[مدحت الجزيرة]

حد الجوار
قال عليّ رضي الله عنه:
"من سمع النداء فهو جار"
وقيل
من صلى معك الصبح في المسجد فهو جار
وعن عائشة
"حد الجوار أربعون داراً من كل جانب"
وقيل
أربعون داراً عن يمينه وعن يساره
ومن خلفه ومن بين يديه
وكف الأذى عن الجار من الحالات المشروعة
مع الجيران وهي

الأُولَى
كف الأذى سواء كان معنوياً أو مادياً
وهذه الدرجة واجبة على كل مسلم
والمقصر فيها آثم
قال صلى الله عليه وسلم
والله لا يؤمن
والله لا يؤمن
والله لا يؤمن
قيل من يا رسول الله؟
قال
الذي لا يأمن جاره بوائقه

الثانية
إكرام الجار بالتواصل الاجتماعي معه
ومشاركته في أفراحه وأحزانه
وهذه الدرجة الوسطى مندوبة

الثالثة
الصبر على الأذى وهذه درجة الإحسان
وهي درجة مندوبة أيضاً
لا يحصلها إلا من قوي إيمانه

أقسام الجيران
قال تعالى
(واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً
وبالوالدين إحساناً
وبذي القربى واليتامى
والمساكين والجار ذي القربى
والجار الجنب
والصاحب بالجنب)
وعليه فالجيران أقسام ثلاثة
جار له حق واحد
هو الجار الكافر البعيد
له حق الجوار

جار له حقاَّن
هو الجار المسلم البعيد
له حق الجوار وحق الإسلام

أو الجار الكافر القريب
له حق الجوار وحق القرابة

جار له ثلاثة حقوق
هو الجار المسلم القريب
له حق الجوار
وحق الإسلام وحق القرابة
وكل واحد من هؤلاء يستحق من الصلة
بقدر ما له من الحقوق

إكرام الضيف
هو من آداب الإسلام
وسنة الأنبياء الصالحين
وقد أوجبه الليث ليلة واحدة
وعامة الفقهاء على أنه من مكارم الأخلاق
لحديث أبي شريح الخزاعي مرفوعاً
"الضيافة ثلاثة أيام
وجائزته يوم وليلة
ولا يحل لرجل أن يقيم عند أخيه
حتى يؤثمه
وورد بلفظ
"الضيافة ثلاثة أيام فما بعد ذلك فهو صدقة"
وقال مالك حينما سئل عنه
يكرمه ويتحفه يوماً وليلة
وثلاثة أيام ضيافة
وقال ابن حجر
اختلف هل الثلاث غير الأَوَّل أو يعدّ منها
وقال أبو عبيد
يتكلف له في اليوم الأوَّل بالبرِّ والإلطاف
وفي الثاني والثالث يقدم له ما يحضره
ولا يزيد على عادته
ثم يعطيه ما يجوز ب مسافة يوم وليلة
أما الجيزة
فهي مقدار ما يجوز به المسافر
من منهل إلى منهل
قال الخطابي
معناه أنه إذا نزل به الضيف أن يتحفه
ويزيد في البر على ما بحضرته يوماً وليلة
وفي اليومين الآخرين يقدم له ما يحضره
فإذا مضى الثلاث فقد قضى حق
فما زاد عليها مما يقدمه له يكون صدقة.
قال ابن حجر
يحتمل أن يكون المراد بالجائزة
بياناً لحالة أخرى
هي أن المسافر تارة يقيم عندما
ينزل عليه شهراً
ليزاد على الثلاث بتفاصيلها
وتارة لا يقيم، فهذا يعطي ما يجوز به
قدر كفايته يوماً وليلة
ولعل هذا أعدل الأوجه