رد: سلسلة الأحاديث المشروحة ...
الحديث الخامس
ربط الأخلاق بالعقيدة
عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره
ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه
ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر
فليقل خيرا أو ليصمت"
شرح الحديث
معنى
"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر"
أي إيماناً كاملاً وخصه بالله واليوم الآخر
إشارة على المبدأ والمعاد
أي من آمن بالله الذي خلقه
وآمن أنه سيجازيه بعمله
فليفعل الخصال المذكورات في الحديث
ومعنى "فلا يؤذِ جاره"
ورد في حديث آخر
"فليكرم جاره"
وورد بلفظ
"فليحسن إلى جاره"
وورد في تفسير الإكرام والإحسان للجار
وترك أذاه أحاديث عدة
ومعنى
"فليكرم ضيفه"
الضيف تستعمل للمفرد والجمع
لقوله تعالى
(هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين)
وقوله
(إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحون)
وجمع القلة أضياف
وجمع الكثرة ضيوف وضيفان
ومعنى "ليصمت" بضم الميم
ويجوز كسرها أي يسكت
والحديث يربط ربطاً قوياً بين الإيمان
وبين هذه الأعمال الصالحة
لأن هذه الأعمال من ثمرات الإيمان
فلا ثمرة من غير شجرة
ولا فائدة تذكر من شجر بدون ثمر
كما يدلّ هذا الربط بين الإيمان وبين الأخلاق
على أن الإسلام نظام شامل متكامل للحياة
وأن أقسامه مترابطة ترابطاً عضوياً
فهي أجزاء لا تتجزأ من الإسلام
فلا يمكن أن نأخذ من الإسلام
بعض ونرفض بعضه
ونستبدلها بأجزاء أخرى من أديان وأنظمة أخرى
بل يجب أن يؤخذ كاملاً
قال تعالى
(أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض
فما جزاء من يفعل ذلك منكم
إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة
يردُّون إلى أشد العذاب
وما الله بغافل عما تعملون)
ويدفع الحديثُ المسلمَ إلى هذه الأعمال بتذكيره بالإيمان بالله واليوم الآخر
لأن الإيمان من أهم طرق التوجيه إلى الخير
فلو أن الله تعالى أمرنا بالخير
ونهانا عن الشر
دون أن يكون هنالك يوم آخر
يحاسب فيه الناس على أعمالهم
لما التزم إلا القليل جداً من الناس
بأوامر الله تعالى
وفي هذا الحديث جانب من النظام الاجتماعي
في الإسلام
فقد نظّم الإسلام العلاقات الاجتماعية
على كافة المستويات والالتزام
بهذه الآداب الاجتماعية يحقق السعادة
والاستقرار للمجتمع
يحث الحديث على إكرام الجار
وعدم إيذائه
للحديث بقية
|