الموضوع: تيسير التجويد
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20/2/2008, 12:55 PM
الصورة الرمزية abosondos
 
abosondos
مـهـند س جـديـد

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  abosondos غير متصل  
الملف الشخصي
رقم العضوية : 88223
تاريخ التسجيل : Feb 2008
العمـر :
الـجنـس :
الدولـة :
المشاركـات : 6 [+]
آخــر تواجـد : ()
عدد الـنقـاط : 10
قوة التـرشيـح : abosondos يستاهل التميز
Arrow تيسير التجويد

ماذا ينبغي أن يعرف المسلم عن ( التجويد )؟
1- معنى التجويد:
التجويد ـ لغة ـ التحسين والإجادة. أما عند العلماء المتخصصين فيه فهو "العلم الذي يبين الأحكام والقواعد التي يجب الالتزام بها عند تلاوة القرآن الكريم، طبقاً لما تلقاه المسلمون ـ جيلاً إثر جيل ـ عن المعصوم r " ( ). تلك الأحكام والقواعد تدور أساساً حول كيفية نطق الأصوات (أو الحروف) نطقاً دقيقاً طبقاً لخصائصها وصفاتها الذاتية أو العرضية الناتجة عن مجاورتها لأصوات أخرى، وطبقاً للنظم الصوتية للغة العربية الفُصحى التي نزل بها القرآن الكريم. بالإضافة إلى هذا الموضوع الرئيس، يتناول علم التجويد مباحث أخرى تُعين على إتقان النطق ـ كدراسة مخارج الحروف وصفاتها ـ أو على إتقان التلاوة بشكل عام، كمباحث الوقف وآداب التلاوة.
2- حُكمُه:
يتفق علماء التجويد على أن كلَّ مسلم مُطالب بتعلم أحكام التلاوة ومراعاتها عند القراءة. والتقصير في هذا ـ دون عذرٍ مقبول شرعاً ـ يوقع صاحبَه في الإثم.
ورغم هذه الأهمية لعلم التجويد، فإنه غير مقصود لذاته، مثله في ذلك مثل سائر علوم القرآن. إنه مطلوب للمحافظة على القرآن ولإتقان تلاوته من أجل المساعدة على الفهم والتمثل للمعاني اللذين هما الطريق إلى وضع آيات القرآن موضع التطبيق والتنفيذ وهي الغاية التي بها فقط ننال رضا الله عز وجل. فمن برع في التلاوة ولم يستهدف من قراءته الفهم، أو فهم ولم يجتهد في التطبيق والالتزام كانت براعتُه وقراءته عليه إثماً: "أفلا يتدبرون القُرآن أم على قُلُوبٍ أقفالها" (محمد ـ24).
3- نشأته وتطوره:
تلقى الرسول r هذا القرآن من ربه بواسطة جبريل عليه السلام. وعن رسول الله تلقاه الصحابة والمسلمون. وكان السماعُ والمشافهة هما طريق هذا التلقي، وهكذا انتقل إلينا هذا الكتاب العزيز عبر العصور.
لكن حين دخلت في الإسلام شعوب لا تعرف العربية ولا تُحسن النطق بها، بدت لعلماء المسلمين ظاهرة أحسوا منها بالخطر على القرآن ولغته، ألا وهي شيوع اللحن والخطأ في نطق العربية واستخدامها وفي تلاوة القرآن الكريم فهبوا للذود عن كتاب ربهم ولغته، فكان علم "النحو" و "علم القراءات" وغيرها. وظلت تلك العلوم تنمو وتتطور نحو الكمال والدقة والشمول حتى اكتملت وحققت الهدف الذي من أجله وُضعت، فبقي لنا القرآن ولغتُه محفوظين والحمد لله.
وكان "علم التجويد" ـ كبقية العلوم ـ في مراحل نشأته وتكامل مباحثه عمليَّ الطابع قريباً من الهدف الذي أنشئ لخدمته، بعيداً عن التعقيد وعن الجري وراء البحث النظري والتفاصيل غير اللازمة. لكن حين استوت مباحثه أصبح صناعة وتبارى المتخصصون فيه في البحث وجروا وراء التفاصيل والنظريات حتى أحالوا كثيراً من مباحثه إلى ألغاز لا يهضمها ولا يحتاج إليها المسلم الذي ينشد صحة التلاوة.
وفي العصر الحاضر ظهرت كتب في هذا العلم، ولكن معظمها كان يلتزم بذلك المنهج غير العملي، وكأني بمؤلفي هذه الكتب قد أضفوا على بحوث علماء التجويد وأسلوبهم في الدراسة شيئاً من تلك القداسة الواجبة للقرآن ذاته. والمحاولات التي جاءت بشيء من التبسيط لم تكن محققة للهدف المنشود.
4- العلاقة بين "علم التجويد" و "علم القراءات":
