النهي عن الضرار
عن أبي صرمة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: من ضارَّ مسلما ضاره الله ومن شاقَّ مسلما شقَّ الله عليه أخرجه أبو داود والترمذي وحسَّنه.
--------------------------------------------------------------------------------
وهذا الحديث من طريق لؤلؤة الأنصارية مولاة عن أبي صرمة، والحديث في باب الشواهد لأن الشواهد في النهي عن الضرار لا ضرر ولا ضرار، وجاء في حديث أبي بكر وغيره أخبار في هذا الباب تدل على النهي عن الضرار والمضارة وأنه محرم، والضرر والضرار، كله محرم، اختلف في الفرق بينهما وهل هما واحد، لكن لا يجوز للمسلم أن يضر إخوانه.
وكذلك المضرة في الولاية العامة، والمضرة بين الزوجين كلها من الأمور المحرمة، كما تقدم أيضا في مسألة السباب وأنه أيضا من الأمور المحرمة. وجمع المصنف -رحمه الله- هذه الأخبار لأنها نوع شر وفساد. وأيضا مما ينبه إليه في مسألة العفو وهو حديث أبي بكر -رضي الله عنه-: حينما سبه رجل فسكت عنه أبو بكر، فسبه الثانية فسكت عنه أبو بكر، فسبه الثالثة فرد عليه، فقام النبي -عليه الصلاة والسلام- فلحقه أبو بكر وقال: يا رسول الله قمت، قال: نعم إنه كان ملك يدفع عنك، فلما رددت عليه حضر الشيطان، فلم أكن لأجلس وقد حضر الشيطان .
فهذا يبين أن من اعتدى عليه إنسان، وكان قادرا على الانتصار فسكت وأعرض عنه فإنه ربما يؤيد ويكون مجلسه مجلس خير، فإذا رد حضر الشيطان، ولهذا الأحنف بن قيس -رحمه الله- كان من أحلم الناس، وكان إذا سبه إنسان أعرض عنه، ويقول:
كنت إذا فاه السفيه بسب عرضي
كـرهت أن أكـون لـه مجيبـا
يزيــد سـفاهة وأزيـد حلمـا
كعــود زاده الإحــراق طيبـا
لا يزيده السب إلا طيبا، ولهذا ربما عض أصابع ندمه وذهب وقال والله ما زادني إلا غيظا، يعني الساب نفسه