فارس..ليش متأخر لهلأ .
فقال لها فارس: والله يا ست ياسمين لو بعرف انو حضرتك موجودة ما كنت تأخرت.
فقالت: طيب مرة ثانية ما تتأخر.
-
فابتسم فارس وعادت ياسمين تقرأ الاوراق ومن ثم قالت
:
فارس قديش معك فلوس؟
-ضحك فارس وقال :ليش بتسألي ؟
-
فقالت:جاوبني اول؟ -فقال فارس:الحمد لله من يوم ما شفتك وانا شايف الخير ..اساليني قديش انا مديون على شأن اقدر اجاوبك.
-
فقالت: انا بعرف انك مديون بس قديش بتقدر تدبر فلوس.؟
-فقال:مليح اذا بقدر ادبر بنزين سيارة.
-
فقالت:لا انت بتقدر تدبر "520 الف شيكل".

الحلقه السادسه


-فضحك فارس وقال يا سلام بسهولة.
-
فقالت: بيع السيارة وبيع بيتكم القديم لانوا هيك هيك مش عم تستغلوه وفي مع امك عشرين الف شيكل ومع علاء اخوك خمسة وثلاثون الف شيكل وسوارة الذهب اللي مخبيها في الخزانة يتجيب ثلاثة الاف شيكل والبنت اللي قاعدة برة وبتحبك كثير راح تدبرلك كمان سبعة الاف شيكل وفي على سامي ابن عمك الف وخمسمائة شيكل والاثاث اللي في المكتب بعد ما تخسر فيه يجيب "5" الاف شيكل وانت ناسي في بنطلونك القديم ثلاثمائة شيكل بصير المبلغ "520 الف شيكل" بالضبط مش ناقصين ولا اغورة وحدة ..اذا بديت اليوم بعد 48 ساعة بكون معك كل المبلغ بتروح بتدفع مبلغ العشرين الف شيكل اللي عليك دين للبنك وبتحط بقية المبلغ في البنك وبتقدم قرض وعلاقتك مع البنك مليحة ممكن تؤخذ كمان "200 الف شيكل" وهيك بصير معك مبلغ "430 الف شيكل" .

اندهش فارس وذهل لمعرفة "ياسمين بكل هذه التفاصيل الدقيقة التي هو نفسه لا يعرفها.. -
وقال :ياسمين انت كيف بتعرفي كل هذه المعلومات؟
-
فقالت: انا بعرف كل شيء بدي اعرفو المهم انت تحرك واجمع المبلغ.
-
فضحك فارس وقال ساخرا من كلام ياسمين : حاضر يا ياسمين كلامك والله مقنع بس في مشكلة وحدة انا لما ابيع السيارة كيف راح اقدر اوصلك على المقابر..؟! واخذ فارس يضحك بصوت عال ..
-
وبهدوء قالت ياسمين باسمة:بسيطة بتستأجر سيارة يا شاطر..
-
فقال:طيب وبعد ان اجمع هذا المبلغ هل سنتصور بجانبه صورة تذكارية انا وانت "عفوا فارس والشبح الاسود" وضحك فارس ...
-
واجابت ياسمين بهدوء "لا يا حبيبي انت حتجمع المبلغ وانا حقلك عن قطعة ارض بتروح بتشتريها بكل المبلغ وبعدين بقلك كيف تبيعها فيا بنخرب بيتك وبتشحد او بتغير كل احوالك ..
وجد فارس حديث ياسمين ممتعا وايضا فرصة للسخرية منها -
وقال :طيب يا حبيبتي مش لما اشوف وجهك الحلو اول علشأن انجن بجمالك واخرب بيتي بايدي.
-
فقالت: ماذا حدث لك يا فارس انسيت بهذه السرعة الم نجلس معا منذ ساعات في بيتك ام نسيت وقاحتك في مد يدك وتمزيق الخمار عن وجهي لتراه "نعم لا استغرب انك نسيت بهذه السرعة فانت حينما رأيتني فقدت قدرتك على التركيز..سلامة عقلك يا حبيبي".
