رد: عالم الغيب والشهادة ...
وقد اشتملت الآيات على مراتب العلم الإلهي
وهى أنواع
أولهـا
علمه بالشيء قبل كونه
وهو سر الله في خلقه
اختص الله به عن عباده
وهذه المرتبة من العلم هي علم التقدير
ومفتاح ما سيصير
ومن هم أهل الجنة ومن هم أهل السعير ؟
فكل أمور الغيب قدرها الله
في الأزل ومفتاحها عنده وحده ولم يزل
كما قال تعالى
(إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث
ويعلم مافي الأرحام وماتدري نفس
ماذا تكسب غدا
وما تدري نفس بأي أرض تموت
إن الله عليم خبير)
[لقمان:34]
وقال سبحانه
(قل لا يعلم من في السموات والأرض
الغيب إلأالله وما يشعرون أيان يبعثون)
[النمل:65]
ثانيـها
علمه بالشيء وهو في اللوح المحفوظ
بعد كتابته وقبل إنفاذ أمره ومشيئته
فالله عز وجل كتب مقادير الخلائق
في اللوح المحفوظ
قبل أن يخلقهم بخمسين ألف سنة
والمخلوقات في اللوح قبل إنشائها كلمات
وتنفيذ ما في اللوح من أحكام تضمنتها الكلمات
مرهون بمشيئة الله في تحديد الأوقات
التي تناسب أنواع الابتلاء في خلقه
وكل ذلك عن علمه بما في اللوح
من حساب وتقدير
وكيف ومتى يتم الإبداع والتصوير ؟
كما قال تعالى
(ألم تعلم أن الله يعلم مافي السماء والأرض
إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير)
[الحج:70]
وقال أيضا
(من ما أصاب من مصيبة في الأرض
ولافي أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها)
[الحديد:23]
ثالثـها
علمه بالشيء حال كونه وتنفيذه
ووقت خلقه وتصنيعه
كما قال
(الله يعلم ما تحمل كل أنثى
وما تغيض الأرحام وماتزداد
وكل شيء عنده بمقدار
عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال)
[الرعد:8]
وقال تعالى
(يعلم مايلح في الأرض وما يخرج منها
وما ينزل من السماء وما يعرج فيها
وهو الرحيم الغفور)
[سبأ:2]
رابعـها
علمه بالشيء بعد كونه
وتخليقه وإحاطته بالفعل بعد كسبه وتحقيقه
فالله عز وجل بعد أن ذكر مراتب العلم السابقة
في قوله تعالى
(وعنده مفاتح الغيب لايعلمها إلا هو
ويعلم مافي البر والبحر
وما تسقط من ورقة إلا يعلمها
ولاحبة في ظلمات الأرض
ولا رطب ولايابس إلا في كتاب مبين)
[الأنعام:59]
ذكر بعدها المرتبة الأخيرة فقال
(وهو الذي يتوفاكم بالليل
ويعلم ماجرحتم بالنهار
ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى
ثم إليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون)
[الأنعام:60]
وقال أيضا
(قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ)
[قّ:4]
وقال
(ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم
وأن الله علام الغيوب)
[التوبة:78]
للحديث بقية
|