رد: الف ليله وليله ..!
وكان في قصر الملك شبابيك تطل على بستان أخيه
فنظروا وإذا بباب القصر قد فتح وخرج منه
عشرون جارية وعشرون عبدًا
وامرأة أخيه تمشي بينهم وهي غاية في الحسن والجمال
حتى وصلوا إلى فسقية وخلعوا ثيابهم
وجلسوا مع بعضهم وإذا بامرأة الملك قالت
يا مسعود فجاءها عبد أسود
فعانقها وعانقته وواقعها
وكذلك باقي العبيد فعلوا بالجواري
ولم يزالوا في بوس وعناق ونحو ذلك حتى ولى النهار
فلما رأى أخو الملك فقال
والله إن بليتي أخف من هذه البلية
وقد هان ما عنده من القهر والغم وقال
هذا أعظم مما جرى لي ولم يزل في أكل وشرب
وبعد هذا جاء أخوه من السفر
فسلما على بعضهما ونظر الملك شهريار
إلى أخيه الملك شاه زمان
وقد رد لونه واحمر وجهه وصار يأكل بشهية
بعدما كان قليل الأكل فتعجب من ذلك وقال
يا أخي كنت أراك مصفر الوجه
والآن قد رد إليك لونك فأخبرني بحالك
فقال له
أما تغير لوني فأذكره لك
واعف عني إخبارك برد لوني
فقال له أخبرني أولا بتغير لونك
وضعفك حتى أسمعه
فقال له يا أخي إنك لما أرسلت
وزيرك إلي يطلبني للحضور بين يديك
جهزت حالي وقد بغادرت مدينتي ثم أني تذكرت
انى نسيت الخرزة التي أعطيتها لى في قصري
فرجعت فوجدت زوجتي معها عبد أسود
وهو نائم في فراشي فقتلتهما وجئت اليك
وأنا متفكر في هذا الأمر فهذا سبب تغير لوني وضعفي
وأما رد لوني فاعف عني من أن أذكره لك
فلما سمع أخوه كلامه قال له
أقسمت عليك بالله أن تخبرني بسبب رد لونك
فأعاد عليه جميع ما رآه فقال شهريار لأخيه شاه زمان
اجعل أنك مسافر للصيد والقنص واختف عندي
وأنت تشاهد ذلك وتحققه عيناك
فنادى الملك من ساعته بالسفر
فخرجت العساكر والخيام إلى ظاهر المدينة
وخرج الملك ثم أنه جلس في الخيام
وقال لغلمانه لا يدخل علي أحد
ثم أنه تنكر وخرج مختفيًا إلى القصر
الذي فيه أخوه وجلس في الشباك المطل على البستان
ساعة من الزمان وإذا بالجواري وسيدتهم
دخلوا مع العبيد وفعلوا كما قال أخوه
واستمروا كذلك إلى العصر
فلما رأى الملك شهريار ذلك الأمر
طار عقله من رأسه وقال لأخيه شاه زمان
قم بنا نسافر إلى حال سبيلنا
وليس لنا حاجة بالملك حتى ننظر
هل جرى لأحد مثلنا أو لا
فيكون موتنا خير من حياتنا
فأجابه لذلك ثم أنهما خرجا من باب سري في القصر
ولم يزالا مسافرين أيامًا وليالي إلى أن وصلا إلى شجرة
في وسط مرج
(اى الشجره على حاحز بين بحرين)
عندها عين
بجانب البحر المالح
فشربا من تلك العين وجلسا يستريحان
وبكره نكمل القصه
ان شاء الله
تحيتى
|