[مدحت الجزيرة]

دخل عليها الحجرة بعدما قطع لها عيدان التوت
وخبأها داخل الحجرة وقال لها
تعالي داخل الحجرة حتى أقول لك
ولا يشاهدنى أحد ثم أموت
فدخلت معه ثم أنه قفل باب الحجرة عليهما
ونزل عليها بالضرب إلى أن أغمي عليها
فقالت له
تبت ثم أنها قبلت يديه ورجليه وتابت
وخرجت وإياه وفرح الجميع وأهلها
وقعدوا في انتظار موته
فلما سمعت ابنة الوزير مقالة أبيها
قالت له
لا بد من ذلك
فجهزها وطلع إلى الملك شهريار
وكانت قد أوصت أختها الصغيرة قائله لها
إذا توجهت إلى الملك وأرسلت أطلبك
فإذا جئت عندي ورأيت الملك قضى حاجته مني
قولي يا أختي حدثينا حديثًا غريبًا نقطع به السهر
وأنا أحدثك حديثًا يكون فيه الخلاص إن شاء الله
ثم أن أباها الوزير طلع بها إلى الملك
فلما رآه فرح وقال
أتيت بحاجتي فقال
نعم فلما أراد أن يدخل عليها بكت فقال لها
ما بك فقالت
أيها الملك إن لي أختًا صغيرة
أريد أن أودعها
فأرسل لها الملك فجاءت إلى أختها وعانقتها
وجلست تحت السرير
فقام الملك وأخذ بكارتها
ثم جلسوا يتحدثون
فقالت لها أختها الصغيرة بالله عليك يا أختي
حدثينا حديثًا نقطع به سهر ليلتنا
فقالت
حبًا وكرامة إن أذن الملك المهذب
فلما سمع ذلك الكلام وكان به قلق ففرح بسماع الحديث

فقالت

بلغني أيها الملك السعيد
أنه كان تاجر من التجار
كثير المال والمعاملات في البلاد
قد ركب يومًا وخرج يطالب في بعض البلاد
فاشتد عليه الحر فجلس تحت شجرة
وحط يده في خرجه وأكل كسرة
وكانت معه تمرة فلما فرغ من أكل التمرة
رمى النواة
وإذا هو بعفريت طويل القامة
وبيده سيف فدنا من ذلك التاجر وقال له
قم حتى أقتلك مثل ما قتلت ولدي
فقال له التاجر
كيف قتلت ولدك
قال له
لما أكلت التمرة ورميت نواتها
جاءت النواة في صدر ولدي
فقضي عليه ومات من ساعته
فقال التاجر للعفريت
أعلم أيها العفريت أني على دين
ولي مال كثير وأولاد وزوجة
وعندي رهون فدعني أذهب إلى بيتي
وأعطي كل ذي حق حقه
ثم أعود إليك ولك علي عهد وميثاق
أني أعود إليك فتفعل بي ما تريد
والله على ما أقول وكيل
فاستوثق منه الجني وأطلقه
فرجع إلى بلده وقضى جميع تعلقاته
وأوصل الحقوق إلى أهلها
وأعلم زوجته وأولاده بما جرى له
فبكوا
وكذلك جميع أهله ونساءه وأولاده وأوصى
وقعد عندهم إلى تمام السنة
ثم توجه وأخذ كفنه تحت إبطه
وودع أهله وجيرانه وجميع أهله
وخرج رغمًا عن أنفه
وأقيم عليه العياط والصراخ
فمشى إلى أن وصل إلى ذلك البستان
وكان ذلك اليوم أول السنة الجديدة
فبينما هو جالس يبكي على ما يحصل له
وإذا بشيخ كبير قد أقبل عليه ومعه غزالة مسلسلة
فسلم على هذا التاجر وحياه
وقال له

ما سبب جلوسك في هذا المكان
وأنت منفرد وهو مأوى الجن
فأخبره التاجر بما جرى له مع ذلك العفريت
وبسبب قعوده في هذا المكان
فتعجب الشيخ صاحب الغزالة وقال
والله يا أخي ما دينك إلا دين عظيم
وحكايتك حكاية عجيبة
لو كتبت بالإبر على آفاق البصر
لكانت عبرة لمن اعتبر
ثم أنه جلس بجانبه وقال
والله يا أخي لا أبرح من عندك حتى أنظر ما يجري لك
مع ذلك العفريت
وبكره نكمل
ان شاء الله
تحيتى