"القراءات" مذاهب مختلفة في نطق ألفاظ أو ظواهر صوتية معينة في القرآن الكريم؛ وكلها مُسندة إلى رسول الله r ومصرح بها من رب العزة تيسيراً على الناس بسبب اختلاف اللهجات العربية. أخرج البخاري ومسلم عن ابن عباس أنه قال:
قال رسول الله r: "أقرأني جبريل على حرف فراجعته. فلم أزل أراجعه ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف" وفي بعض الروايات: "... فأيما حرف قرأوا عليه فقد أصابوا".
وقد اشتهر من هذه القراءات الموثقة سبع، سميت بأسماء سبعة من العلماء الذين أُخذت عنهم، وهم: أبو عمرو بن العلاء البصري (ت 154هـ) وابن كثير، المكي (ت 120 هـ) ونافع بن عبد الرحمن المدني (ت 169 هـ) وابن عامر، الشامي (ت 118 هـ) وعاصم بن أبي النجود الكوفي (ت 128 هـ) وعن عاصم هذا أخذ تلميذه الشهير حفص بن سليمان الكوفي المتوفى عام 180 هـ. وقراءته هي المشهورة والمتبعة في كثير من البلاد الإسلامية. أما السادس فهو حمزة بن حبيب، الكوفي(ت 156 هـ) والسابع والأخير هو علي بن حمزة الكسائي الكوفي أيضاً (ت 189هـ) وإلى هؤلاء السبعة يضاف ثلاثة آخرون تتم بهم العشرة هم أبوجعفر المدني (ت 128 أو 132 هـ) ويعقوب البصري (ت 205 هـ) وأخيراً خلف بن هشام، البغدادي (ت 229 هـ).
وهذه القراءات العشر موثقة ومقبولة من الجميع، وما وراءها يعتبر شاذاً يُدرس ولا يُعمل به.
ومن أخذ بأي من هذه القراءات فرداً أو جماعة فعليه أن يلتزم بقواعدها وأحكامها كاملة في كل قراءته ولا يخلطها بقراءة أو قراءات أخرى كما يفعل بعض الهازلين من محترفي التجارة بالقرآن في الحفلات والمآتم استعراضاً لفنهم وترويجاً لبضاعتهم، فذلك حرام كما حقق الباحثون.
هذا عن (علم القراءات)؛ أما (علم التجويد) فيتناول ـ كما سبقت الإشارة ـ القواعد والأحكام الأساسية للنطق المنقول عن المصطفى عليه السلام بصرف النظر عن القراءة المأخوذ بها. وعند الأخذ بقراءة معينة قد تدخل بعض التعديلات على بعض الأحكام المقررة في علم التجويد تبعاً للظاهرة أو الظواهر المعينة التي تتميز بها تلك القراءةُ عن القراءات الأخرى. فأحكام التجويد عامة تأخذ بها سائر القراءات؛ أما التعديلات المحددة فتدخل حين يقرأ القارئ بإحدى القراءات الثابتة.
مثال للتوضيح :
الحكم العام للاَّم أنها مُرَققة إلا في لفظ الجلالة (الله) حين يُسبق بضم أو فتح: قال الله، يقول الله. لكن حين يقرأ قارئ بقراءة ورش فإنه يُعدِل هذا الحكمَ قليلاً حين يفخِّم اللام إذا سبقها حرفُ إطباق مفتوح نحو: ظلموا، الصلاة، الطلاق.
5- المصحف المُجوَّد ليس من التجويد الشرعي:
شاع مصطلح "المصحف المجود" و "الختمة المجودة" في السنوات الأخيرة، خاصة على ألسنة المذيعين في محطات إذاعات القرآن الكريم التي انتشرت مؤخراً في البلاد العربية. وهم يذكرونها في مقابل "المصحف المرتل" أو "الختمة المرتلة" وفي هذا تضليلُ وإلباس على المسلمين وإن كان غير مقصود لقائليه.
إن ما يسمى بـ "المرتل" هو ما يستحق أن يُطلق عليه "المجود" بالمعنى الصحيح والشرعي للتجويد. أما "المجود" الذي يُتقنه المحترفون من القراء نجوم الحفلات والمآتم فليس من "التجويد" الشرعي وإنما هو "تطريب" يبنيه أولئك القراء على أساس من مقامات الموسيقى الشرقية ـ كالبياتي والصَّبا والنهاوند والحُجاز والرَّمَل والجِركا..إلخ. ويتبارَوْن في الالتزام بها والتفنن في نغماتها استجلاباً لإعجاب جمهور المستمعين وإن قادهم ذلك أحياناً إلى مخالفة الأحكام المقررة في علم التجويد الشرعي.
وهذا "ا لتطريب" و "الأداء الفني" كثيراً ما يستولي على حواس السامعين وفكرهم فلا يتدبرون في معنى ولا يلتزمون بما يجب لمجلس القرآن من آداب. والله أعلم.
إلى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله تعالى نستودعكم الله