إن أعظم ما يصاب به الإنسان في حياته أن يقترف ذنوبا لا تنتهي بموته ولا يقتصر ضررها عليه، بل يستمر أثرها بعده ويطال أذاها غيره فيلحقه وزرها ووزر من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا. فطوبى لمن إذا مات ماتت معه ذنوبه وبقيت حسناته الجارية تلحقه وهو في قبره، ورغم أنف من يموت فينقطع عمله إلا من ذنوب جارية يلحقه وزرها ووزر من عمل بها ما لم تنقرض. 1/ مسؤولية الإنسان عن أعماله وآثارها على غيره
قال الله تعالى: اِنَّا نَحْنُ نُحِْى اِلْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُواْ وَءَاثَـرَهُمْ. وَكُلَّ شَيْءٍ اَحْصَيْنَـهُ فِى إِمَامٍ مُّبِينٍ. يس 12.
أنس بن مالك: الدَّالُّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ. ت.
أبو هريرة: مَنْ أُفْتِيَ بِغَيْرِ عِلْمٍ كَانَ إِثْمُهُ عَلَى مَنْ أَفْتَاهُ. د.
قال الله سبحانه: مَنْ يَّشْفَعْ شَفَـعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا. وَمَنْ يَّشْفَعْ شَفَـعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا. وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا. النساء 85.
2/ صور من السيئات الجارية
نشر الضلالات والمعتقدات الفاسدة
أبو هريرة: مَنْ دَعَا إِلَى ضَلاَلَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا. م.
قال الله سبحانه: وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ أَسَـطِيرُ الاَوَّلِينَ لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ اَلْقِيَـمَةِ وَمِنَ اَوْزَارِ اِلذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ. اَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ. النحل 24-25.
قال الله تعالى: وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ. وَلَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ اَلْقِيَـمَةِ عَمَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ. العنكبوت 13.
أبو هريرة: رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ عَامِرِ بْنِ لُحَيٍّ الْخُزَاعِيَّ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سَيَّبَ السَّوَائِبَ. متفق عليه.
نشر المنكرات والبدع
عوف المزني: مَنِ ابْتَدَعَ بِدْعَةَ ضَلاَلَةٍ لاَ يَرْضَاهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ عَمِلَ بِهَا لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أَوْزَارِ النَّاسِ شَيْئًا. ت.
جرير بن عبد الله: مَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا. م.
عبد الله بن مسعود: لاَ تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا إِلاَّ كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا، لأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ. متفق عليه.
عبد الله بن عمر: مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ فِي الدُّنْيَا أَلْبَسَهُ اللَّهُ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ أَلْهَبَ فِيهِ نَارًا. د.
عبد الله بن عمر: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَنْهَى عَنِ الْقَزَعِ. متفق عليه.
نشر النكت الماجنة والأفلام المستهزئة بشعائر الدين وأهله
معاوية بن حيدة القشيري: وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ وَيْلٌ لَهُ وَيْلٌ لَهُ. د.
قال الله تعالى: وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ. قُلَ اَبِاللَّهِ وَءَايَـتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ. التوبة 65.
قال الله سبحانه: اِنَّ اَلذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ اَلْفَـحِشَةُ فِى اِلذِينَ ءَامَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ اَلِيمٌ فِي اِلدُّنْيَا وَالاَخِرَةِ. النور 19.
سوء تربية الأبناء
أبو هريرة: مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ. متفق عليه.
معاذ بن جبل: أَنْفِقْ عَلَى عِيَالِكَ مِنْ طَوْلِكَ وَلاَ تَرْفَعْ عَنْهُمْ عَصَاكَ أَدَباً وَأَخِفْهُمْ فِي اللَّهِ. ف.
أبو هريرة: مَنْ قَالَ لِصَبِيٍّ تَعَالَ هاَكَ ثُمَّ لَمْ يُعْطِهِ فَهِيَ كَذْبَةٌ. ح.
زيد بن أسلم: مَنْ أَصَابَ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ شَيْئًا فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللَّهِ. ك.
تضييق الطريق أو قطعها
معاذ بن أنس الجهني: غَزَوْتُ مَعَ نَبِيِّ اللَّهِ ﷺ غَزْوَةَ كَذَا وَكَذَا فَضَيَّقَ النَّاسُ الْمَنَازِلَ وَقَطَعُوا الطَّرِيقَ فَبَعَثَ نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ مُنَادِيًا يُنَادِي فِي النَّاسِ أَنَّ مَنْ ضَيَّقَ مَنْزِلاً أَوْ قَطَعَ طَرِيقًا فَلاَ جِهَادَ لَهُ. د.
حذيفة بن أسيد: مَنْ آذَى الْمُسْلِمِينَ فِي طُرُقِهِمْ وَجَبَتْ عَلَيْهِ لَعْنَتُهُمْ. ط.