[ميدو الشورة]

"كل يوم هو في شأن" ... فلا تحزن :

يعنى فى لحظة يفرج همك وكربك ... و فى لحظة تانية يجبر كسرك ... يعنى تبقى كالمشلول لا تدر ماذا تفعل من كثرة التفكير ولا تدر كيف تحسبها ... وفجاة تجد أن كُل حاجة تم ترتيبها واتحلت المعضلة ... يعنى تبقى زعلان وحزين وستموت من الوجع والزعل على حاجة كان نفسك فيها ؛ لكن أسبابها ليست معك ... وتلاقى ربنا وهّبك إياها ، أو وهبك حاجة كنت تحلم بها ... يعنى واحد يمشى من حياتك يأتي واحد آخر يتمني رضاك ... يعنى من الأخر كده ربنا لن يخذل قلبك ... ولاّن هو رب القلوب طبيعي ينجيك ويعديك من كل ضيق وكرب ...فصبر جميل وكل حاجة ستكون تمام وعلى ما يرام ...

لا تلوموا الناس المُرهفة الحساسين بزيادة ... اللي عندهم فَرط شعور ... الذين دمعتهم بتسبق كلامهم دائماً ، دي حاجة ليست في أيديهم ... الإحساس العالي اللي عندهم ده على قد ما هو سبب كبير في تعاستهم أحيانا ... إلا انه سبب أكبر في وجود الحاسة السادسة التي يملكونها وتميزهم ... عندهم قُدرة عجيبة على التنبؤ ... عُمري ما رأيت أحد مُرهف الحِسّ إلا وعنده مَلكة التوقّعات ... يقرأوا ما بين السطور وخلف الكلمات ... حتى نظرات العين يفهمونها ... يفهمون هذا الشخص عايز يقول ايه وناوي على ايه كمان !! ... اعذروا زعلهم وسكوتهم وخوفهم حتى صراخهم وحيرتهم ... لأنهم فعلاً في ملكوت جميل ونادر يعيشون فيه بمفردهم ... يحبون أن تكون هناك مسافة تفصلهم عن الناس ... وعمرهم ما اشتكوا من الوحدة حتى لو عانوا منها سنين ... اتركوا هؤلاء فلهم مع الله شأن خاص كبير ✋...

لا تحزن فمع تعاقب العمر ومرور السنين ... ينخفض بصرك ، ‏ولكن ترتفع بصيرتك ، وتتراجع قواك الجسدية ، ‏ولكن تزيد قواك العقلية ، ‏فلا تحزن ... ما تزول عنك من نعمة يعوضها الله بخير منها بإذنه تعالى ... ‏فلا تُتابع الخسائر ... ‏بل احسب الأرباح وقل الحمد لله في السراء والضراء ... وتبقي الحمد لله المعبرة عن كل حال ...

لاتحزن لأنك جربت الحزن بالأمس فما نفعك شيئاً ... مات والدك ووالدتك وأخواتك وبعض أحبتك ... فحزنتَ ، فهل عاد أي منهم إلي الحياة حياً ... لاتحزن إن كنت فقيراً فغيرك محبوس في دَينْ ...
وإن كنت لاتملك وسيلة نقل ، فسواك مبتور القدمين ... وإن كنت تشكو من آلام المرض ، فالآخرون راقدون على أسرّة بيضاء من سنوات ... وإن فقدت ولداً ، فسواك فقد عدداً من الأولاد في حادث واحد ... لاتحزن فأنت تشرب الماء ... وتستنشق الهواء الطلق ... وتمشي على قدميك معافى ... وتنام ليلك وانت آمن ... ولك قلب محب محبوب ... فالحمد لله رب العالمين على كل حال ...

لاتحزن إن أذنبت فَتبْ ، وإن أسأت فأستغفر ، وإن أخطأت فأصلح ، فالرحمة واسعة ، والباب مفتوح ، والغفران موجود ، والتوبة مقبولة بإذن الله ... لاتحزن لأن القضاء مفروغ منه ، والمقدور واقع ، والأقلام جفتْ ، والصحف طويتْ ، وكل أمرٍ مستقر ... فحزنك لايقدم ولا يؤخر ، ولايزيد ولا ينقص ... لاتحزن فإن عمرك الحقيقي سعادتك وراحة بالك ، فلا تنفق أيامك في الحزن ، وتبذر لياليك في الهم ، وتوزع ساعاتك على الأحزان والغموم ، ولاتسرف في إضاعة حياتك ، فإن الله لايحب المسرفين ...

لاتحزن وأنت تملك الدعاء ، وتجيد الانطراح على عتبات الربوبية ، وتحسن المسكنة على أبواب ملك الملوك ، ومعك الثلث الأخير من الليل ، ولديك ساعة تمريغ الجبين في السجود ... اللهمَّ لا تعذبنا بمرض ، ولا تُشقينا بولد ، ولا تسلّط علينا أحد ، ونجِّنا من شر النفاثات فى العقد ، ومن شر حاسد إذا حسد ...اللهمَّ يا من دبّر ليوسف أمره ، وأزاح عن يونس غمّه ، ونجّى موسى من عدوه ، وأعاد ليعقوب بصره ، وشفا أيوب من مرضه ، دبّر لنا أمورنا ، وأصلح لنا أحوالنا، واجعل لنا من كل همٍّ فرجاً ، ومن كل ضيقٍ مخرجاً .

لاتحزن واعلم أن من سجد وجد ، ومن دعا أجيب ، ومن أطال السؤال لابد أن يعطى ، ولايضيع الله أجر من أحسن عملاً ... ونسأل الله تعالى أن يجعل لنا وإياكم دعوة لاترد ، و رزقاً لايعد ، و باباً إلى الجنة لايسد ... ونسأله تعالى أن يحشرنا جميعاً في زمرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ... اللهم حبب خير خلقك فينا ، ومن حوض نبيك اسقنا ، وفي جنّتك آوينا ، وبرحمتك احتوينا ، وبقضائك أرضنا ، وبفضلك أغننا ، ولطاعتك اهدنا ، ومن عذاب النار قنا و احمنا ، ومن شر كل حاسد اكفنا ، وردنا إليك رداً جميلاً ، اللهم آمين يارب العالمين 🤲