-
فقال فارس: هذا صحيح انا مزقت الخمار حتى ارى وجهك ولكني لا اذكر ماذا حدث بعدها ولا اذكر اني رايتك ولا اذكر ماذا كان تحت الخمار ..لا بد انك سحرتني.
-
فقالت: انت يا مجنون يا أهبل وانا شو خصني اذا انت ما بتّذكر شيء بعد ساعة...واذا انا سحرتك فيا حبيبي جمالي بسحر وبوخذ العقل علشأن هيك دير بالك على عقلك وعلشان اذكرك انك شفت وجهي اللي حلو كثير وعيوني الواسعة وشعري الناعم اللي زي الحرير .
-
قاطعها فارس وقال:بعرف حفظت كل الكلام اللي بدك تحكيه واكثر من هيك انا ما بدي اشوفك ولا اشوف جمالك.
-
فقالت: لا مش صحيح انت حاب تشوفني كثير.
-
فقال: لا انا ما بدي اشوفك..
-
فقالت: يا حبيبي انت مش راح تعرف تنام الليل الا لما تشوفني مليح لا تضحك على نفسك.
-
فقال: كان زمان يا شاطرة انت اليوم بالنسبة الي مجرد وحده لابسه اسود بأسود مش مهم عندي اذا انت حلوة او مش حلوة انا مش فاضي اتسلى مع وحده مثلك ..شكرا يا روحي الوقت خلص شوفي واحد ثاني عندو فضول اكثر مني علشأن يطارد وراك في المقابر يا شاعرة القبور يا أم الجماجم .
-
فقالت ياسمين ذات الخمار بلهجة حزينة ..ولا بد ان بعض الدموع قد رافقتها من تحت الخمار: الله يسامحك يا فارس ..الله يسامحك..انا يا فارس ما بتسلى انا حبيتك فعلا وانت الوحيد اللي حبيتك وما بدي يصير فيك اشي ..انت غير عنهم كلهم فارس انت ما بتعرف قصتي ولا قصتك انت يا فارس ..اسمع كلامي علشأن اقدر اساعدك واساعد نفسي لا تحرجني اكثر من هيك يا فارس صدقني انا حبيتك وما بدي الا اخلص واخلصك معي ..فارس انا ما بدي تشوفني علشأنك انت وعلشأن تكون مخلصي.. ارجوك يا فارس اعمل اللي بقلك عليه ارجوك ولا تسأل كثير ارجوك بلاش تفكر تشوفني هلأ وخليني انا اساعدك علشأن تشوفني ارجوك ...ارجوك
.
واخذت ياسمين تبكي وبرغم ان الدموع يخيفيها الخمار الا انه بدأ واضحا لفارس انها تبكي بصدق صمت فارس للحظات واخذ يستعيد في ذكرياته المأسي والمصائب التي واجهته منذ ان ظهرت ياسمين المقنعة في حياته واخذ يمر في مخيلته صور القبور الغريبة والجماجم وحار بين قرارين اما ان يطردها فورا من حياته برغم من انه يشعر بانه يحبها بجنون واما ان يسير خلفها نحو المجهول الذي لا يعلمه ... اثارت غضب شديد في اعماق فارس واخذ يصرخ بها قائلا
- :
يا هلأ بشوفك وبعرف مين انت ..يا اطلعي من حياتي وما بدي اشوفك . -فقاطعته ياسمين بصوت هاديء ..ارجوك يا فارس والله انا جميلة اصبر قليلا اصبر بعض الوقت
-
فقال فارس" هلأ..هلأ..او روحي" .
-
فقاطعته ياسمين :ولكن بحذرك يا فارس ..انت ما بتعرف اشي..!
-
فصرخ فارس في وجه ياسمين وقال: ما بدي اعرف شيء وما يهمني حلوة انت ولا مش حلوة ..شغلة وحدة بس.. انا بدي تنقلعي من مكتبي من غير رجعة . وامسك فارس بيد ياسمين وسحبها بالقوة وهو يصرخ :انصرفي من هون..انصرفي من هون..
-
وبحركة سريعة دفعت ياسمين فارس لتلقيه على الارض وتقف امامه بثقة وبلهجة مليئة بالغضب والثقةوقالت: لقد حذرتك يا فارس ..والان انظر الى مصيرك الملعون
.
