عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 3/5/2009, 10:22 PM
الصورة الرمزية انور حافظ احمد
 
انور حافظ احمد
نـجـم الـنجوم الـمـميز بـالـمهندسين الـعرب

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  انور حافظ احمد غير متصل  
الملف الشخصي
رقم العضوية : 35687
تاريخ التسجيل : Oct 2006
العمـر :
الـجنـس :
الدولـة : الاسماعيلية
المشاركـات : 10,233 [+]
آخــر تواجـد : ()
عدد الـنقـاط : 25
قوة التـرشيـح : انور حافظ احمد يستاهل التميز
Lightbulb الفاروق .. أنموذج في قوة الشخصية




الفاروق .. أنموذج في قوة الشخصية


يحتاج الحديث عن قوة الشخصية ومواصفاتها إلى خبرة علمية وتجريبية , وما أحوجنا إلى تلك الموضوعات الهامة التي تقوم آداءنا الشخصي والعام , ولقد وجدت رجلاً يعتبر نموذجا مميزاً لقوة الشخصية وتميز الصفات هو الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه ,

وقد وردتْ عدة صفات في وصفه نحاول أن نلقي عليها نظرة موجزة وهي :


القوة البدنية الجسمانية : فقد قال عبد اللـه بن عمر رضي الله عنهما : كان أبي أبيض تعلوه حمرة ، طوالاً ، أصلع ، أشيب , وقال غيره: كان أمهق - أي خالص البياض - ، طُوالاً ، آدم ، أعْسَرَ يَسَر , وقال أبو الرجاء العطاردي: كان طويلاً جسيماً ، شديد الصلع ، شدة الحمرة ، في عارضيه خفه , و قال سِماك: كان عمر يسرع في مشيته , فهذه بعض صفات عمررضي الله عنه ، منها الطول والجسامة ، والإسراع الذي يدل على المبادرة والإقدام ، وهذه الصفات من القوة البنيانية والجسمانية قد تساعد أحياناً في كسب الإنسان القوة في الشخصية , ولكن ولا شك أن قوة الشخصية لا تتوقف عليها بحال .


أما الصفات الأخرى الهامة للشاب القوي الشخصية فهي كثيرة :

1. قوة العلاقة باللـه عز و جل : فكان عمر رض الله عنه يمر بالآية من ورده فيسقط , حتى - يُزار - منها أياماً كما ذكر ذلك الحسن. ولذا قال عنه النبي – صلى الله عليه وسلم - كما روى ذلك الإمام مسلم : (( والذي نفسي بيده ما لَقِيك الشيطان قط سالكاً فجاً ، إلاّ سلك فجاً غير فَجِّك )). وما اكتسب عمر- رضي اللـه عنه - هذا الأمر إلا بقوة علاقته باللـه سبحانه , ولئن خسر الناس علاقتهم بربهم فإن شخصياتهم وآثارها وأعمالها ستصير بهدف دنيوي فارغ يسعى وراء حظ زائل , وستنكشف حقائق تلك الشخصيات عند تغير الظروف .


2- العلم والفقه بالدين مع الحرص على ذلك : ولذا يقول ابن مسعود - رضي اللـه عنه -: لو أن عِلم عمر وُضِع في كفة ميزان ووُضِع عِلمُ أحياء الأرض في كفة لرجح عِلم عمر بعلمهم , فلا حزم بغير علم ولا تأثير بغير فهم وحكمة , وإنما بلغ عمر بما بلغ بعلم وقر في قلبه وظهر على جوارحه وعمله , فقد جمع بين العلم في الرأس وتطبيقه على الواقع .


3. البساطة وعدم التكلف : يقول أنس - رضي اللـه عنه- : رأيت بين كتفي عمر أربع رقاع في قميصه, وقال قتادة: كان عمر يلبس وهو خليفة ، جُبَّة من صوف مرقوعة بعضها بأدم , وقال عبداللـه بن عامر بن ربيعة : حججت مع عمر ، فما ضرب فسطاطاً ، ولا خِباء ، كان يلقي الكساء والنطع على الشجرة ، ويستظل تحته , فكان أنموذجاَ في البساطة ومثالاَ في عدم التكلف لازال يضرب حتى اليوم .


4. البعد عن الإعجاب بالنفس ، ولو أدى ذلك إلى إذلالها : يقول عبيد اللـه بن عمر بن حفص : إنّ عمر بن الخطاب حمل قربة على كتفه ، فقيل له في ذلك : فقال : إن نفسي أعجبتي فأردت أن أذلَّها , وكذا أقوياء الشخصية , يتحكمون في أنفسهم ولا تتحكم فيهم أهواؤهم ويوجهون رغباتهم ولا توجههم رغباتهم , ويُؤدِّبون نفوسهم ويُهذبونها بإبعادها عما يضرها وتقريبها مما ينفعها في الدنيا والآخرة .


5. احترام حقوق الآخرين ، والورع في ذلك : ولذا قال محمد بن سيرين : قَدِم صِهرٌ لعمر عليه ، فطلب أن يعطيه عمر من بيت المال فانتهره عمر ، وقال : أردتَ أن ألقى اللـه مَلِكاً خائناً !؟ فلما كان بعد ذلك أعطاه من صلب ماله عشرة آلاف درهم .


6. الحرص على نفع الآخرين ، وخدمتهم ، ولو أدى ذلك أحياناً إلى هضم حقه : وهو خلق لا يستطيعه إلا الكبار ، قال أنس - رضي اللـه عنه- : تقرقر بطن عمر من أكل الزيت عام الرمادة ؛ و كان قد حرم نفسه قال : فنقر بطنه باصبعه ، وقال : إنه ليس عندنا غيره حتى يحيا الناس - أي غير الزيت -.


7 .قبوله النقد بصدر رحب : وما كان يسمعه من نقد لاذع لم يكن ليوقفه عن منهجه , فعن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال: لمَّا ولي عمررضي الله عنه قيل له : لقد كان بعض الناس أن يحيد هذا الأمر عنك. قال : وما ذاك ؟ قال : يزعمون أنك فظ غليظ. قال: الحمد للـه الذي ملأ قلبي لهم رحمة ، وملأ قلوبهم لي رُعباً.


8 . شفافيته وعدله : فيروي أصحاب السير أن رجلا أوقفه على منبره وسأله عن ثوبه الذي يلبسه – وكان رجلا طوالا – وكيف له بثوبين ؟! فقال : قم يا عبدالله بن عمر , فقام عبد الله وبين للناس أنه قد أعطى أباه ثوبه فجمعهما في ثوب واحد , ولربما كان الرجل يوقفه ويسأله ويعاتبه وهو يستمع ويحسن ذلك ولربما جاءه بعض العامة يشتكون له من بعض أمرائهم فيأخذ الحق من الأمير للعامي سواء بسواء , ولما جاءه رسول فارس وسأل عنه , لم يجد له قصراً ولا حرساَ وقيل له إنه نائم تحت ظل شجرة , فراح ونظر إليه ولكأنه خاطب نفسه فقال : عدلت فأمنت فنمت يا عمر !


رضي الله عن الفاروق وأرضاه ، وحشرنا في زمرته يوم نلقاه ،،

منقول ،،

رد مع اقتباس