واخذت ياسمين تخلع الخمار والرداء والكفوف حتى الحذاء ولم يبق على جسدها الا قميص ازرق قصير ناعم شفاف علق بخيطين رفيعين بكتفيها وبالكاد يخفي ولا يخفي جسدها ..وعيني فارس متسمرة مذهولة مما يرى وياسمين تنظر الى فارس وتحثه على ان ينظر اليها وهي تقول:" انظر الى مصيرك الملعون يا فارس"..ان كان الله قد خلق علي الارض جميلة فهي انا". اتريد ان تعرف من اكون ..لقد حذرتك ان لا تعرف ولكني ساقول لك من انا ....

الحلقه السابعه

انا لعنة ابوك وابو ابوك واجدادك..
انا لعنة حتطاردك وتطارد اولاد اولادك
دموعي وحسرتي انا وامي وام اميحتذوقها ومن قبلك اجدادك
ومثل ما حكمتم على كل انثى فينا
تولد وتعيش بقبرحنفتح لكل بكر في عيلتكم قبر..
حنفتح لكل بكر في عيلتكم قبر..
وهلأ الدور عليك انت يا فارس انت بكر عيلتكم ...انا حاولت انقذك من مصيرك المشؤوم وانهي مشكلتك ومشكلتي بس انت ، مثل اجدادك لو ما شفتني يا فارس كان في امل انك تعيش تحت الشمس مثل كل الناس وكان ممكن تخلصني انا من ظلمة القبور وكان ممكن تكون نور المستقبل بس انت من دمهم وطباعك من طباعهم ...وهلق يا فارس حدور من قبر لقبر وان ربك رحمك حتلاقي القبر اللي بناسبك اللي ما راح تعرف فيه ليلك من نهارك .
وارتدت ياسمين عباءتها ورمقت فارس بنظرة حادة استمرت لحظات خيل لفارس انها الدهر ، وغطت وجهها بالخمار وفتحت الباب وخرجت وفارس ما زال يجلس على الارض مذهولا مما راى ومما سمع وادرك انه امام مازق كبير جدا اكثر مما كان يتصور وان في الامر سر كبير كان مخفيا تحت ذلك الخمار وان الامر لم يعد كما كان يتصور مجرد تسلية لفتاة تختفي تحت الخمار واخذ يتساءل ترى ما هو السر الذي يجعل فتاة مثل ياسمين تتصرف على هذا النحو ، هل هي مجنونة ..؟واخذ فارس يتذكر لقاءه الاول مع ياسمين والصدف الغريبة التي حدثت والتي لم يأبه ولم يعرها أي انتباه وتذكر الكلمات المنقوشة على القبور ، وكيف كانت تتغير من كتابة الى اخرى والتفاصيل التي تعرفها عنه هذه المرأة الغريبة والتي هو يجهلها ..وجد فارس نفسه امام لغز معقد يعجز عن حله وخرج فارس من غرفة مكتبه الى الردهة ، حيث تجلس السكرتيرة ليجدها تغط بنوم عميق على المكتب وبين يديها جمجمة صغيرة كتلك التي يراها دائما مع المرأة المقنعة ياسمين. سحب فارس الجمجمة الصغيرة من يد السكرتيرة بهدوء حتى لا تستيقظ وتراها ، ووضعها في جرار مكتبه ثم عاد وايقظ السكرتيرة من نومها . لتفتح السكرتيرة عينيها وتنظر الى فارس وتبدأ بالضحك !!!
-
ويسألها فارس :على ماذا تضحكين ؟
-
فتقول السكرتيرة :لا ادري كيف غلبني النوم ولكني حلمت بك حلما مضحكا..!!!
-
فقال :وما هو هذا الحلم المضحك ؟
-
فقالت :لقد حلمت اننا تزوجنا واصبح لدينا ولد وبنت ، وسمينا الولد قبرا والبنت جمجمة. اقشعر بدن فارس لهذا الكلام ولكنه تظاهر بانه يبتسم ، واخذت السكرتيرة تلتفت حولها وتفتح الجوارير وتفتش على الرفوف.
-
سألها فارس :عما تبحثين ؟
-
فقالت :ابحث عن الجمجمة ...!!
دهش فارس وقال : عن أي جمجمة تتحدثين ..؟
-
فقالت :جمجمة كانت معي اين ذهبت ؟ ونظرت السكرتيرة الى فارس واخذت تصرخ فيه : انت اخذتها ...اعدها اليّ ، هيا اعدها انها لي ، لن تسرقها اعدها .
امسك فارس بيدها واخذ يهدىء من غضبها وهو قد ادرك ان في الامر شيئا غريبا. ولكن غضب السكرتيرة زاد وصراخها قد ارتفع وليتجنب فارس الفضائح دخل الى مكتبه واعاد اليها الجمجمة، امسكتها السكرتيرة وكأن روحها قد عادت اليها ، وهدأت وهي تضحك وتقبل الجمجمة وفارس ينظر اليها وهو على يقين بان ياسمين هي التي تقف وراء ما يحدث ... -وقال فارس لها :من اين حصلت على هذه الجمجمة ...؟!
-
فقالت :انها من صديقتي ، انها تجلب الاحلام السعيدة وتحقق الاماني فقط كل ما علي ان امسكها وانظر في عيونها واتمنى أي شيء ليحدث فورا ...الا تصدقني انظر ماذا سافعل الان ساتمنى ..ماذا اتمنى ، ساتمنى ان تتصل امي بيالان انظر ...وباقل من لحظة رن جرس الهاتف ...
-
فقالت :ارفع السماعة يا فارس لتتاكد انها امي ،انا تمنيت ذلك ,ارفع السماعة لتتأكد انها امي فما اتمناه يحدث فورا
...
رفع فارس السماعة ووضعها على اذنه ليرد عليه الطرف الاخر قائلا
:
صدقها يا حبيبي كل اللي حتتمناه حيصير ...!
-
فقال :ياسمين مين انت.. وايش بدك يا ياسمين ؟
-
فقالت :انا حلمك القديم يا حبيبي ،واغلقت الخط . ونظرت السكرتيرة الى فارسوقالت :اصدقت الان انها امي اليس كذلك ، انها امي انا تمنيت ذلك وها هو قد حدث ، اتريد ان اتمنى لك شيئا ، اطلب ماذا تريد ..هل تريد ان اوصلك الى البيت ..هيا لاوصلك . اصطحبها فارس معه بسيارته واثناء الطريق خطف فارس الجمجمة من بين يديها والقاها من نافذة السيارة وقال لها :كفاك امنيات لهذا اليوم ، واخذت السكرتيرة تبكي وترجوه ان يقف لتستعيد الجمجمة. ولكن فارس لم يأبه لرجائها وسار بسرعة وهي ما زالت ترجوه وتبكي حتى فقدت الامل ، وهدأت وكأن شيئا لم يكن ..وصل فارس وتوقف امام منزلها فخرجت من السيارة باتجاه البيت وسارت عدة خطوات ولكنها عادت الى نافذة السيارة وقالت :فارس انا اسفة على اللي صار وعلى فكرة انا مش زعلانه انك رميت الجمجمة بتعرف ليش !!
-
فابتسم فارس وقال: ليش ؟
-
فقالت :علشان انا معي وحدة ثانية واخرجت من جيبها جمجمة صغيرة اخرى , -وقالت :باي فارس باي ...!
فوجيء فارس وقال :يا الهي أي سحر هذا الذي تملكه ياسمين لتسيطر على الناس بهذه الطريقة ..وسار فارس بسيارته بسرعة جنونية باتجاه البيت حتى وصل ، وقفز من السيارة ودخل البيت واخذ يبحث عن امه، حتى وجدها..
-
وقال لها: امي احكيلي عن ابي كيف مات ..؟!
فنظرت ام فارس اليه مستغربة...وقالت :ما بك ولم تسأل الان ؟؟؟
-
قال لها :اريد ان اعرف كيف مات ؟؟
-
فقالت :مثل ما كل الناس بتموت ، عادي ...
-
فقال :اليس بموته أي شيء غريب ؟!!!
-
فقالت :كلا يا ولدي وليس هناك أي شيء غريب ...
-
فقال :وجدّي كيف مات ؟
-فقالت :ما بك يا فارس؟ ماذا حدث لك ...؟
-فقال : أمي ارجوك احكيلي كل اللي بتعرفيه عن عائلتي هذا مهم جدا ،احكيلي أي شيء تذكرينه ارجوك يا امي.
-
وتحت الحاح فارس :جلست والدته واخذت تروي له حكاية أبوه وكيف مات ..لم يجد فارس فيها أي شيء غريب . واخذ فارس يتذكر كلام ياسمين ..."انا لعنة ابوك وابو ابوك واجدادك وراح نفتح لكل بكر في عيلتكم قبر " وقال لامه :انا اكبر ولد في العيلة ، يعني بكر العيلة ..مزبوط .. طيب مين بكر سيدي من اعمامي مين اكبر واحد..؟!
-
فقالت :يا عمك نبيل يا عمك سامي .
-
فقال :طيب احكي لي عن اعمامي ؟ -فقالت :عمك نبيل كان في دول الخليج منذ زمان وعمك سامي مسافر في امريكا
...
واخذ فارس يسال وامه تجيب ولكنه لم يحصل على أي شيء يستطيع من خلاله ربطه مع قصة ياسمين ، حتى يأس ، وتناسى الموضوع ..رن جرس الهاتف فقفز فارس من مكانه لشعوره القوي ان ياسمين على الطرف الاخر ورفع السماعة وصدق شعوره وكانت ياسمين على الطرف الاخر.


الحلقه الثامنه


وقالت :فارس اذا بدك تعرف اكثر ، انا بستناك "بكرا" في حيفا بعد غروب الشمس ..لا تتأخر .
-
فقال فارس :بس وين استناك ؟؟
-فقالت: انت بتعرف وين ..واغلقت الهاتف !!!
وفي اليوم التالي وبعد غروب الشمس توجه فارس الى حيفا ، ليلتقي بام الجماجم ، ولم يكن فارس ليخمن اين تنتظره ، فهو يعلم انها ستكون في اقرب مقبرة ,ولم تكن لهفة فارس لمعرفة المزيد من المعلومات التي ستساعده على حل اللغز اكبر من لهفته واشتياقه الكبير لرؤية ياسمين ام الجماجم . ووصل فارس ووجد ياسمين جالسة على احد القبور وهي ترتدي الخمار . اقترب منها فارس
وبادرته الكلام قائلة : أيوجد في الدنيا اجمل من هذا المكان ...؟ وتابعت : مش ملاحظ انك تعودت عليه وبطلت تشعر بالخوف زي الاول ...تعال اجلس بجانبي يا فارس فوق هذا القبر . انصاع فارس لطلبها وجلس كطفل صغير يتلقى الاوامر من امه ..!
-
وسألته قائلة :اتعلم يا فارس فوق قبر من تجلس ؟
فقام فارس عن القبر بحركة لا شعورية وسريعة !!!
-
فقالت له ياسمين بهدوء وثقة :لا تخاف يا حبيبي لا تخف ، الاموات ..."ما بخوفوا حد ..بس الطيبين هم اللي بخوفو ا ".
-
فقال فارس :ياسمين انت جنية ولأ شبح ميت ؟؟؟
-
فقالت :لا يا حبيبي ، خلي عقلك كبير شوي ، وبلاش هيك افكار انا مش جنية ولا شبح ميت ، انا انسانة مثلي مثلك ...ودمي من دمك وجذوري من جذورك والفرق بيني وبينك اني انثى وانت ذكر وكل ما بدك تعرف اكثر لازم تفتح قبر وان حبيت تعرف حكايتي وحكايتك ،لا تخاف وافتح قبر ، وراح تلاقي فيه اللي يساعدك واللي يدلك ..ووقفت ياسمين واقتربت من فارس وهمست في أذنه وكانها لا تريد ان يسمعها احد
:
فارس انا بعرف انك بتحبني وانا كمان بحبك يا فارس وقدري وقدرك راح يجمعنا بقبر واحد ..لا تخاف يا فارس وافتح القبر علشان تعرف الحقيقة ،وسارت ياسمين بين القبور تاركة فارس خلفها وعن بعد التفتت الى فارس وقالت بصوت عال خيل لفارس ان الاموات ستستيقظ من قبورها :ان طلعت الشمس يكون الوقت قد فات ...
واختفت ياسمين ..اخذ فارس ينظر الى القبر الذي جلست عليه ياسمين وكلما فكر ان يفتحه ينتابه شعور كبير بالخوف وتقفز الى مخيلته عشرات الصور عما قد يراه في داخل القبر ، ولكن الفضول كان اقوى من الخوف ، واقترب فارس من القبر واخذ يحرك بلاطة القبر حتى ازاحها عن مكانها ، ونظر داخل القبر فرأى غير ما كان يتوقعه ...صندوقا قديما من النحاس كان يبدو عليه انه صنع منذ مئات السنين ...اخرج فارس الصندوق من داخل القبر وفتحه ليرى ما بداخله . وفي اقل من لحظة اغمض عينيه وفتحهما ..خيل اليه انه سيجد في الصندوق قبل ان يفتحه جمجمة او يدا مبتورة او ربما اصبعا او أي شيء يبعث على الرعب والخوف ولكن فارس وجد ما لم يكن يتوقعه ...وجد "وثيقة زواج " قديمة جدا تحمل اسم (سالم قاسم الدهري وجورجيت عيسى الشامي) وخاتمي زواج من الذهب كان واضحا انهما لم يستخدما منذ عشرات السنين. كانت الوثيقة مهترئة ...والعث والعفن فعلا بها فعل الدهر في تغيير الاشياء ..كانت مؤرخة قبل 150 عاما الا انه كان من السهل قراءة المحتويات والتاريخ الذي يدل على توقيعهما قبل 150 عاما والتي يعتقد انها سجلت وكتبت في الشام. حمل فارس الصندوق وسار متعرجا بين القبور في طريقه للخروج من المقبرة وهو يتلفت يمينا ويسارا خوفا من ان يراه احد او يقبض عليه افراد من الشرطة في هذه الساعة وخاصة انه ما زال يواجه تهمة تدنيس المقابر في المحكمة بسبب ام الجماجم وما حدث في مقبرة طبريا .
سار فارس بين القبور يبحث عن مخرج يخرجه من المقبرة بسلام ولكن على ما يبدو فقد ضل طريقه بين القبور فاخذ يسير من جهة الى اخرى وبحذر عسى ان يجد منفذا يفضي به الى الخارج ..بحث طويلا ولكن دون جدوى ، وكأن المقبرة لم يعد لها أي مخرج ، توقف فارس ونظر حوله في كل الاتجاهات ولم يستطع ان يتبين طريقه ، قرر ان يسير باحدى الاتجاهات حتى نهاية المقبرة ومن ثم يقفز عن سور المقبرة رغم ارتفاعه العالي ...سار بين القبور في اتجاه واحد وبخط مستقيم ، مشى فارس وكلما اعتقد انه قطع مئات الامتار كان يفأجا بانه قد عاد من حيث بدأ المسير وكأنه كان يمشي على كرة كلما لف لفة عاد الى مكانه ، وتوقف بعض الوقت، واخذ يحدث نفسه "انا مشيت في هاي الجهة وبخط مستقيم يعني لازم يكون في بداية وفي نهاية يبدو ان الخوف والقلق افقدني تركيزي ". كرر فارس المحاولة مرة اخرى بعد ان صمم على ان يسير بخط مستقيم واخذ في حسابه انه لن يلف حول أي قبر حتى لو قفز عنه ففعل هذا ولكنه عاد الى حيث ابتدأ. ايقن فارس انه متورط وان ما يحدث امر غير طبيعي ، وانه وقع في مصيدة ولن يخرج من هذه المقبرة حيا، تذكر كلام ياسمين حينما قالت له انها ستفتح له قبرا . دب الخوف والذعر بقلب فارس وراح يشتم نفسه "ما اغباني لقد فتحت قبري بيدي"...!!! هل يعني هذا اني ميت ولن اخرج من هذه المقبرة ، واستمر فارس بحديثه مع نفسه

  رد مع اقتباس